Apr 05, 2023 1:51 PM
خاص

كرة الصين الاقتصادية تحرّك الملاعب الدولية....نادر: هذه اهداف زيارة ماكرون الى بكين

 سمر الخوري 

المركزية - في زيارة هي الأولى من نوعها بعد فكّ حصار جائحة كورونا، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين اليوم في محطة تستمر 3 أيام.  

سبق الزيارة اتصال هاتفيّ أجراه ماكرون بنظيره الأميركيّ جو بايدن، أعرب خلاله الطرفان عن أملهما في أن "تنخرط الصين في جهود مشتركة لتسريع وضع حدّ للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام"، وفق ما أشار مسؤولون فرنسيون. 

أبعاد عديدة تحملها هذه الزيارة يفنّدها مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" سامي نادر محددا هدفها المباشر بـ "التجارّي"، اذ أنّ ماكرون اصطحب معه نحو 60 شخصا من رؤساء الشركات الفرنسية، منها "إيرباص"، و"كهرباء فرنسا"، و"فيوليا"... ويتوقع أن يتخلل اللقاءات توقيع عدد من الاتفاقات. 

الى الهمّ التجاريّ والذي يتصدّر اللائحة الفرنسية، يلفت نادر الى أنّ هناك نيّة لدى الفرنسيين لايقاف أيّ دعم صينيّ محتمل لروسيا، أو أقله اقناع الصين بعدم تزويد روسيا بالسلاح، ما يشكّل تهديدا لأمن أوروبا. وهذا، برأي نادر، ما يبرر مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في عدد من لقاءات ماكرون مع المسؤولين الصينيين.

تملك الصين رافعة تأثير قوية على روسيا، يقول نادر الذي يشير الى أنّ الصين يمكنها لعب "دور الوسيط"، والدفع باتجاه تسوية في الحرب الدائرة بين روسيا من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى، والضغط بهذا الاتجاه بعد تحوّلها الى سوق الصادرات الأوّل للنفط والغاز الروسيّ أو بمعنى آخر السوق البديل لأوروبا بالنسبة لروسيا.   

ومع ذلك، يلفت نادر الى انتقادات وجهها الداخل الفرنسيّ للزيارة، ومنها أنّ فرنسا تحاول لعب دور أكبر من حجمها الاستراتيجيّ، مشككين بقدرتها على اقناع "قوة عظمى" كالصين بتوجّهاتها. 

الشرق الأوسط 

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم يرتبط بدور الصين في الشرق الاوسط وما اذا كانت قادرة على أن تأخذ دور الولايات المتحدّة؟  

يرى نادر أنّ الصين دخلت الشرق الأوسط من بابه العريض، لافتا الى أنّ توسّعها شرق اوسطيا بدأ اقتصاديا قبل أن يتحوّل ديبلوماسيّا – سياسيّا، خصوصا أنها دخلت على خطّ التسوية بين السعودية وايران، أي بين العالمين السنيّ والشيعيّ. وقدرتها على لعب هذا الدور نابع من موقعها كشار أوّل للنفط الايرانيّ والسعودي وهو ما أعطاها قدرة على التأثير على كلا البلدين.  

أَضف الى ذلك، يتابع نادر بالنسبة للسعودية فالصين تشكّل "الضمانة" لالتزام ايران بالتسوية، ومن خلفها الاستقرار السياسيّ، بسبب قدرة الصين الاقتصادية.  وهو ما تحتاجه السعودية لتحقيق رؤيتها 2030 والتنمية الاقتصادية.  

أميركا لن تقف طبعا، بحسب نادر، متفرّجة على هذا الواقع، ولكن لمواجهة الصين عليها تقديم الضمانات اللازمة، علما أن لا قطيعة مع السعودية التي وضعتها في أجواء المحادثات الحاصلة، والتي وقعت معها اتفاقية البوينغ بقيمة 36 مليار دولار لشراء الطائرات، ولكن في المحصّلة كلّ بلد يبحث عن مصالحه. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o