Apr 08, 2023 4:04 PM
تحليل سياسي

لبنان يراسل الامم المتحدة: ملتزمون القرار 1701 ونشجب اعتداءات اسرائيل
واشنطن واوروبا يدعوان للجم التصعيد ويدعمان تل ابيب في الدفاع عن نفسها
الراعي: الى متى تبقى ارضنا مباحة لكل سلاح والنازحون يستنزفون الدولة؟

المركزية- مع ان عطلة عيد الفصح لدى الطوائف التي تعتمد التقويم الغربي طبعت البلاد بجمود سياسي، لا سيما في ما يتصل بالملف الرئاسي الذي بات شبه منسي، الا ان التطورات الامنية على خلفية الصواريخ التي اطلقت من لبنان والرد الاسرائيلي عليها استدعت جهوداً سياسية بذلت عبر قنوات مختلفة نجحت في احتواء مناخ الاضطراب والتوتر ومنع اشتعال فتيل الانفجار، بدليل ما نقل عن مسؤول دفاعي اسرائيلي في شأن رسائل نقلها حزب الله عبر عدة وسطاء دوليين مفادها أنه لم يكن جزءًا من الهجوم، ولم يكن على علم به مسبقًا و إن تقييمات المخابرات العسكرية الإسرائيلية تميل إلى قبول ادعاء حزب الله على أنه واقعي.
ففيما تمر المنطقة بمنعطف مفصلي، في ضوء مجموعة المستجدات التي طرأت على المشهدين اللبناني والاقليمي بدءا من ترسيم الحدود البحرية الى الاتفاق الايراني السعودي والتطبيع العربي مع اسرائيل ، تتتغلب بقوة فرضية لجم اي تصعيد في المنطقة لا سيما بين اسرائيل وحزب الله عبر الجنوب اللبناني.

شكوى لبنانية وادانات: وفي وقت عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب صباحا، وقررا توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الامم المتحدة، تؤكد  التزام لبنان القرار الدولي 1701، وتشجب الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان جواً وبراً وبحراً، توالت المواقف الدولية المنددة باطلاق الصواريخ من لبنان.فقد أعربت الولايات المتحدة عن دعمها إسرائيل، من دون أن تؤيد صراحةً الغارات التي شنّتها الدولة العبريّة على الجنوب اللبناني ردًّا منها على تلك الصواريخ. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة "نحضّ على وقف التصعيد من كل الجوانب، ونعترف بأن إسرائيل تستطيع ممارسة حقّها الطبيعي في الدفاع عن النفس".وأضاف "استخدام لبنان نقطة انطلاق لهجمات صاروخيّة ضدّ إسرائيل يُعرّض لبنان للخطر ويزيد احتمال" توسّع النزاع. 

الاتحاد الاوروبي: بدوره، دان الإتحاد الأوروبي الهجمات في إسرائيل وإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الدولة العبرية، ودعا إلى "ضبط النفس". وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للإتحاد بعد هجمات الجمعة في تل أبيب إن "الإتحاد الأوروبي يعرب عن إدانته الكاملة لأعمال العنف هذه."   كما دان إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ولبنان، مؤكدًا أننا "نحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد وتعزيز الهدوء في فترة الأعياد الدينية الجارية. وبحسب بوريل فإن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وفي ذات الوقت، يجب أن يكون أي رد متناسبًا".

الاجتماع فورا: اما في الداخل ، فغرّد النائب بيار بو عاصي عبر "تويتر": "حكومة هنيّة مشلولة أو متواطئة لتحويل لبنان صندوق بريد. على حكومة الرئيس ميقاتي الاجتماع فورا لاتخاذ خطوات تمنع استباحة السيادة وتعريض امن اللبنانيين للخطر بأجندات خارجية. إنها تجتمع لاسباب سخيفة وتخرّ صاغرة امام منتهك السيادة. هذا استهتار جبان بمصلحة الوطن العليا. بئس زمن رديء".

لغة لا تجدي نفعا: في المقابل، غرد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى عبر حسابه على "تويتر": "لا نسعى الى الحرب، والكلام الرسمي اللبناني الذي صدر بهذا المعنى هو موقف جميل. ‏لكن هذه اللغة لا تجدي نفعا مع إسرائيل بل يمكن ان تجعلها تسيء الفهم وتخطىء التقدير".وأضاف: "الموقف الأوضح: أي إعتداء على لبنان سوف يجر على إسرائيل ويلات لا قدرة لها على إستيعابها. اياها والتهور".

