Jun 10, 2023 11:05 AM
خاص

مي الريحاني مرشحة حتى انتخاب رئيس...هل تكون الخيار الثالث؟

يولا هاشم

المركزية – اربعة ايام بالتمام تفصل لبنان عن الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جمهورية، من دون ان يتضح حتى الساعة المسار الذي ستسلكه في ضوء الضبابية التي تغلف مواقف بعض الكتل والمستقلين. بيد ان الثابت وشبه الاكيد ان لا دخان ابيض سيخرج من البرلمان الاربعاء المقبل، بفعل الانقسامات الحادة والنيات المبيتة لتطيير النصاب، إن تبين ان ثمة ارجحية لمرشح المعارضة والتيار الوطني الحر الوزير السابق جهاد ازعور لكسب اصوات النصف زائدا واحدا من النواب. وعليه، تبقى الخيارات مفتوحة امام كل مرشح جدي للرئاسة، خصوصا مع تنامي الحديث عن تسوية ستفتح ابواب قصر بعبدا لشخصية توافقية، ما زال اسمها في مغلف سري لن يفتح الا لحظة جلسة الانتخاب الفعلية.

من بين الشخصيات اياها، اسم كان من أول المبادرين للترشح الى رئاسة الجمهورية  ببرنامج واضح وهدف محدد ورؤية بعيدة المدى. هي مي الريحاني  العائدة للتو من الولايات المتحدة الاميركية، حيث أجرت لقاءات واتصالات مع المسؤولين هناك، فماذا تقول عن ترشيحها وحظوظ فوزها، وما هي آخر انطباعات الادارة الاميركية حول الملف اللبناني؟ 

تشير الريحاني في حديث لـ"المركزية" الى ان "الاهتمامات الاميركية تتمحور حول أهمية الاسراع في انتخاب رئيس، وعلى وجوب عقد جلسات متتالية في مجلس النواب لانتخابه. وكما بات معلوماً، فإن واشنطن مستعدة، في حال عرقلة الانتخابات الرئاسية، لفرض عقوبات على المعرقلين. وحينما سألت المعنيين في واشنطن لماذا لا يطرحون أسماء للرئاسة ما داموا مهتمين بالاستحقاق، أكدوا أنهم لا يتحدثون عن اسماء بل عن مواصفات. وهو الحديث نفسه الذي سمعه النواب الذي زاروا واشنطن اخيراً. وعن سبب إصرارهم على الاسراع في إنجاز هذا الاستحقاق ، جاء جوابهم أن لا يمكن القيام بالاصلاحات او ايجاد حلول لمشاكل لبنان الاقتصادية في غياب رئيس للجمهورية، وكل الامور متوقفة بانتظار انتخاب رئيس . 

 بالنسبة للاتفاق السعودي – الايراني، يرى الاميركيون، بحسب الريحاني، انه يصب  في مصلحة دول الشرق الاوسط عامة، لكن تنفيذه قد يستغرق بعض الوقت ليتمّ بالطريقة المطلوبة، كونه يتضمّن شروطاً، هم على علم بها كلها ، اطلعوا عليها ودرسوها، إلا ان الصورة لن تتوضّح قبل تنفيذها ". 

عن المشهد اللبناني بعد انقضاء سبعة اشهر على الشغور الرئاسي  تقول الريحاني: "الشغور مرده وجود فريقَين في لبنان، لكل منهما طريقته في طرح قضايا الرئاسة ومن هو المرشح الرئاسي، وربما الافضل للبنان ان يتفق الفريقان على حلّ  يؤدي الى وصول شخصية مرشحة للرئاسة تُعتَبَر مقبولة من الطرفَين، ليس بمعنى ألا تتمتع هذه الشخصية بمبادئ او مواقف او تتنازل عن مبادئها، بل أنه يمكنها التعاطي مع الجميع، وعلى مسافة ليست بعيدة جداً من الجميع، وهي، حتى لو لم تكن على المسافة نفسها بينهم، تقيم حوارا معهم لتتمكن من حلّ  الازمات. 

ماذا عن اتفاق المعارضة مع التيار الوطني الحر حول الوزير ازعور كمرشح رئاسي؟ تجيب الريحاني: "في 14 حزيران ستتبيّن  حظوظه، هذا اليوم هو المقياس لنعرف ونتأكد بعيدا من التكهنات والتحليلات".  اسمَان فقط سيطرحان في هذه الجلسة وبعض الأوراق البيضاء."

