Jul 04, 2023 12:52 PM
خاص

واشنطن تتخلى عن مالي: رغبة اميركية بانجاح مفاوضات مسقط

لورا يمين

المركزية- أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس، أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي منح إجازة، فيما أشارت وسائل إعلام عدة إلى وجود مشكلة في تعامله مع وثائق حساسة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن "روب مالي في إجازة، وحل محله أبرام بالي مبعوثا خاصا لإيران"، رافضا الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.

ولم يتم توضيح أسباب هذه الإجازة، لكن مالي أكد لعدد من وسائل الإعلام الأميركية أنه "منح إجازة"، وأن "تصريحه الأمني قيد المراجعة". وقال إنه يأمل بأن ينتهي الأمر "بشكل إيجابي". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر لم تسمها، أن الأمر يتعلق بمعالجته وثائق سرية.

للتذكير، فإن مالي الذي عينه الرئيس جو بايدن في هذا المنصب عام 2021، كان أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، والذي سحب الرئيس السابق دونالد ترامب بلاده منه أحاديا عام 2018. كما اضطلع بدور كبير في محاولة الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000، للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي محاولة باءت بالفشل.

وفي وقت يأتي هذا التطور في ظل محادثات غير مباشرة "مفترضة" بين إيران والولايات المتحدة عبر سلطنة عمان الوسيط التقليدي بين البلدين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، تقول مصادر دبلوماسية عبر "المركزية"، ان ما تردد عن تسريب مالي معلومات عن هذه المفاوضات، دقيق.

وفي رأيها، فإن هذا التسريب هو السبب الفعلي لازاحته من منصبه. اذ ان الرجل قدّم خدمة مجانية لتل ابيب التي بنت على هذه المعطيات المسربة كي تبدأ بحملة مبكرة على المفاوضات "السرية" وعلى ما يمكن ان تنتجه من "اتفاق نووي موقت" يُحكى عنه، بين طهران وواشنطن.

وبالفعل، لا ينفك المسؤولون الاسرائيليون والاعلام العبري، يكشف عن تفاصيل الاتفاق المفترض ويؤكدون انهم في حلّ مما قد يتم التوصل اليه، حيث ستواصل تل ابيب نشاطها وعملياتها العسكرية والامنية ضد ايران، لحماية امنها. وقد قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: بلادنا لن تسمح لإيران بتطوير "ترسانة نووية"، حتى إذا وقعت طهران اتفاقا نوويا مع واشنطن. واعلن خلال حفل تخريج طيارين "لن نسمح لإيران بتطوير ترسانة نووية"، مضيفا "حتى لو تم توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، فإن هذا الاتفاق لن يلزمنا". وتابع "سنحافظ على حقوقنا وواجباتنا في الدفاع عن أنفسنا في أي مكان في الشرق الأوسط، وسوف تؤدي القوات الجوية دورًا مهمًا في هذا".

انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان الادارة الاميركية كانت بحلّ من هذه الضجة كلّها، ولذا تم "الاستغناء" عن مالي. وفي قراءة اخرى لعزله، فإن إزاحته تدل ايضا على ان الادارة الاميركية راغبة بإنجاح محادثات مسقط وفي التوصل الى اتفاق ما مع طهران. لكن هل لدى الجمهورية الاسلامية الرغبة ذاتها؟ وهل هي مستعدة لتلبية الشروط الاميركية النووية والعسكرية و"السياسية"... في سبيل التوصل اليه؟

                                       ***

...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o