May 16, 2023 6:42 AM
صحف

مفاوضات باسيل – جعجع تسابق الوقت.. و جلسة الانتخاب بعد القمَّة

تتجه الانظار الى القمة العربية المقرر عقدها في ١٩ الشهر الحالي في مدينة جدة السعودية، وبدأت أعمالها امس باجتماع مجلس وزراء الاقتصاد والتجارة العرب ومن ضمنهم سوريا.وما يمكن ان يصدر عنها من قرارات وتوجهات حول لبنان.

وذكرت مصادر رسمية رفيعة المستوى، ان وفد لبنان إلى القمة العربية يضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء الخارجية عبد الله بو حبيب والتربية عباس الحلبي والزراعة عباس الحاج حسن. وقد ينضم له وزير السياحة وليد نصار.اضافة الى وزير الاقتصاد امين سلام الذي كانت له كلمة امس في الاجتماع الوزاري الاقتصادي.

ومن المقرر أن يغادر الوزير بو حبيب اليوم الثلاثاء لحضور اجتماع وزراء الخارجية يوم غد الأربعاء. وهو الاجتماع المخصص لمناقشة المقترحات والأفكار التي سيتضمنها مشروع البيان الختامي للقمة الذي سيرفع للقادة العرب.

وقالت المصادر ان الرئيس ميقاتي سيلقي كلمة لبنان في القمة ويتطرق فيها الى الازمات اللبنانية السياسية والاقتصادية والمعيشية، مع التركيز على ملف عودة النازحين، إلى جانب ما تقوم به الحكومة من اجراءات لمعالجة ما امكن من ازمات.

وفي مطلق الاحوال، فإن لبنان معني بالشؤون الاقليمية والسورية، والاستثمارية، وعودة النازحين، اذ يطمح الى البدء بتنظيم عودة ما لا يقل عن مليوني نازح سوري الى بلادهم.

رئاسياً، وفي وقت كانت فيه الانظار تتجه الى إمكان حصول تواصل معلن بين التيار الوطني الحر وحزب الله، استمر الاشتباك الكلامي، او الاعلان المتباعد بين نواب من كتل الوفاء للمقاومة وقيادات حزبية حول الحوار لإقناع الفريق المناهض بجدوى انتخاب فرنجية، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي ينسق مع باسيل، عبر قنوات عدة من اجل الاتفاق على مرشح مقبول من الكتل المسيحية والتغييريين، وربما اللقاء الديمقراطي (وهو احتمال ضئيل).

وكشفت مصادر على خط الاتصالات لـ«اللواء» ان المفاوضات بين باسيل وجعجع دخلت في مراحلها الاخيرة، في سباق مع الوقت، نظراً الى ان الاطراف اللبنانية ابلغت ان جلسة الانتخابات الرئاسية يتعين ان تعقد بعد القمة العربية بوقت قصير، قد لا يتجاوز الاسبوع الاول من حزيران المقبل.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتصالات تتم بين أعضاء المعارضة بهدف بلورة الموقف الموحد. بشأن ترشيحات رئاسة الجمهورية وأشارت إلى أن تمهُّل المعارضة في الإعلان عن تحركها الجديد عائد إلى أكثر من سبب. ورأت أن مواقف رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي النائب السابق وليد جنيلاط لم تدلل على أنه على الموقف والتوجه نفسه مع النعارضة لاسيما بالنسبة إلى مقاربة الاستحقاق الرئاسي ودور رئيس الجمهورية.

إلى ذلك يتوقع أن تقدم القمة العربية إشارة واضحة عن ملفات المتابعة ومن بينها الملف اللبناني.

وكشفت مصادر سياسية ان مكونات المعارضة خرجت بانطباع بعد سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية والسياسية الاخيرة، بوجوب ان تتفق فيما بينها على مرشح، تنازل به مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، والا ستكون ورقة المعارضة ضعيفة في المواجهة المحتدمة حول الانتخابات الرئاسية، وتسقط بعدها كل حجج وذرائع تعطيل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.

واشارت المصادر انه إزاء هذا الواقع، تسارعت خطى المشاورات والاتصالات الجارية، للاتفاق بين معظم اطراف المعارضة، للخروج باتفاق على اسم مرشح واحد للرئاسة، وقطعت المشاورات شوطا كبيرا باتجاه الاتفاق على اسم مرشح، ينتظر ان يعلن عنه في الساعات القليلة المقبلة، باعتبار انه لايمكن تأجيل التسمية الى وقت غير معلوم، لان تسمية المعارضة لمرشحها، يكون بمثابة رسالة للمشاورات الثنائية والموسعة التي ستجري على هامش القمة العربية التي ستعقد المملكة العربية السعودية بعد أيام معدودة، لمساعدة لبنان لاخراج الاستحقاق الرئاسي من جموده وتسريع خطى انتخاب رئيس الجمهورية.

