Jul 05, 2023 4:06 PM
خاص

بعد أستانا هل دقت ساعة معركة الشمال السوري؟

سمر الخوري

المركزية - في زمن المصالحات والتفاهمات العربية والاقليمية، عاد الحديث عن مسار التفاوض التركي السوري برعاية روسية، وعن مصير خارطة الطريق التي تحدث عنها الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والتي وضعت مسودتها روسيا في أيار الماضي وتمت مناقشتُها على طاولة "أستانة 20 " حيث شارك في هذه الجولة الى سوريا وتركيا كل من روسيا وايران.

البيان الختامي للجولة العشرين أكد مواصلة المباحثات المتعلقة بتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، وأهمية دفع هذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه شدد البيان على أن المشاورات الرباعية كانت بنّاءة وتمت مناقشة التقدم المحرز في إعداد خارطة الطريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا.

ورغم اعلان كازاخستان عن انهاء جولات المفاوضات العشرين والتي استمرت لحوالى ست سنوات، الا أن هذه الخطوة شكلت مفاجأة لدى الجانب الروسي عبَّر عنها مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف الذي اشار الى أنه "سيتم تحديد ساحة جديدة لمواصلة الاجتماعات حول سوريا". ولكن الاهم من اعلان كازاخستان التوقف عن استضافة أي جولة مباحثات بشأن الملف السوري، هو اصرار دمشق وأنقرة على تطبيع العلاقات عبر الراعيين الروسي والايراني، وهذا الامر بحد ذاته يُعتبر تقدما في المسار العام للأمور.

مصادر دبلوماسية تُذكّر عبر "المركزية" بالاجتماع الرباعي الذي حصل قبل الانتخابات الرئاسية التركية والذي ضم وزراء خارجية الدول الاربع "سوريا تركيا روسيا وايران"، وبعدها كانت جولة استانة على مستوى نواب وزراء الخارجية وما نتج عن هذه الجولة من بنود مهمة لاسيما تلك التي ترتبط بالوضع الميداني في الشمال السوري. ويؤكد المصدر أن روسيا كان لها الدور الكبير في عودة العلاقات العربية مع سوريا، حيث رتبت موسكو أول اتصال سوري سعودي، وعملت على تشكيل وفد سوري روسي كان من ضمنه اللواء علي المملوك حيث حطَّت طائرة روسية في السعودية حاملة الوفد للبحث مع المسؤولين السعوديين في عودة العلاقات، قبل أن تتوسع رقعة التواصل مع الاماراتيين والمصريين لهذا الغرض.

وفي الوقت نفسه تعمل روسيا على خط التطبيع بين سوريا وتركيا لأن ذلك يساهم بشكل كبير في انهاء المشاكل في الشمال السوري كذلك في ايصال ملف النازحين الى خواتيم سعيدة، اضافة الى محاصرة الارهابيين الموجودين في الشمال والقوات الاميركية المتواجدة في تلك المنطقة مع الأكراد. 

اذا أكثر من عصفور تريد روسيا اصابته في حجر التطبيع، ولكن الابرز بالنسبة اليها هو الشمال السوري وما يحمله من تعقيدات جغرافية لعل أهمها اطلاق العنان للنظام السوري ووضع يده في تلك المنطقة وما يحمله ذلك من امكانيات لوجيستية تساعد روسيا على وضع نقاط لها في تلك المنطقة يمكن من خلالها "محاصرة" القوات الاميركية المتواجدة في المناطق الكردية، وفي السياق يأتي الحديث عن دوريات مشتركة سورية تركية روسية في مناطق الشمال لفرض الامن ومحاصرة الارهابيين.

وعلى وقع هذه القراءة تأتي التطورات الميدانية مع مواصلة الجيش السوري إرسال تعزيزات عسكرية الى منطقة الشمال تمهيداً لفتح معركة كبيرة على الفصائل المسلحة هناك وابرزهم هيئة تحرير الشام، وكان لافتا عدم الرد التركي على هذا الهجوم وغض أنقرة الطرف عما يجري، في رسالة تؤكد أن هناك "قبة باط" تركية لتصفية المجموعات المسلحة في الشمال والتي كانت أنقرة أبرز الداعمين لها.

ومما لا شك فيه ان مرحلة جديدة دخلت فيها منطقة الشمال السوري بتفاهم رباعي تقوده روسيا الى جانب ايران تركيا وسوريا قد تكون معركته القادمة فاتحة التطبيع بين تركيا والنظام السوري الذي يحصل على مكاسب امنية سياسية واقتصادية في حال تم تطبيق خارطة طريق التطبيع.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o