Jun 02, 2023 4:41 PM
خاص

"التوافق الوطني" إسم على غير مسمى ...كما في السياسة كذلك شعبيا!

جوانا فرحات

المركزية - تحت مسمى "التوافق الوطني" اتفق كل من النواب فيصل كرامي و عدنان طرابلسي، وحسن مراد، ومحمد يحيى وطه ناجي على ولادة تكتل لزوم ما لا يلزم. صحيح أن النواب الأعضاء هم من السنة، إلا انهم من خط سياسي واحد وينضوون جميعا تحت خيمة حزب الله ويعملون بقرار من النظام السوري. وما دعوة كرامي لكل الزملاء بالإنضمام إلى التكتل  في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه ولادة "التوافق الوطني" إلا تأكيد ما لا لزوم له وإن كان الطموح "تحويل النواة التأسيسية إلى تكتل وطني عريض وعابر للطوائف".

الإنجاز كما صوّره عراب التكتل فيصل كرامي تحقق "ولن يكون تكرارا لأي تكتل سابق". وهذا صحيح كونه يهدف بطبيعة الهوية الجامعة لأعضائه إلى إعادة وصل الجسور بين النظام السوري والداخل اللبناني واستعادة قرار الإدارة السورية في كل شاردة وواردة في الداخل اللبناني بدءا من عاصمة الشمال طرابلس. فهل ينجح التكتل في استقطاب "جماعة" من السنة لجانب الثنائي الشيعي خصوصا أن محاولات سابقة تقدمت من خلال جمعيات خيرية تابعة لحزب الله داخل عرين السنة في عكار وطرابلس.

الكاتب السياسي أحمد الأيوبي يعتبر أن إصطفاف أعضاء التكتل واضح ويقول لـ"المركزية" "هم جزء من المحور الإيراني ويتقاطعون مع النظام السوري". وعلى غرار عودة كرامي إلى المجلس النيابي بعد قبول المجلس الدستوري الطعن المقدم من وكيله القانوني، هكذا سيعمل التكتل بقرار الإدارة السورية "لأن النظام يريد أن تكون له اليد الطولى في انتخابات رئيس الجمهورية أو في تكليف رئيس للحكومة. ولا يغيب عن بال أحد بأن كرامي طرح نفسه كرئيس للحكومة لذلك سارع إلى إنشاء التكتل".

في السياسة، يمكن القول بأن  مهام "التكتل"  ،يقول الأيوبي " تقتصر على الإنخراط بالمحور الإيراني – السوري والدليل أنه لم يتمكن من استقطاب أي نائب سني مستقل، لذلك لا قيمة فعلية له في السياسة. جل ما سيقوم به أنه سيمد الجسور من جديد للنظام السوري للعودة إلى محور السياسة اللبنانية ، ومهمة الأخير واضحة:التشويش على النواب السنة المعارضين لحزب الله، ورفع مستوى الهجوم على حزب القوات اللبنانية وهذا ما تبين في خطاب النائب كرامي في الذكرى ال36 على استشهاد والده. أضف إلى أنه سينجز ما هو مكلّف به على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية: التصويت لمرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية والتسويق للمحور الإيراني".

ويضيف "أبعد من طموح عودة جذور النظام السوري إلى لبنان يستعد كرامي لحمل صفة رئيس حكومة "هذه أولوياته من خلال هذا التكتل". لكن ماذا لو لم يترأس الحكومة؟. ما هو افق التكتل على المدى البعيد؟ "الأرجح أن الحاجة والضرورة لتكتل التوافق الوطني ستخف وتضمحلّ لاحقاً، لا سيما في حال عدم نيل أي من نواب السنة الأعضاء  حقيبة وزارية.  ولا ننسى سابقة انسحاب النائب العضو في التكتل محمد يحيى من تكتل الإصلاح والتغيير بسبب عدم توزيره. وهذا ما يرجح أن يقوم به مع تكتل التوافق الوطني في حال عدم وصوله إلى السراي بحقيبة وزارية ما ، يقول الأيوبي .

تجربة استقطاب حزب الله لعدد من المسؤولين الروحيين والزمنيين في كل من طرابلس وعكار بحجة "المساعدات الإجتماعية" يُخشى أن تمتد من خلال "التوافق الوطني" على القاعدة الشعبية. هذا ما يمكن استنتاجه. لكن في قراءة الأيوبي "الواقع مختلف ويصعب تحقيقه. فالمجموعات "الشعبية" التي يعوِّل عليها التكتل هي من الأفراد لا اكثر .أما على مستوى القاعدة السنية فالأصوات التي صبت في صناديق الإقتراع في انتخابات أيار 2022 لصالح نواب سنة من المعارضة والمستقلين تثبت أن شعبيته السنية صفر حتى أن عودته إلى مجلس النواب تحققت بقرار سياسي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o