Jun 08, 2023 6:38 AM
صحف

التعبئة السياسية والنيابية المزدوجة لداعمي فرنجية وازعور تتسع

تتسع التعبئة السياسية والنيابية المزدوجة لداعمي المرشحين الرئاسيين سليمان فرنجية وجهاد ازعور في الطريق الى موعد الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الحالي. وتتخذ هذه التعبئة دفعا مضاعفا بين اليوم والأربعاء المقبل في ظل محطات مفصلية يفترض ان تساهم في تظهير معظم المشهد والسيناريو الافتراضي لما ستؤول اليه الجلسة الانتخابية التي ستعقد بعد انقطاع للجلسات ناهز الخمسة اشهر. ذلك انه مع عدم استبعاد استمرار “مساحة رمادية” لن يحسم معها عدد وافر من النواب مواقفهم سلبا او إيجابا من المرشحين الحصريين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد ازعور اللذين ستدور بينهما المواجهة الانتخابية، فان “المساحة الواضحة” لداعمي ورافضي المرشحين بدأت تتسع باطراد بحيث يتوقع بلورة الاصطفاف وتوزع النواب الى حدود واسعة بين المرشحين قبيل الدخول الى الجلسة.

وتلفت أوساط نيابية مستقلة بارزة، بحسب "النهار"، الى ان عاملا مهما برز لجهة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الأخيرة الى الكشف ان نواب الفريق الداعم لفرنجية سيعتمدون التصويت الواضح هذه المرة وليس الورقة البيضاء، اذ ان هذا الاتجاه سيساعد بقوة في كشف ميزان القوى قبيل الجلسة وخلال انعقادها، ولو ان معظم المعطيات لا يزال يمنح ازعور امكان حصوله على عدد اكبر من الأصوات ولكن من دون أي ضمان بامكان انتخابه رئيسا. وتشير هذه الأوساط الى ان الاجتماع المرتقب اليوم لكتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط يحظى برصد واهتمام محموم لان أي قرار يتخذه هذا التكتل بالتحالف مع “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ستكون له ترددات في اتجاه الكتلة المترددة من النواب، كما ان توزع النواب سيحمل الى الجلسة صورة التطور الجذري الذي طرأ في ظل احتدام المواجهة بعد تبني المعارضة و”التيار الوطني الحر” ترشيح ازعور .

واذا كانت المعطيات السابقة عن موقف الكتلة الجنبلاطية رجحت ان تتبنى الكتلة في النهاية دعم ازعور، فان المعلومات الدقيقة المستقاة من أعضاء الكتلة عشية اجتماعها اليوم لم تحسم الاتجاه وابقت الاحتمالات رهن النقاش الذي سيحصل اليوم من دون استبعاد عدم اعلان “اللقاء الديموقراطي” قراره النهائي اليوم.

من جهتها، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان قبل أسبوع على موعد الجلسة المقرّرة لانتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الجاري، تحتدم المنافسة بين مؤيدي فرنجية وأزعور لا سيما بعد تأكيد الرئيس برّي التصويت لفرنجية لا بورقة بيضاء، ما جعل المنازلة تحتدم أكثر، في ظل تصعيد سياسي يمارسه الفريق المؤيد لفرنجية، لاحت في بعض إرهاصاته الإعلامية علامات تهديد والتلويح بعواقب وخيمة، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول النوايا الفعلية لهذا التوجه.

وفيما حسم تكتل الاعتدال الوطني قراره بعدم الدخول في الاصطفافات، تتجه الأنظار الى كليمنصو حيث ستعقد كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعها وعلى مائدة البحث طبق الرئاسة. وفي حين كثرت التحليلات والتكهنات والتمنيات ومحاولات الإملاء المبطّنة حول الموقف المرتقب صدوره، إلا أن مصادر اللقاء الديمقراطي أكدت أن الكتلة سوف تقارب الموضوع على جري عادتها بعقلانية تامة وبحرص على المصلحة الوطنية وعلى ضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن الأسس والمعايير التي حددتها، دون الأخذ بأي من كل الضجيج الصاخب القائم.

وفي سياق المواقف، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أنه "من الطبيعي في ظل وجود مرشحين جديين حصول تصويت، وأن ينال كل مرشح نصيبه من المؤيدين، لكن هناك العديد من الكتل التي لم تعلن عن موقفها بعد وهي ما زالت ضبابية"، مؤكداً إتمام عملية التصويت و"عدم استخدام الورقة البيضاء كما كان يحصل في المرات السابقة"، وبالتالي فإن ما يجري العمل عليه "مرتبط بحتمية انعقاد الجلسة وتأمين النصاب وعدد الأصوات، لأننا تعودنا في لبنان أنَّ بعض الكتل النيابية لن تعلن عن موقفها إلاّ في ربع الساعة الأخيرة".

وعمّا ستكون عليه الصورة بعد الجلسة الاولى وإذا كان يتوقع الدعوة لعقد جلسات متتالية، رأى موسى أن "هذا الأمر يحدده رئيس المجلس"، لافتاً الى عامل آخر يتعلّق بمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي "وما اذا كانت ستفتح آفاقاً معينة وبالأخص بعد التوضيح الذي صدر عن بكركي من الكلام المنسوب للراعي المتعلّق برئيس المجلس. ومن المتوقع أن تكثف بكركي حراكها قبل وبعد الجلسة، مع الاشارة الى أن موفد الراعي لم يزر عين التينة بعد، وعلى الأرجح ان يحصل اللقاء بعد توضيح كلام البطريرك".

بدوره، تخوّف النائب السابق أنيس نصّار في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية من عودة الفريق الآخر الى أسلوبه القديم بتطيير النصاب، خاصةً إذا حصل أزعور على 65 صوتاً في الجلسة الأولى، فيصبح تطيير النصاب حتمياً لدى هذا الفريق، لافتاً الى "تمسك الرئيس برّي وحرصه على الميثاقية وهو ما كان يلمسه منه عندما كان نائبا في الدورة الماضية".

نصّار أشار إلى أنّه لا يتوقع الكثير من هذه الجلسة وليس لديه علم مسبق بما قد يحصل أثناء انعقادها، متخوفاً أن لا تكون الجلسة رقم 12 مختلفة عن سابقاتها، إذ "إننا ما زلنا ندور في الحلقة المفرغة"، متوقعاً خروج 7 أو 8 نواب من تكتل لبنان القوي أمثال ابراهيم كنعان والياس بوصعب وجيمي جبور وغيرهم "لأنهم لن يقترعوا لأزعور".

إذاّ، فإنَّ سيناريوهات الجلسة القادمة لانتخاب الرئيس متعدّدة، والتحليلات ستكون سيّدة الموقف خلال الأيام المقبلة، على أن لا يتكرّر المسلسل السابق للجلسات الذي اعتادَ عليه اللّبنانيون، خصوصاً مع إحتمال حصول مفاجآت تبدّل المشهد الانتخابي. وحتّى الموعد المنتظر يبقى الغد لناظره قريب.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o