May 05, 2023 3:31 PM
خاص

استراتيجية الحزب في التأقلم مع التحولات تستدرج المعارضة...المبادرة قبل فوات الآوان!‏

نجوى ابي حيدر
المركزية- نجح حزب الله في استدراج المعارضة الى حيث يريد. كل القوى السياسية الدائرة في فلكها تقبع ‏اليوم في مربع البحث عن كيفية منع وصول مرشح الثنائي الشيعي الى قصر بعبدا، ترفع لواء الصمود ‏لتعطيل مشروع المحور، عوض محاولة فرض مرشحها. شأن تعجز حتى الساعة عنه بفعل انقسامها ‏وتشرذمها وعدم قدرتها على التوحد خلف اسم تواجه به مرشح الثنائي، لخلق توازن القوى المطلوب في ‏الاستحقاق الرئاسي. ومع ان النائب غسان سكاف وعد مطلع الاسبوع ببلوغ المعارضة هدف الاتفاق على اسم ‏في نهايته، بيد ان اي موقف لم يصدر بعد في هذا الخصوص ولا أوحى فريق واحد بذلك.  ‏
اعلام محور الممانعة شهد بدوره زخما وضخ معلومات حول اقتراب فرنجية من طريق القصر الجمهوري ‏بفعل ازالة المتراس السعودي، مستندا الى الموقف الذي يكرره السفير وليد البخاري في جولته المتواصلة ‏على المسؤولين وقادة الاحزاب، ومفاده ان لا مرشح للمملكة ولا فيتو على اي اسم، اضافة الى المعلومات عن ‏زيارة سيقوم بها الدبلوماسي السعودي الى بنشعي غدا، في حين تبقى مواقف قادة حزب الله على تصلبها، ‏وآخرها صدر عن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اذ قال""تعالوا لنتفاهم لاختيار الرئيس ‏الأصلح لبلادنا في هذه المرحلة التي نريد منها أن تحفظكم وتحفظ مصالح الجميع . يقولون لنا أسقطوا ‏مرشحكم وتعالوا لنتفاهم، هم لا يريدون الحوار بل يريدون أن نتخلى عن مرشحنا، فيما يريدوننا أن نستمع ‏الى أسماء مرشحيهم ونتحاور حول الاسماء التي يطرحونها ثم يتهموننا بأننا نرفض الحوار ونرفض التفهم ‏والتفاهم....قد يطول الوقت حتى يستوعبوا الحقيقة، لكن هذا شأنهم لأن الإستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس له ‏علاقة برسم مسار البلد الاستراتيجي"، واضاف "لا يمكن أن يحصل تسامح وتساهل في اختيار الشخص الذي ‏يشكل ضمانة لهم ولأمنهم ولسيادتهم ومصالحهم، والشخص الذي لا يدار من قبل الاعداء على الهاتف هذا ما ‏نصبو إليه وما نصبر من اجله‎"‎‏. ‏
استراتيجية ذكية اتبعها الحزب، تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" ، تلاءمت مع تطورات المرحلة وما ‏فرضته التسوية السعودية- الايرانية من ارتدادات وتحولات. ذلك انه تدرج في ملف الاستحقاق في مواقفه من ‏نقطة البداية مع مقولة "ليس للحزب من مرشح ونحن نؤيد من يتفق عليه اللبنانيون الى انه يرفض الدخول في ‏لعبة الاسماء، ثم تأييد دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، فرفض مرشح التحدي والدعوة للاتفاق على مرشح ‏توافقي وصولا الى تأييد اعلان الرئيس نبيه بري ان سليمان فرنجيه مرشح الثنائي من دون تبنيه كمرشح ‏للحزب والاكتفاء بدعمه، "فما يهمنا رئيس لا يطعن المقاومة في الظهر ويستهدف سلاحها، ولسنا بحاجة الى ‏رئيس يحمينا فالمقاومة ليست بحاجة لرئيس يحميها فهي تحمي لبنان والجميع"....واخيرا وفي اعقاب اتفاق ‏بكين اطلق معادلة "فرنجيه او الفراغ".‏
ما بدا كأنه تخبط وازدواجية في المواقف لدى حزب الله، هو عمليا تكتيك لطالما اعتمده في التعاطي والتكيّف ‏مع التحولات، حتى تلك التي لا تصب في مصلحة محوره. شأن تظهّر ايضا في زيارة وزير خارجية ايران ‏حسين امير عبد اللهيان الى بيروت اخيرا، بين تأكيد ترسيخ الاستقرار في المنطقة ودعم المقاومة والفصائل ‏الفلسطينية في لبنان التي زارها في محطته الى الجنوب. خلاصة الامر، تضيف المصادر، ان التسوية السلمية ‏ستفرض نفسها على الجميع ، وما يحصل على مسرح دول الممانعة ليس سوى بداية نهاية الدور المقاتل ‏للانتقال الى حقبة السلام. لكن في الوقت الضائع، يلعب الحزب لعبته حفاظا على مكتسباته السياسية وتحصيل ‏القدر الاكبر منها إن امكن بفرض رئيس استنادا الى ما يتمتع به من قوة ونفوذ، قبل الانخراط  فعليا في ‏التسوية حينما يحين دور لبنان في اتفاق بكين.‏
ازاء هذا الواقع، تعتبر المصادر ان على المعارضة الى جانب التمترس خلف موقفها وموقعها منعا لانتخاب ‏مرشح الحزب، المبادرة سريعا، وقبل بلوغ الاستحقاق المالي الداهم مطلع تموز المقبل مع انتهاء ولاية حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة، الى التوحد خلف مرشح جدي من ضمن لائحة بكركي، إن تعذر التوافق على ‏احد من خارجها، ذلك ان الدول المؤثرة في الملف الرئاسي تبدي بالغ اهتمامها باستحقاق تموز وتستعجل ‏الانتخاب قبل  حلوله، والخشية من ان تقبل بمرشح الحزب تحت هذا الضغط، على قاعدة "ان لم يكن لك ما ‏تريد أرد ما يكون".‏
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o