May 30, 2023 6:23 AM
صحف

محطتان مفصليتان رئاسياً و"الثنائي" يصعّد الصخب

يبدو ان المشهد الرئاسي، بحسب "النهار"، على موعد مع محطة مفصلية اليوم في بت تفاهم قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” حول ترشيح الوزير السابق ومدير دائرة الشرق الأوسط وشرق أسيا في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية من خلال تبني “تكتل لبنان القوي” في اجتماعه اليوم علنا هذا الترشيح. ولا يقف الطابع المفصلي عند هذه المحطة وحدها، بل ان اللقاء اللافت الذي سيعقد عصر اليوم أيضا في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه وفد من المطارنة سيتسم بأهمية كبيرة لجهة ما يرتقب ان يشهده من نقاشات لعل بعضها سيعكس تناقضات عميقة حيال ما سمي المبادرة الفرنسية التي تبنت ولا تزال ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بما وضع فرنسا في زاوية انحياز سياسي داخلي اثار اعتراضات كبيرة عليها خصوصا في الساحة المسيحية.

وتبعا لأهمية المحطتين المتزامنتين سيكون للموقف الذي سيبلغه البطريرك الراعي الى الرئيس الفرنسي وقع قوي متوقع لكونه سياتي مستندا الى مباركة بكركي للتفاهم المبدئي بين المعارضة والتيار العوني الذي تبلغته قبل سفر الراعي امس الى الفاتيكان وفرنسا بما يعني ان ما كان قبل هذا التفاهم يفترض ان يتبدل او يتعدل بعده لجهة التوازن المطلوب في الدور الفرنسي وتصويب البوصلة لبنانيا. وما يدفع اكثر في اتجاه استعجال بت اعلان التفاهم بين المعارضة والتيار العوني ان “ماكينة” ضخ الشكوك في امكان اخفاق التوصل نهائيا الى إنجازه اشتغلت في الساعات الأخيرة بقوة قصوى على وقع تسعير حمى التصعيد الكلامي للثنائي الشيعي ضد هذا التفاهم على نحو بدا اشبه بانفجار عصبي انفعالي مثيرا موجة واسعة من الاستغراب حيال هذا “العارض” المحموم.

ولم تعد دائرة الاستغراب حيال هذه العاصفة الانفعالية التي تلهبها تصريحات نواب ومسؤولي حركة “امل” و”حزب الله” تقف عند حدود القوى المعارضة والمستقلة بل ان ثمة معطيات تؤكد ان رصدا ديبلوماسيا دقيقا يجري للحملة التي يشنها الثنائي الشيعي من منطلق اعتبارها انكشافا كبيرا للاهداف الحقيقية التي توجه وتحكم مواقف هذا الثنائي والتي بدا واضحا انها تستهدف خلق معطيات متوترة جديدة لمنع انتخاب رئيس الجمهورية والتمديد للفراغ تحت ذريعة اعتبار أي مرشح اخر غير المرشح الذي يدعمه الثنائي استهدافا “للتوافق” بما يناقض ويسقط كل المواقف والاتجاهات والادعاءات السابقة لهذا الفريق حيال دعوة الاخرين لترشيح من يتفقون عليه والاحتكام الى صندوقة الانتخاب.

وفي غمرة التصعيد والصخب اللذين افتعلهما الثنائي الشيعي يقوم البطريرك الراعي بزيارة استثنائية لباريس اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيستقبله بعد الظهر في قصر الاليزيه فيما كانت للراعي امس محطة في الفاتيكان حيث التقى ووفد المطارنة الذي يرافقه امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.

وبحسب مراسل “النهار” في باريس سمير تويني فان باريس وعلى رغم اعلانها ان ليس لديها مرشح للرئاسة اللبنانية فهي مستمرة واقعيا في دعم فرنجيه، ويتلخص موقفها بالآتي : اذا كان لديكم مرشح مقبول من الثنائي الشيعي فباريس ستدعمه ولكن اذا لم يكن هناك من مرشح فباريس مستمرة بدعم فرنجيه خوفا من الفراغ المؤسساتي القاتل. وتشير مصادر معنية الى ان هذا الموقف لن يعدل قبل ايلول المقبل دون اعطاء معلومات وتفسيرات حول ما يمثل هذا الموعد او في حال دعم واشنطن مرشح وطرحه على المجموعة الخماسية. ومع ذلك يتوقع ان يوضح الرئيس ماكرون امام البطريرك موقف بلاده من الانتخابات الرئاسية من منطلق ان “باريس لا تدخل في مجريات الانتخابات الرئاسية لاي مرشح وهي على مسافة واحدة من جميعهم”. كما انه سيلفت البطريرك الى مخاوفه على الصيغة اللبنانية من جراء استمرار الفراغ الرئاسي الذي يهدد الوضع الامني والاقتصادي والمالي والاجتماعي وان ما يهم باريس هو اجراء هذه الانتخابات باسرع وقت وتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الاساسية وفق خطة صندوق النقد الدولي لمعالجة الازمة الاقتصادية وعودة الثقة لان هذا الوضع يهدد الصيغة اللبنانية.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o