لا رئيس طرف للبنان: فرنسا تتكفّل تذليل عقبة فرنجية؟
لارا يزبك
المركزية- لم يتبدّل موقف الثنائي الشيعي من الاستحقاق الرئاسي. هو لا يزال من جهة يدعو الى الحوار، إلا أنه من جهة ثانية، يتمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. الثلثاء، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد من النويري "ليس هناك خيار ولا حل ولا طريق للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي إلا بالتفاهم الوطني. نحن نمد أيدينا ولازلنا لهذا التفاهم حتى ننقذ بلدنا وحتى نتجاوز الأزمة التي نحن فيها"... بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يبدو في وارد التراجع عن خيار فرنجية، حتى انه لا يزال يعطّل جلسات الانتخاب ولا يدعو اليها، منتظرا تأمين أكثرية لرئيس المردة.
اما على الضفة الاخرى، فرفضٌ للانصياع لما يريده "الثنائي"، وإصرارٌ على مرشح انقاذي سيادي، لكن من دون التمسّك المطلق بأي اسم، حيث أبدت كل القوى المعارضة استعدادها للبحث في مرشحين آخرين، على ألا يكونوا طبعا من صف الممانعة.
بفعل هذه التموضعات، الستاتيكو مستمر. غير ان مصادر سياسية مطّلعة تكشف عبر "المركزية"، ان الجهات الدبلوماسية التي تتابع الملف اللبناني، أبلغت كل الأطراف السياسيين اللبنانيين، أنه في خلاصة اتصالاتها المحلية والاقليمية، تبيّن بأن خيار "الرئيس الطرف"، مِن المستحيل ان يخرق وان لا حظوظ لمرشح من هذا "الصنف"، في الوصول الى بعبدا، وبالتالي لا بد لهم، من الانتقال الى أسماء جديدة.
وهنا، تتابع المصادر، تم التأكيد للجميع بأن فرص انتخاب رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض باتت شبه معدومة، لكن ايضا، كان تشديد على ان فرص فرنجية تراجعت الى حدود "الصفر" تقريبا، وقد وُضع كلٌّ من حزب الله وحركة امل عبر بري، في صورة الامر الواقع هذا.. انطلاقا من هنا، يحثّ خماسي باريس، القادة اللبنانيين على البحث في أسماء أخرى، منها مثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون. غير ان الثنائي الشيعي لا يزال يبدي تحفّظا حياله حتى الساعة. وتلفت الى ان الجمود الراهن، وانتقال الحزب وامل الى "الخطة ب" رئاسيا لا يصطدم فقط بعدم وجود مرشّح ثان مفضّل لديهما، بل ايضا بعقبة شعورهما بإحراج تجاه فرنجية. وعلى الارجح، فإن الثنائي لن ينفتح على نقاش جدي في اسم الرئيس، إلا بعد ان يكون الزعيم الزغرتاوي قام من تلقاء نفسه، بإعلان انسحابه من السباق الى بعبدا. في ظل هذه الاجواء، تم استدعاء رئيس المردة الى باريس التي وصلها اليوم حيث يلتقي مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل. والسيناريو الاوفر حظا هو لأن يكون غرض هذه الدعوة، إبلاغ فرنسا ضيفَها ان من الضروري ان يتنحى لتسهيل الاستحقاق، بعد ان أثبتت الاتصالات التي قامت بها مع قوى الداخل ومع السعوديين والاميركيين، ان هؤلاء يبحثون عن رئيس "جامع" لا يشكّل استفزازا لأحد، الصفة غير المتوفرة فيه، تختم المصادر.
***