اتفاق بكين: هل تبقى مفاعيله مقتصرة على "المجاملات"؟

لورا يمين

المركزية- كل شيء يوحي بأن اتفاق بكين الموقع بين السعودية وايران في ١٠ آذار الماضي، يسير كما هو متوقع، اي انه يمضي قدما في ترطيب المناخات الإقليمية وتبريدها... في الساعات الماضية، قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، إن إنشاء آلية للحوار والتعاون بمشاركة كل دول منطقة الخليج، يعتبر ضروريا ومثمرا أكثر من أي وقت مضى. وأضاف عبد اللهيان عبر "تويتر" أن إيران ترحب بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لعقد لقاء لوزراء خارجية دول الإقليم في نيويورك. وتابع: طهران تطرح أيضا فكرة إنشاء منتدى للحوار والتعاون بمشاركة كافة الدول الواقعة على ضفتي الشمال والجنوب للخليج. واضاف "سنعرض على كافة جيراننا الجنوبيين تفاصيل هذه الفكرة بشكل مكتوب في القريب العاجل". وقال وزير الخارجية الإيرانية "غدا أفضل وأكثر أمنا وازدهارا، هو حق مشترك لكافة شعوب المنطقة"، لافتا إلى أن إيران عازمة العقد على مضاعفة جهودها من أجل ذلك. لا يمكن تحقيق التنمية والتقدم في المنطقة والمستقبل المشرق لأجيالنا القادمة إلا من خلال الأخوة والصداقة والتعاون".

تأتي هذه المواقف الايرانية غداة انهاء عبداللهيان جولة قام بها على دول خليجية حيث ووفقا للدبلوماسي الايراني، كانت المحادثات مع كبار المسؤولين ونظرائه إيجابية جدا وبناءة، وتبعث على الأمل للجميع وتبشر بغد أفضل وأكثر أمنا وازدهارا للشعوب... وفي سياق هذه الجولة التي شملت قطر وعمان والكويت والامارات، قدم عبداللهيان دعوة إلى الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد لزيارة إيران. ونقلت وكالة "إرنا"، مساء الخميس، عن وزير الخارجية الإيراني أنه قدم دعوة من الرئيس إبراهيم رئيسي لنظيره الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، لزيارة طهران.

كل هذه المحطات، تُعدّدها مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" لتثبت ان ثمة فعلا ما تبدل ايجابا في المنطقة بعد الاتفاق السعودي- الايراني.

لكن وفق المصادر، التحدي الابرز الذي يواجهه هذا التفاهم، يكمن في انه لم يتمكن بعد من ايجاد اي تسوية لصراعات المنطقة. فلا اليمن والعراق ولا سوريا ولا لبنان... شهدت حتى الساعة، ما يوحي بتسوية لازماتها السياسية والعسكرية. وباستثناء، توقيف بعض شحنات المخدرات وتجار الكبتاغون في عدد من الدول العربية، وباستثناء مفاوضات ظرفية ذات نتائج خجولة بين الحوثيين والشرعية اليمنية، اي خرق جدي لم يبصر النور بعد. فهل يبقى اهل الاتفاق وتحديدا السعودية، راضين عنه اذا طال الزمن وبقيت ثماره مقتصرة على نوايا حسنة ومواقف جميلة ومجاملات بين الخليجيين وطهران؟!

                                          ***