Jul 13, 2023 3:47 PM
خاص

بين "الضمانة والجبل"...نصرالله يقفل باب التفاهم الرئاسي!‏

نجوى ابي حيدر

المركزية- اوصد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس الباب الرئاسي على الحوار الذي يدعو اليه ورئيس مجلس النواب نبيه بري. قالها بالفم الملآن ، "نحن الضمانة الحقيقية التي نتطلع إليها ‏ونطلبها هي نفس شخص الرئيس، فلان الفلاني الذي نعرف عقليته ونعرف إرادته ‏ونعرف شجاعته ونعرف وطنيته ونعرف التزامه، بالنسبة لنا الشخص هو الضمانة، بوضوح، نحن بلد ‏شرقي، بالشرق هكذا، تقول لي دولة ونظام ودساتير ومؤسسات كله مهم وعلى رأسي ولكن الشخص اساس بالنسبة لنا"... حدد السيد الموقف والخيار، يريد ضمانة مثل الرئيس اميل لحود وجبلا مثل الرئيس ميشال عون لم يطعنا المقاومة في ظهرها ولم يتخليا عن المقاومة ليبقى في أمان.

معادلة نسفت  ارضية الحوار من اساسها وقضت على كل ذرة امل بإمكان انتقال الثنائي الشيعي، اثر عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع المقبل، في اعقاب جولة اتصالات تشمل اعضاء "خماسية باريس" واجتماعهم في الدوحة، الى مربع التفاهم ووقف عرقلة مسار الانتخابات الرئاسية بالنزول عن شجرة ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الى ارض واقع البحث في مرشح ثالث، بغض النظر عن شخصه وهويته، بيد ان المعارضة لن تكون حكما في وارد انتخاب رئيس، لا على غرار لحود ولا عون، وهنا بيت القصيد.  

منطق نصرالله يعني ان الرجل لا يهمه من ملف الرئاسة سوى من يحمي ظهره. اما ظهر اللبنانيين "المقطوع" طوال عهدي "ضمانته وجبله" فغير معني به ولا بمصير لبنان الذي تسبب حزبه بعزله عن العالم بفعل مواقفه وممارساته التي "طفّشت" العرب والخليجيين وحرمت لبنان من ازدهار شكل هؤلاء سببا رئيسيا فيه، وبفعل انخراطه في حروب عبثية في دول عربية كما في تجارة الكبتاغون وغيرها من الممارسات التي كانت العمود الفقري في مسار انهيار لبنان الى جانب اداء المنظومة الفاسدة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". هو اختار هذا التوقيت بالذات ليوصل رسالته للمعنيين "لا تراجع عن سليمان فرنجية" فالرئيس الضمانة لا يكون توافقيا وسيناريو الرئيس الوسطي لن يتكرر. وهنا ينتهي النقاش.

"تكويعة" امين عام حزب الله في خطابه لمناسبة ذكرى حرب تموز السابعة عشرة، مردها، الى استشعار الحزب، لا بل لمسه حسيا وماديا ان طرحه الذي اقر نصرالله امس انه تحدث عنه ثم تراجع، اي المؤتمر التأسيسي، غير قابل للحياة تماما كما تعذراستدراج الفريق المعارض الى حوار يكرّس من خلاله بعض المكتسبات السياسية، وتبعا لذلك لم يعد امامه من ضمانة سوى شخص الرئيس، فأعاد تصويب البوصلة في اتجاه الرئيس الضمانة، حامي ظهر المقاومة.

ازاء التطور هذا، تسأل المصادر عن كيفية تعاطي الخارج مع موقف الثنائي القديم المستجد وعودته الى مربع الرئيس الطرف، فيما البحث يدور خارجيا بين الدول المهتمة بملف لبنان الرئاسي عن خيار المرشح الثالث التوافقي، فهل يمكن لحركة لودريان الذي اجتمع اخيرا الى المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا واقتنع بحسب المعلومات بسقوط مبادرة باريس الاولى في لبنان والذهاب الى خيار ثالث وتسوية بين القوى اللبنانية، ان تقنع ثنائي امل- حزب الله بانعدام امال مرشحه والانضمام الى مركب التسوية، ام ان موقف نصرالله امس قطع الشك باليقين لجهة ابقاء باب قصر بعبدا مقفلا الى حين انقشاع الضباب الاقليمي عن الملفات الساخنة ومعرفة اتجاه رياح التسويات وما اذا كانت ستؤمن للحزب ضمانات ومكتسبات ، ام ان تحصيلها لن يكون الا بالتصلب رئاسياَ ؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o