Jul 09, 2018 4:19 PM
تحليل سياسي

عودة "الأقطاب" تكسر جمود "التأليف" واجتماعات رئاسية تشاورية مرتقبة
بري قلق والحريري "متفائل ولكن"... وقنوات التواصل بين التيار والقوات شغّالة
الاقتصاد اولوية الحكومة المقبلة..البخاري في مكتبه..وخرق للهدنة جنوبي سوريا

المركزية- أسبوع جديد ينضم الى اسلافه في عمر محاولات تشكيل الحكومة الحريرية الثالثة والاولى للعهد، كما اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منذ تكليف الرئيس سعد الحريري في 24 ايار الفائت، من دون ان تسجل خطوات جدية ملموسة من شأنها اخراج المسار من عنق زجاجة التأزم. لا بل ان مجمل الخطوات التي سجلت في اتجاه احراز تقدم تنكفئ تدريجيا لمصلحة التأزم والعرقلة ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري العائد من اجازته الصيفية الى وصف الوضع بـ"أكثر من سيئ"، ملوّحا بامكان توجيه دعوة الى جلسة عامة للمجلس النيابي لمناقشة الوضع، في سابقة تكاد تكون الاولى من نوعها في مجال الجمود الذي يحكم عادة تشكيل الحكومات. بيد ان عودة الرئيسين بري والحريري والوزير جبران باسيل، يفترض ان تحرك المياه الراكدة في مستنقع التشكيل او على الاقل تظهّر المسار الذي ستسلكه الأمور على خطي الأزمة الحكومية من جهة والمواجهة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة اخرى، من خلال اجتماعات تعقد على المستوى الرئاسي خلال الساعات المقبلة، تحت عنوان التشاور في المستجدات الدراماتيكية ومحاولة انقاذ ما تبقى من هيكل العلاقات المتصدع بين القوى السياسية وتداعياته السلبية على عملية تشكيل الحكومة خصوصا، وعلى العهد عموما من خلال استنزاف رصيده.

لقاءات تمهيدية: ومع ان رئيس القوات سمير جعجع  ما زال متمسكا بآخر الحبال التي تمنع سقوط التفاهم، مؤكدا بذل اقصى الممكن لاعادة ترتيب الامور، ومتحدثا عن اشارات ايجابية من الوزير باسيل، فإن ساعات اليوم الاولى بعد العودة لم تبرز جديدا على هذا المستوى. وفي هذا المجال، تحدثت مصادر متابعة لـ"المركزية" عن ان المستوى الذي بلغه التأزم بين الطرفين بات يتطلب الكثير من الجهد، حتى لجمع جعجع- باسيل كما تمنى الرئيس عون اثر زيارة رئيس القوات الى بعبدا، ذلك ان مكان عقد اللقاء يشكل في حدّ ذاته اشكالية. الا ان افق المصالحة المأمولة لا يبدو مقفلا بالكامل. ففيما استوقفتها عودة التّهدئة الى نبرة "إعلام" الحزبين، تحدثت المصادر عن لقاءات عقدت في نهاية الاسبوع واخرى ستعقد بين معنيين بـ"تفاهم معراب" وحريصين على اعادة بث الروح فيه. وفي السياق اشارت المعلومات الى ان الوزير باسيل، الذي يغادر بيروت مجددا خلال الساعات المقبلة وفق معلومات "المركزية"،  طلب من النائب ابراهيم كنعان التواصل مع وزير الاعلام لاعادة تحريك خطوط الحوار مع القوات.

الحريري متفائل ولكن: وسط هذه الاجواء، وفي اول موقف من عملية تأليف الحكومة بعد عودته من إجازته العائلية، قال الرئيس الحريري: "متفائلٌ دائما ولكن لا تعليق".  واشار ردا على سؤال عن تسريب "تفاهم معراب"، "يتشاجر الاخوة دائما ومن ثم يتصالحون". وأفادت المعلومات ان الحريري أوضح ان المشكلة أصبحت معروفة وهي عند الآخرين ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع اعادة تحريك خطوط التهدئة لان البلد بحاجة الى حكومة وهم مسؤولون عن ايجاد مخرج واعادة الامور الى نصاب الحوار السياسي الذي يصب في خانة التشكيل.

لقاءات عين التينة: من جهته، وفور عودته الى بيروت فتح الرئيس بري ابواب عين التينة امام مشاورات سياسية مع مختلف الافرقاء، واستقبل للغاية وفدا من كتلة نواب بعلبك- الهرمل. اثر اللقاء قال الوزير حسين  الحاج حسن "اننا كحركة امل وحزب الله اكثر فريق يسهل تشكيل الحكومة وأقل فريق لديه مطالب." واوضح ان "الرئيس بري قلق من تأخر التأليف كما جميع اللبنانيين." أما الوزير غازي العريضي الذي زار ايضا عين التينة، فغادر من دون الادلاء بأي تصريح واكتفى بالقول "الرئيس بري مسؤول".