هل ما زلتم ماضون في ترشحكم للرئاسة وهل تعتبرون ان لديكم فرصة للوصول من باب الخيار الثالث؟ "لا شك في أنني ماضية في ترشحي ومستمرة حتى انتخاب رئيس او رئيسة للجمهورية، بما انني اعلنت ترشحي في مؤتمر صحافي في الاسبوع الاول من ايلول الماضي وهذا لا اتراجع عنه قطعاً، حتى انتخاب رئيس، وبما ان الحديث كثر في الآونة الاخيرة عن مرشح ثالث، ربما هو النهائي، وقد تكون المرحلة الثالثة نهائية على أمل ألا تكون الفترة طويلة من أجل مصلحة لبنان وشعبه . وتضيف: نسمع ان صلاحيات رئاسة الجمهورية لم تعد كالسابق، وهذا يتضمن شيئا بسيطا من الصحة، لكن هناك خطأ كبير ايضا، فصلاحيات رئيس الجمهورية تكون أكبر عندما يكون تفاهم بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وهذه نقطة اساسية لا تُسلّط الاضواء عليها. في حال وصول رئيس جمهورية والى جانبه رئيس حكومة يتفاهمان ويتفقان على الرؤية والمبادئ ومشروع الاصلاح ستسير الامور بأفضل الممكن. 

وتردف الريحاني: عندما ترشّحت، تقّدمت ببرنامج عمل وهذه نقطة أذكّر بها النواب الـ128 دون استثناء، اذ من المفروض ان يصوّتوا لمشروع وليس لاسم. قامت الثورة على مبدأ "كلن يعني كلن"، ويؤسفني القول أن المرشحّين هما وزيران سابقان وقسم كبير من اللبنانيين يعتبرهما من المنظومة. من هي المنظومة؟ اليست أولئك الذين حكموا من وزراء ورؤساء؟ أليست هناك محاسبة؟ قسم كبير من النواب وليس فقط من التغييريين شاركوا في الثورة ونادوا بالتغيير وبالمحاسبة. أخاطب النواب وأسألهم لماذا لا يفتشون عن وجوه جديدة غير التي شاركت في الحكومات السابقة، وجوه لديها مؤهلات وخبرة اقتصادية وتربوية وعلاقات عالمية وعربية ومعلومات في قطاعات مختلفة. من قال ان المشكلة في لبنان اقتصادية فقط وليست سياسية ايضا؟ سياسية بالنسبة للعلاقات الخارجية مع العرب والعالم ككل؟ من قال ان مشكلتنا ليست بالنسبة للنازحين الموجودين على الاراضي اللبنانية اقتصادية حصرا؟ هذه القضية لها أوجه عديدة كالعلاقات مع الامم المتحدة ووجه اقتصادي وآخر تربوي. المشاكل الاقتصادية مهمة لكنها اولوية بين عدد من الاولويات الاخرى، ويمكن تعيين وزراء يفقهون في الاقتصاد في وزارات المال والاقتصاد ومصرف لبنان وخلق لجنة اقتصادية إضافة الى اختصاصيين في التربية والصناعة والزراعة والصحة والكهرباء والماء والبيئة، والجميع يعمل مع رئيسي الجمهورية والحكومة لحلّ الأزمات.  لا ننسى أيضاً ان لبنان يعاني من مشكلة هوية، ومن سوء علاقته مع محيطه العربي، فنحن معزولون عن العالم العربي ككل. وبالتالي نحتاج الى رئيس يعيد بناء هذه العلاقات بطريقة متينة ومميزة ولمصلحة لبنان والدول العربية. وعندما نحسّن العلاقات تحل المشكلة الاقتصادية. لبنان ذو بُعد عربي، لذلك المطلوب إعادة العلاقات العربية البناءة التي تفيد لبنان والدول المعنية ومن هناك ننطلق ونحلّ كل المشاكل. لأن من شأن ذلك، ان يؤدي الى استثمار الدول الخليجية والعربية وخاصة السعودية في لبنان". 

وتؤكد الريحاني أنها مع "ان يتفاهم الرئيس عند انتخابه مع صندوق النقد الدولي، ويوقّع العقد معه، إلا ان هذا العقد سيعطي لبنان في حدّ أقصى 4 مليارات دولار مثابة دين. لا استخف بهذا المبلغ، لكن في المقابل ثمة مصدران مهمّان لحل المشاكل الاقتصادية، الاتفاق مع الدول العربية سيوفر استثمارات اضخم والفرق شاسع بين الدين والاستثمار. اضف ان ثمة استثمارا ينساه الجميع، هو ذاك المتأتي من الاغتراب فإن انتخب رئيس يثق به المغتربون ويفهم هواجسهم وداخل مؤسساتهم والادارات والجمعيات الاغترابية، ستكون استثماراتهم كبيرة وأكبر من الـ4 مليارات للصندوق. وهنا أشكر الاغتراب على الثقة التي منحوني إياها وعن دعمهم لترشيحي وقد تجلّى ذلك من خلال المقالات التي كُتبت بهذا الخصوص. 

وبما ان هناك حديثا عن مرشح ثالث، تختم الريحاني، "أملي ان يطرح اسم مرشح او مرشحة، وسطي لديه برنامج محدد يستطيع ان يحاور الجميع ويعالج المواضيع الاولوية ومنها الاصلاح والاقتصاد والعلاقات العربية والدولية والتربية وقضية النازحين السوريين".

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o