May 02, 2023 5:03 PM
خاص

الخيار الثالث يتأرجح بين مرشح تسوية أو وسطي... الفكرة لم تنضج بعد!

جوانا فرحات

المركزية – بكثير من الهدوء والإطمئنان يتكلم سياسي في فريق المعارضة عن ما يسمى بالخيار الثالث الذي تتبناه حوالى 40 شخصية مسيحية من نواب ووزراء سابقين في التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ومستقلين ومجموعة من الأكاديميين الجامعيين البارزين.

مرد هذا الهدوء إلى الحراك الجديد الذي ستبعثه هذه المجموعة على الساحة السياسية المتوقفة عقاربها عند مرشحين واحد سماه فريق المعارضة وقسم من التغييريين وثان هو مرشح الثنائي الشيعي.

يرتكز طرح الخيار الثالث على مرشح وسطي يتم التوافق عليه بين أغلبية الأفرقاء في مجلس النواب وفق المصدر ويستطرد قبل الدخول في آلية توافق الأفرقاء على هذا الخيار،  " دعونا نترقب ما سينتج عن هذا طرح الخيار الثالث، وسنكون حتما من الداعمين له إذا ما لمسنا أنه يساهم في إيصال رئيس جمهورية يملك مواصفات رجل الدولة وغير مرتهن لأي من حلفاء الممانعة وغير تابع للمحور الإيراني ويعمل على تحقيق الإصلاحات المطلوبة. في النهاية لسنا معارضة لمجرد المعارضة وأي حل نجد في طياته مشروعا إنقاذيا للبلد لن نوفر وسيلة للمساهمة في إنجاحه". 

البعض يرى اليوم أن الخيار الثالث  هو الأكثر منطقيا وذو قابلية  للتنفيذ بعدما بات شبه مؤكد أن الثنائي الشيعي لم يعد متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجية والمعارضة بدورها تبحث عن مرشح آخر وفق ما أشار النائب غسان سكاف الذي صرح صباح اليوم في حديث إذاعي أن  "هناك فريقاً قرّر من هو مرشحه وبالتالي يجب على الفريق الآخر تحديد مرشّحه"، وأعلن أنه بدأ منذ حوالى الأسبوعين اتصالات مع الأفرقاء وأقنعهم بأن "استمرار الانقسام في قوى المعارضة سيؤدّي إلى الاستفراد ببعض النواب ونقلهم من ضفة إلى أخرى". وتوقّع "التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات". فهل يكون ثالث الخيارات آخرها مسك أم تكون الآخرة المتوقعة في حال استمر الفراغ ومعه كل الأزمات الإقتصادية والمالية والإجتماعية وصولا إلى الأمنية؟

الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب يوضح لـ"المركزية" أن الخيارين الأولين ليسا إلا المشروعين اللذين يقسمان البلاد ورجالات السياسة والأحزاب فيها. المشروع الأول أو لنقل الخيار الأول هو مشروع محور المقاومة والممانعة في لبنان أما الخيار الثاني فيتبنى مشروع مرشح السيادة وبالتالي على اللبنانيين أن يختاروا بين واحد منهما.

ويضيف مؤكدا  أن الخلاف بين الأفرقاء ليس على الأشخاص إنما على المشروعين اللذين شبههما بالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان. وعليه  ليست الأزمة قائمة على أسماء أشخاص أو مواصفات مرشح ما، إنما على المشروع وهنا تكمن صعوبة إنجاز الإستحقاق الرئاسي".

توصيفات مرشح الخيار الثالث الذي تعول عليه أكثر من 40 شخصية مسيحية تتأرجح بين التسوية والوسطي، مما يعني أن دوره  سيقتصر على تدوير الزوايا كما أنه لا يملك القرار ولا يحمل برنامجا إصلاحيا وسيسعى طيلة فترة عهده إلى إرضاء الجميع. وإذا ما افترض البعض أن هذا الخيار هو الحل - والصحيح أنه لن يكون كذلك- فإن أول المعترضين على مرشح الخيار الثالث ضمن هذه السلة من المواصفات هو حزب القوات اللبنانية الذي لم ولن يرضى بمرشح رمادي "يعني ساعة معنا وساعات ضدنا".

حتى اللحظة يستبعد أبو صعب السير "بالخيار الثالث" "فالفكرة لم تتبلور بعد وإن كان البعض يدأ يطرحها في الكواليس سواء من السياديين والمعارضة والمستقلين وكذلك الأمر من قبل حزب الله. ويلفت إلى أن مطلق أي إسم ستطرحه المعارضة لن يحظى بالتأييد أو القبول من قبل فريق الممانعة". فهل تخرج الأرانب من جحرها في اللحظة الأخيرة؟

لا شيء واضح إذا ما ارتكزنا على المعطيات الإقليمية. فالزيارة التي كانت مقررة للموفد القطري الى لبنان محمد عبدالعزيز الخليفي في 5 الجاري، أرجئت إلى وقت لاحق، وبذلك تبددت الآمال التي كانت معقودة عليها.

أسباب التأجيل يردّها أبو صعب إلى فشل إجتماع عمان بالنسبة إلى عودة سوريا إلى الحضن العربي .ويلفت إلى أن الأجواء داخل القاعة  لم تكن إيجابية بدليل عدم حضور وزير خارجية سوريا المؤتمر الصحافي الختامي إلى جانب وزير خارجية الأردن. ويضيف بأن الشروط المفروضة على سوريا كانت واضحة وتتمثل بثلاثة هي: سحب كل الميليشيات التابعة لإيران من سوريا، وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم وفك الإرتباط مع إيران . لكن على ما يبدو فإن بشار الأسد عاجز عن الخروج من المحور الإيراني وبالتالي من التأثير الروسي. وهذا ما حدا بالصين إلى إرسال مبعوث خاص من قبلها إلى سوريا للبحث في البنود غير المعلنة التي نص عليها الإتفاق السعودي -الإيراني برعاية بكين، ومنها الإشكالات في المنطقة.

إنطلاقا مما تظهّر من نتائج غير مشجعة من خلال مؤتمر عمان، يمكن القول بأن أي خيار ثالث لن يأتي بأي حل قبل أن تنضج المساعي القائمة في المنطقة في ضوء الإتفاق السعودي-الإيراني، يختم أبو صعب.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o