كاغ ودعم لبنان: في مجال آخر، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي في هولندا سيغريد كاغ التي جالت على المسؤولين، ان الحكومة المقبلة ستولي عناية خاصة بالشأن الاقتصادي واستكمال عملية مكافحة الفساد، وذلك بالتزامن مع معالجة سائر المسائل التي تهم اللبنانيين في ظل الاستقرار الامني الذي تنعم به البلاد منذ اكثر من سنة ونصف السنة. ورحب بالتعاون القائم بين لبنان وهولندا في المجالات الاقتصادية والتجارية، مؤكدا الحرص على تفعيل هذا التعاون وتطويره في المجالات كافة. وشكر لهولندا مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان التي انعقدت في روما وباريس وبروكسل، مقدرا الاستعداد الذي ابدته الوزيرة كاغ لاستضافة بلادها مؤتمرا لمتابعة ما توصل اليه المشاركون في مؤتمر "سادر" الذي انعقد في باريس. أما الوزيرة كاغ، التي شغلت قبل تعيينها في منصبها الوزاري، منصب ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان، فعبّرت للرئيس عون عن سعادتها للعودة الى بيروت وزيرة للتجارة الخارجية في بلادها، مستذكرة الظروف التي عملت خلالها في بيروت. وهنأت رئيس الجمهورية على نجاح الانتخابات النيابية وقرب تشكيل حكومة جديدة. وعرضت لموقف بلادها الداعم لتعزيز التعاون مع لبنان في مجالات عدة، لاسيما في الشأنين الاقتصادي والزراعي لمواجهة التداعيات التي سببها نزوح السوريين الى لبنان منذ العام 2011، ولخبرة هولندا في مجالات التجارة والتدريب الزراعي، مؤكدة ان لبنان قادر على لعب دور ريادي في المنطقة لاسيما عند بدء عملية اعادة اعمار سوريا.

البخاري في مكتبه: من جهة ثانية، وردا على المعلومات الصحافية التي تحدثت اليوم عن استدعاء القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري الى المملكة تمهيدا لتعيين دبلوماسي جديد (ضابط برتبة لواء) مكانه في بيروت، تمنى مصدر مقرب من السفارة السعودية على وسائل الاعلام توخي الدقة قبل نشر اي خبر يتعلق بالقائم بالاعمال السعودي في لبنان الموجود في مكتبه ويتابع عمله كالمعتاد، على حد تعبير المصدر.

قروض الاسكان: معيشيا، أعلنت كتلة المستقبل تقديمها اليوم اقتراح قانون معجّل مكرر بمادة وحيدة لدعم الفوائد على قروض الاسكان. وعقد كلّ من النواب، سامي فتفت، رولا الطبش، ديما الجمالي وطارق المرعبي مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب للاعلان عن الاقتراح، بحضور مدير المؤسسة العامة للاسكان روني لحود الذي قال "القانون ينصّ على أن 5% من الفوائد تدعمها الدولة عن طريق تخفيض ضرائب معينة للمصارف". وكان لحود شرح ان كل طلبات القروض السكنية المقدمة سابقا لن تتوقف، وأوضح انهم لن يستقبلوا طلبات جديدة في الوقت الحالي،لافتا الى أن القروض السكنية المدعومة من مصرف لبنان متوقفة "لذا تم رفض الطلبات الجديدة".

خرق الهدنة جنوبا: اقليميا، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم نقلا عن مركز المصالحة الروسي في سوريا أن الجيش الروسي يعتزم إجلاء ما يصل إلى 1000 شخص من منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا عبر ممر إنساني قرب مدينة درعا. وأشارت الوكالة نقلا عن المركز الى أن المغادرين سيتوجهون إلى محافظة إدلب في شمال سوريا، موضحة ان عدد القرى والبلدات التي انضمت لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا ارتفع إلى 90. في المقابل، اشار متحدث باسم المعارضة الى ان الجيش السوري ينتهك الهدنة التي توسط فيها الروس لإجلاء المقاتلين قبل تسليم معقلهم في درعا.

نتنياهو في روسيا: وليس بعيدا، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم "أننا سنرد بقوة على أي تحرك عسكري سوري في المنطقة منزوعة السلاح في الجولان". ويأتي كلام المسؤول العبري عشية زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى روسيا، نهاية الاسبوع الجاري، حيث يستقبله الاحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء "غاية في الاهمية"، على حد تعبير المسؤول العبري. وقد اشار الى انه سيكرر خلاله "المبدأين الأساسيين اللذين يميزان السياسة الإسرائيلية، وهما أنه لن نقبل بوجود القوات الإيرانية والموالية لها في أي جزء من الأراضي السورية، ليس في مناطق قريبة من الحدود ولا في مناطق بعيدة عنها. كما سنطالب سوريا والجيش السوري بالحفاظ على اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بحذافيرها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o