وساطة عمانية "نووية" على خط واشنطن – طهران: أي آفاق؟!
لورا يمين
المركزية- يبدو ان ثمة ما يتحرّك بعيدا من الاضواء، على خط المباحثات النووية بين ايران والولايات المتحدة الاميركية بعد فترة من الجمود اثر تعليق مفاوضات فيينا بين طهران والدول الغربية منذ اشهر.
في الساعات الماضية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده أجرت محادثات غير رسمية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي عبر وسطاء. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" نشرت الثلثاء، أن بلاده أجرت مناقشات طويلة في فيينا، مشيراً إلى أنهم كانوا على وشك التوصل لاتفاق لكن محاوريهم طالبوا بالمزيد خلال هذه المحادثات وهو ما أعاق تقدمها، على حد تعبيره. وقال "هناك دائماً رسائل ومقترحات غير رسمية يتم تبادلها بيننا وبين الأميركيين عبر وسطاء في المنطقة وحتى بمساعدة أوروبيين".
غير ان هذا التواصل يبدو شهد زخما اثر زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق الى ايران التي وصلها الاحد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وقد تعزز الانطباع بلعب السلطنة دورا على صعيد التقريب بين طهران وواشنطن، ما نُشر في الساعات الماضية من تقارير ومعطيات من اكثر مِن مصدر تفيد بزيارة مسؤول اميركي للسلطنة. فقد كشف عن أن مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، زار قبل ثلاثة أسابيع سراً عُمان وناقش خلال الزيارة إمكانية أن تتوسط مسقط لدى طهران وتبحث مدى استعدادها لفرض قيود على برنامجها النووي ووقف التصعيد في المنطقة. وافيد أنّ ماكغورك حثّ القيادة العمانية على معرفة الثمن الذي تطلبه إيران مقابل موافقتها على هذه الشروط. وبحسب المعلومات، فإنّ ماكغورك زار مسقط، في الثامن من أيار الجاري، بعد أن رافق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في زيارته إلى الرياض، وبعد أن زار تل أبيب لإطلاع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على نتائج زيارة سوليفان إلى السعودية. واشارت المعطيات الى ان شعور إدارة الرئيس جو بايدن بقلق شديد "من التطور الذي طرأ على برنامج إيران النووي وخشيتها من أن يقود هذا التحول إلى تصعيد عسكري في الشرق الأوسط"، دفع ماكغورك الى هذه الخطوة.
كل ما تقدّم يدل على ان ثمة تبدلا في قرار الادارة الاميركية مقاطعة الايرانيين وعلى ان هناك انفتاحا على خيار التفاوض من جديد. الا ان المصادر تشير الى ان واشنطن على سقوفها وهي لن تتنازل لا عن اولوية عودة طهران الى سقوف التخصيب الطبيعية التي جاءت في الاتفاق النووي، ولا عن ضرورة وقف ايران تطويرها الصواريخ البالستية والقنابل النووية. بن طارق نقل هذه الشروط الى الجمهورية الاسلامية واطلق جولة تفاوض جديدة بالواسطة بين الولايات المتحدة وايران، بعد فترة من القطيعة. لكن هل ستنجح هذه الوساطة والى اين يمكن ان تقود؟ الطابة في ملعب ايران، تختم المصادر.
***