لبنان يناشد: من جهة اخرى، أشارت "الجمهورية" الى ان إذا كان لبنان واللبنانيون قد خسروا الرهان على ان تتمكن مكونات الانقسام من صياغة حلّ داخلي من شأنه أن يعيد انتظام الحياة السياسية في لبنان، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية، إلّا انّهم يعقدون الأمل على الحراك المنتظر ما بعد القمة العربية التي ستنعقد بعد غد الجمعة في مدينة جدة السعودية، حيث أنّ الملف اللبناني، على ما بات مؤكّداً، سيكون واحداً من البنود الاساسية في جدول اعمال القمة. وعلى ما كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، فإنّ البيان الختامي سيتضمن قراراً خاصاً بلبنان، يؤكّد حرص الدول العربية مجتمعة على الشقيق الاصغر، والرغبة في انتقاله من الأزمة إلى وضع يسوده الأمن والاستقرار والرخاء.

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» عن حجم ومستوى التحرّك العربي بعد قمة جدة تجاه لبنان، الذي كثر الحديث عنه في الآونة الاخيرة، كإجراء مساعد للبنانيين في إتمام استحقاقاتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية، تجنّبت المصادر الديبلوماسية إيراد اي تفاصيل، واكتفت بالقول: «بالتأكيد، سيكون لبنان دائماً في عين الرعاية العربية المباشرة وغير المباشرة».

الّا انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما كشفته مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية»، حول معطيات توفّرت لها من مستويات ديبلوماسية عربية مسؤولة، تفيد بأنّ الملف اللبناني، بات يشكّل اولوية جدّية في جدول الاهتمامات العربية، وعلى هذا الأساس تكوّن إجماع عربي على مساعدة لبنان وتمكينه من تجاوز محنته، وخصوصاً انّ بقاء وضعه على ما هو عليه، سيؤدي إلى مزيد من البؤس على اللبنانيين، وهو ما لا يريده اشقاء لبنان، وتبعاً لذلك، لا تستبعد المصادر ان نشهد في فترة ما بعد القمة، مبادرات عربية عملية، كمثل زيارة مشتركة، او زيارات متفرقة، لمسؤولين عرب إلى لبنان، في محاولة بلورة تجاوب لدى اللبنانيين مع الجهود الرامية لإنهاء أزمتهم، ولاسيما مع المطالبات العربية والدولية بالتسريع في انتخاب رئيس للجمهورية. فكما انّ ذلك يشكّل مسؤولية للدول الشقيقة والصديقة، فإنّ المسؤولية الاولى تبقى في يد اللبنانيين.

وفي هذا السياق، اكّدت مصادر حكومية لـ«الجمهورية»، انّ كلمة لبنان التي سيلقيها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ستخاطب القادة العرب من موقعه كعضو ضمن الأسرة العربية، مشدّدة على مسؤوليته تجاه أشقائه العرب، وحرصه على بناء افضل العلاقات وأرقاها مع الدول العربية الشقيقة، ورفضه لكل ما يمسّ بأمنها وسلامها واستقرارها، وكذلك على مسؤوليتهم تجاه لبنان في مدّ يد العون له في ازمته، التي بلغت حداً فائق الصعوبة، وهو ما يعهده لبنان بكل الاشقاء العرب، وعلى وجه الخصوص من المملكة العربية السعودية.

وأكدت "نداء الوطن" الى ان ثنائي أمل -حزب الله وحلفاؤه  يعولون على حراك إقليمي دولي يسبق القمة العربية ويليها، ويبدأ من لقاء القمة المرتقب بين الرئيس السوري بشار الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السابع عشر من الجاري. 

وأفادت معلومات مصادر موثوقة لـ"نداء الوطن" بأنّ وفداً سورياً رفيع المستوى توجّه إلى المملكة السعودية تحضيراً لهذا اللقاء، مؤكدة وجود تنسيق سوري - سعودي في ما يتعلق بلبنان ستتبلور معالمه تباعاً. 

واشارت المصار إلى أن هناك نوعا من الإرتياح النسبي لجهة أنّ الظروف ستساعد على الإتيان برئيس تيار المردة سلبمان فرنجية الذي يتمسك به "الثنائي" ويبدي بالمقابل إنفتاحاً على بحث أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة لم يكن ليقبل بها من قبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o