Jul 12, 2018 6:23 AM
صحف

الحريري يُشغّل "التوربو" لكن الحكومة بعيدة

 

لا خرقَ في التأليف الحكومي بعد، فالرئيس المكلّف سعد الحريري عاوَد تشغيلَ محرّكات "التوربو" لكنها راوَحت في مكانها ولم تحقّق اي تقدّم يشِي بولادة الحكومة قريباً، إذ ركّز الرَجل في اللقاءات المتلاحقة التي عقَدها امس على ترسيخ مناخات التهدئة تمهيداً لإطلاق مشاورات جدّية بغية حلِّ العقدِ التي تعوق التأليف.

ونقلَ بعض الذين التقوا الحريري عنه "استياءه الشديد مما آلت اليه شؤون التأليف، بعدما ظنّ أن إجازته الاخيرة، معطوفةً على إجازة مجموعة من السياسيين، ستساعد على تهدئة النفوس لينطلق مجدداً بعد عودته الى مشاورات جدّية تؤدي الى ولادة الحكومة بعد التوصّل الى تسويات مع الأفرقاء المعنيين الى حلّ للعقد. لكنّه تفاجأ بارتفاع منسوب الشحن وازدياد التوتّر، ما اعتبره إضاعةً للوقت، لأنه بدلاً من أن يدخل مباشرةً في حلّ هذه العقد سيستنفذ وقتاً إضافياً لتهدئة الأجواء".

وما زالت دوائر القصر الجمهوري تنتظر نهاية جولة المشاورات الجديدة التي يجريها الحريري وسيناقش نتائجَها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وإذ تردَّد ان الحريري سيزور عون اليوم، نُقل عن  دوائر بعبدا قولها "ان لا موعد محدّداً بعد، واللقاء يمكن ان ينعقد في اي وقت".

"القوات": ونُقل عن قد مصادر "القوات اللبنانية" قولها الحريري "ان يضع كل جهده من أجل تأليف الحكومة العتيدة، وهو ليس مسؤولاً عن العقد الموجودة، بل يعمل على معالجتها وفكفكتِها، وكان قد بادرَ الى الطلب من المعنيين التزامَ التهدئة السياسية تمهيداً لحوار على وقعِ أجواء مساعِدةٍ ومؤاتية". واستغرَبت "الكلام عن سحبِ الثقة من الرئيس المكلف، فعدا عن انّ أصحاب هذا الكلام لا يفقهون في الدستور ونصوصه، فإنّ كلامهم يُدخل البلد في أزمة وطنية وليس أزمة تأليف فقط، ويهدّد بفتنة مذهبية"، ورأت "أن كلامهم لا أصداء له في الداخل، لأنّ القوى الأساسية مع الاستقرار السياسي لا المغامرات السياسية".

ودعت المصادر إلى "سحب كل الكلام عن الصلاحيات وغيره، لأن النصوص واضحة، والأزمة ليست ازمة صلاحيات أيضاً، والرئيس المكلف يقوم بدوره على أكمل وجه، ويَحظى بإجماع داخلي وغطاء عربي وغربي». كذلك دعت القوى السياسية إلى التعاون مع الحريري «في اعتبارها معنيةً أيضاً بتسريع التأليف لكي تتفرغ الحكومة الجديدة لمواجهة التحدّيات على أكثر من مستوى وصعيد".

"الاخبار": وفي السياق، اوضحت أوساط مطلعة لـ "الأخبار" "ان اللقاءات التي يقوم بها الحريري تحتاج إلى إدارة مختلفة، فالمشكلة ليست بينه وبين القوات، ولا بينه وبين جنبلاط. لا بل هو يؤيد مطالبهما. المشكلة الحقيقية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل". 
وفيما نُقل عن الحريري قوله "انه سيزور بعبدا في اليومين المقبلين"، اكدت مصادر قواتية "ان الحريري يؤيد "القوات" ويقف إلى جانبها، لكنه لا يريد أن يكون ذلك سبباً لأي خلاف بينه وبين رئيس الجمهورية". من جهتها، لفتت مصادر متابعة إلى أن "كل هذه الحركة لم تحقق تقدماً، ولو بسيطاً، في مسار التأليف الحكومي، كما أن تمسك كل طرف بمطالبه لن يؤدي إلى تحقيق أي خرق في جدار الأزمة". 

"اللواء": من جهتها، نقلت "اللواء" عن مصادر مطلعة على تحرك الرئيس المكلف قولها "انه لن يقدم اي صيغة جديدة لتشكيل الحكومة قبل انهاء مساعيه لمعالجة الخلاف بين "التيار الوطني الحر " و"القوات اللبنانية"، وسيتفرغ لاحقا لمعالجة مسألتي التمثيل الدرزي، وتمثيل السنة من خارج "تيار المستقبل"، لكن عبر اعطاء سني من حصة رئيس الجمهورية، مقابل اعطاء الرئيس الحريري وزيراً مسيحياً، وان كان ليس بالضرورة ان يمنح الرئيس عون حصته السنية لطرف سياسي أخر ولوكان من تجمع النواب السنّة المستقلين، كما ان اي طرف اخر لن يتنازل عن مقعد وزاري لمصلحة الاخرين، فيما مسألة تمثيل الدروز لازالت قيد المعالجة مع تأييد الرئيس الحريري لأن تكون حصة الدروزمن تكتل اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي. 

 ولاحظت مصادر وزارية التقت الرئيس الحريري أمس ان المشاورات العلنية وغير العلنية التي يجريها الرئيس المكملف، أظهرت ان ملف تشكيل الحكومة عاد إلى المربع الأوّل، لتبدأ المشاورات بالتالي من نقطة الصفر، متوقعة ان لا تكون الولادة الحكومية قريبة جدا، لأنها بحسب تعبير هذه المصادر تحتاج إلى وقت، إذ يجب ان تعم التهدئة السياسية اولا بين كافة الأطراف، وبعد ذلك تتركز المشاورات حول الحصص الوزارية لكل فريق، ومن ثم يتم البحث في موضوع توزيع الحقائب الذي لا يعتبر من الأمور السهلة ايضا، وبعدها توضع الأسماء، وكل هذه الخطوات تحتاج إلى وقت، خصوصا وان لا تقدّم حصل على أي من هذه النقاط، باستثناء ما لوحظ مؤخرا من وقف بعض السجالات، وان كانت عادت ليلا، من خلال ردّ وزراء "التيار الوطني الحر" على تصريحات جنبلاط في "بيت الوسط"، على غرار ما حصل قبل يومين،

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o