رسالة الفصح: في المقلب الرئاسي، وفي رسالة الفصح التي وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا، من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بعنوان: "المسيح قام حقا قام"، تحدث عن لقاء الصلاة للنواب المسيحيين وعدد المسؤوليات الملقاة على عاتق المسؤولين لا سيما: - انتخاب رئيس للجمهورية، ينعم بالثقة الداخلية والخارجية، وإلا ظل مجلسهم معطلا عن التشريع والمحاسبة والمساءلة، وهم يشغلون منصبا فارغا من محتواه، وظلت الدولة من دون حكومة كاملة الصلاحيات، والوزارات والإدارات العامة مبعثرة، والقضاء متوقفا وخاضعا للنفوذ السياسي، وكارثة تفجير مرفأ بيروت وضحاياها وخساراتها طي النسيان، والسلاح غير الشرعي في حالة إنفلات يجر لبنان وشعبه إلى تلقي ضربات الحروب التي لم يقررها ولم يردها، كما جرى بالأمس على حدود الجنوب، على الرغم من قرارات مجلس الأمن وأهمها القرار 1701. إلى متى تبقى أرض لبنان مباحة لكل حامل سلاح؟ وإلى متى يتحمل لبنان وشعبه نتائج السياسات الخارجية التي تخنقه يوما بعد يوم.
- 80 % من اللبنانيين تحت خط الفقر، والعيش في الحرمان والعوز حتى الإنتحار.
- النقص في الأدوية للمرضى وعجزهم عن الإستشفاء وموتهم في بيوتهم.
- انقطاع التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت وتعطيل العمل والدروس ولا سيما في المدارس الرسمية.
- وجود 2،300،000 نازح سوري يستنزفون مقدرات الدولة ويعكرون الأمن الإجتماعي ويسابقون اللبنانيين على لقمة عيشهم، ويذهبون إلى سوريا ويرجعون من معابر شرعية وغير شرعية بشكل متواصل ومنظور، والأسرة الدولية تحميهم على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية. ومن الواجب الملح العمل من قبل النواب والمسؤولين مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك. 
- الشلل الإقتصادي وتدني الأجور وهجرة أهم قوانا الحية والفاعلة من مختلف القطاعات. 
- شبه غياب عن الولاء للبنان والوطن بشعبه وأرضه وحضارته وحضوره في العالم وفي التاريخ.
- مشكلة الحالة العشائرية الضامنة التي تحكم الزعامات المتوارثة بالحياة السياسية. ما يوجب تغيير الذهنيات، وتحرير المواطن من جميع الولاءات إلا الولاء للوطن، فيتساوى عندها المواطنون أمام القانون.
- انتشار الفساد وتهافت أركان السلطة على تحقيق المكتسبات الشخصية والفئوية، وتحاصص المغانم، حتى بلغ الإنهيار ذروته بالإستيلاء على جنى أعمار المواطنين".
 وختم الراعي: "أقمتم، أيها المسؤولون في الوزارات بواجباتكم التي تبرر سبب وجودكم في الحكم، أم لا، فإن الكنيسة ستتمسك أكثر فأكثر بواجبها الضميري في خدمة هؤلاء الذين سماهم الرب يسوع "إخوته الصغار" (متى 25: 40)، من أجل تأمين حقوقهم وحماية كرامتهم. والحيف عليكم. وفي ختام هذه الرسالة الفصحية نجدد معا التزامنا بالرجاء في تغيير وجه هذا العالم، لأننا أبناء وبنات القيامة. ولتكن رسالتنا تجاه شعبنا تثبيته في هذا الرجاء المسيحي، فالمسيح قام ليجعل كل شيء جديدا. أجل، المسيح قام! حقا قام".

بحاجة الى دولة: من جهته،، شدد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك على "ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لحفظ مؤسسات الدولة".وقال خلال احتفال في بلدة بوداي: "نحن بحاجة إلى دولة، وهذه لا تقوم إلا بالمؤسسات التي لا تحفظ إلا عبر انتخاب رئيس للجمهورية".ودعا إلى "عدم انتظار الخارج ليملي علينا رئيسا، إنما المطلوب من اللبنانيين الذين يدعون السياسة والعقلاء منهم، أن يجتمعوا ويتفقوا ويتحاوروا لانتخاب شخصية صادقة شفافة قوية وخادمة لمجتمعها، واللبنانيون لن يستطيعوا اختيار مثل هذه الشخصية، إلا عند تخليهم عن أنانيتهم وشخصانيتهم، لا أن ينتظروا الخارج، لأن الخارج غير مهتم بلبنان".
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o