Jun 26, 2023 3:46 PM
خاص

التمرّد في روسيا ينعكس ضعفاً على دول المحور... ماذا عن لبنان؟

يولا هاشم

المركزية – صحيح ان حالة التمرد التي قادها مؤسس وقائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين انتهت بعد أقل من 24 ساعة، وتراجع الى بيلاروسيا بعد وصول قواته إلى مدينة روستوف التي تبعد 550 كيلومترا جنوب موسكو، إلا أن دلالات وتداعيات هذا الحدث كبيرة، ليس فقط على روسيا وإنما أيضاً على الدول الداعمة لها. 

وأهم المؤشرات التي ظهرت، هي تعرض محور الممانعة الذي تقوده ايران بدعم روسي - سوري - صيني اي دول البركس الى خضات وتفكك، يضعف دوره وفاعليته. فهذا المحور يتعرض لخضات وازمات من روسيا التي اصيبت بهزة شوهت صورتها وقدرة الرئيس فلادمير بوتين وموقعه ودوره، واظهرت هشاشتها بعد انقلاب فاغنرعلى الجيش وفشل روسيا في تحقيق انتصار في اوكرانيا وحسم الحرب لمصلحتها. 

فمن ايران والمواجهة مع افغانستان بسبب المياه، الى سوريا الرازحة تحت عبء الحرب، والعراق الغارق في ازمته والفساد... كل هذا ينعكس على مستقبل حزب الله الذي، بحسب المحللين، يخشى في قابل الايام التطورات المرتقبة ونتائجها الرامية الى الاستقرار والسلام في المنطقة، وقد تضعه في عين الاستهداف في المرحلة المقبلة. فما الذي ينتظر المنطقة والعالم بعد هذا الحدث؟       

النائب السابق والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا يؤكد لـ"المركزية" ان "الهيبة الروسية وامبراطورية الاتحاد السوفياتي العظيمة تلطّخت بالسواد منذ بدء حرب اوكرانيا، وتشوّهت صورتها وانهارت الامبراطورية وتبيّن أنها مصنوعة من ورق. مرّت سنة وأربعة أشهر كانت كفيلة بالقضاء على هذه الهيبة. صحيح أن روسيا تلقّت محاولات دعم من الصين وايران ومن بعض الدول الأخرى "الضعيفة" نوعا ما، إلا أنها لم تؤدِّ الى النتيجة التي كان يبتغيها بوتين وذلك بفرض شروطه في الحرب على اوكرانيا". 

ويشير قاطيشا إلى ان "ما حصل هو ان الانهيار و"السوس" بدأ ينخر من الداخل، من الجيش الروسي وفاغنر. فعندما يكون هناك جيش عظيم يُعتبر من أكبر جيوش العالم وفجأة يتمكن رئيس مرتزقة لديه خمسين ألف عسكري، من الدخول الى بلاده ويريد أن يصنع انقلابا ويطيح بكل الزعامات العسكرية الروسية... فهذا معناه ان المرض أصبح في الداخل والدولة أصبحت تتحلل. فهي لم تخسر الحرب كما كان يُقال في البداية، بل تتحلل كدولة عسكرية  روسية. لذلك، تقبّل بوتين الأمر في النهاية واستوعبه بشكل أنه أخفى وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي لا نعلم مكان وجوده الآن، ووجد حلاً بأن يذهب يفغيني بريغوجين الى بيلاروسيا واستوعب القضية مؤقتاً تجنبا او خشية من ثورة داخلية. الوضع في روسيا ليس سليما ولا نعلم إلى أين سيؤدي، لكنه بالطبع سيؤول الى روسيا جديدة ثانية ينتظرها الجميع". 

عن انعكاسه على العالم الآخر، يرى قاطيشا "أنه سينعكس ضعفاً على سوريا، كما أنه تسبب باهتزازات كبيرة في الوضع الايراني، لأن ايران عندما اتجهت الى دعم روسيا، وقف الجميع ضدّها، وبما ان روسيا لم تخرج بأي نتيجة فهذا معناه ان ايران ستدفع الثمن أيضاً. أما الصين فدولة "ذكية جداً" وهي كدولة عظمى تحاول ان تطيل الحرب في اوكرانيا، كي تجلس مكان روسيا. تقول أنها ظاهرياً تدعم بوتين وتقف الى جانبه وتدعمه قليلا حتى تبقى الحرب مستمرة، لكن باطنياً تنازعها على الدور الثاني في العالم. هي تحاول إضعاف دولة موجودة على حدودها وتنتظر كي تحلّ محلّها على الساحة الدولية. وبالفعل بدأت الصين بلعب دور عالمي وباتت لها مكانتها اقتصاديا". 

ويضيف: "سيكون لها انعكاسها أيضاً على لبنان وتحديداً على محور الممانعة، خاصة ان ايران ستتشظى، وقد ظهر ذلك من خلال هرولة ايران الى عقد السلام مع العرب خاصة مع المملكة العربية السعودية. إلا أن هذه النتائج ستظهر تباعاً وفي وقت لاحق في لبنان. فقد تبين من خلال انتخاب رئيس الجمهورية ان فريق الممانعة لا يمكنه فرض رئيس كما يريد، وان الشعب اللبناني يقف ضد السلاح غير الشرعي وهيمنة الثنائي الشيعي وهذه أصبحت ثابتة، ومع الايام يتظهر ان الوهم الذي صنعه الثنائي الشيعي بأنه سيحكم لبنان على غرار المارونية السياسية فشل. يا ليت يمكنهم ان يكونوا على غرارها بنسبة واحد في المئة فقط. القصة انتهت وبات عليهم التفتيش على تحسين شروطهم وهذا ما يحصل، فقد باتوا يعلمون ان لم يعد بإمكانهم السير بمرشحهم الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكنهم يعاندون كي يأتي وسيط ويرون كيف سيحسنون شروطهم وما الذي يمكنهم تحصيله من مكاسب. هذه هي نتيجة الحرب في اوكرانيا".  

ويختم: "تبين ان اوكرانيا هي الدرع الاساسية لاوروبا الحرة، والجميع يريد دعمها من الحلفاء والغرب والاميركيين". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o