May 09, 2023 12:08 PM
خاص

رسالة البخاري غير كافية لتغيير موقف جنبلاط: المراوحة مستمرة؟

 

لارا يزبك

المركزية- عاد السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت وجال على القوى السياسية في البلاد وأطلق سلسلة مواقف من التطورات وابرزها رئاسة الجمهورية. غير ان هذه الحركة التي طال انتظارها في الداخل وكثر الحديث عنها والرهان عليها، على انها ستحمل المفتاح السحري لولوج باب انتخاب رئيس، ولانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تحديدا، كما سوّق الفريق الممانع.. لم تحقق أيَ تبدّل في المشهد المأزوم.

فالرسالة التي نقلها الى اللبنانيين لم تحتو الا على تأكيد المملكة المؤكد لديها رئاسيا منذ اللحظة الاولى: لا نتدخل في الاستحقاق وهو شأن داخلي لبناني ولا فيتو نضعه على اي مرشح، علما انه قال اليوم بعد زيارته الرئيس فؤاد السنيورة "واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل"، في موقف قد يدل على ان الرياض تتطلع الى "تغيير" في صُوَر حكّام لبنان.  

 امس، سلّم البخاري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الجاري. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية.

وقال البخاري إنّ "الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان". وأضاف أنّ "الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى".

صحيح ان فريق داعمي "زعيم بنشعي" لمس في موقف السعودية لناحية عدم فرضها فيتو على اي مرشح، ثغرةً يمكن الدخول منها نحو حشد دعمٍ نيابي اكبر لفرنجية، الا ان هذا الكلام لم يكن كافيا لينقل رئيسَ الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط او النواب الضبابيين الرماديين (باستثناء النواب السنّة الذين يبدو قرأوا بإيجابية موقف المملكة من فرنجية)، الى ضفة المقترعين لفرنجية، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية".

فهؤلاء يطلبون موقفا سعوديا أبعد وأوضح، يحمل تأييدا ودعما صريحين لفرنجية رئيسا للجمهورية، وإلا فإنهم يحاذرون السير به. وبما ان هذا الموقف لم يأتِ، فإن هذه الاطراف ستبقى على تموضعها الراهن الذي لا يتيح انتخاب لا فرنجية ولا سواه (حتى الساعة)، رئيسا للجمهورية.

انطلاقا من هنا، وعلى هذه الخلفية، كانت زيارة جنبلاط الى رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء الاحد. فسيّد المختارة الذي استقبل البخاري يريد التنسيق مع صديقه بري والبحث معه في ما يُمكن فعله في المرحلة المقبلة، في ظل تعذّر انتخاب فرنجية واستعصاء الازمة الرئاسية والواقع المحلي ككل.. لكن اذا لم يقتنع رئيس المجلس بطرح جنبلاط القاضي بضرورة التخلي عن مرشحي "المواجهة" والبحث عن رئيس توافقي مقبول من الجميع والا فتأمين غطاء مسيحي ما لفرنجية - وبري حتى الساعة غير مقتنع - فإن المراوحة السلبية ستستمر، تختم المصادر.

                                                      ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o