"اتفاق بكين" سلك لكن حلّه أزماتِ المنطقة غير مضمون
لورا يمين
المركزية- في إطار الخطوات "التوفيقية" التي انطلقت على الخط السعودي – الايراني، غداة توقيع "اتفاق بكين"، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مساء الاثنين تسلّم الرئيس إبراهيم رئيسي دعوة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض. وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن طهران سترد على ذلك بدعوة مماثلة.
اما الاحد الماضي، فاتفق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، مع عبداللهيان، على عقد لقاء ثنائي بينهما خلال شهر رمضان الحالي. كما جرت خلال اتصال هاتفي، مناقشة عدد من الموضوعات المشتركة في ضوء الاتفاق الثلاثي الذي تم التوقيع عليه في جمهورية الصين الشعبية، وفق ما نقلته "واس". وذكرت الوكالة أن الوزيرين تحدثا هاتفيا للمرة الثانية خلال بضعة أيام.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الاتفاق سلك طريقه فعلا والدعوات والاتصالات الجارية اليوم بين الجبارَين الاقليميين المعنيين به، هدفها تثبيتُه وإحاطتُه بكل المناخات الايجابية التي يحتاجها كي ينجح، سيما وأنه اليوم في مرحلة اختبار تمتد شهرين، وفق ما نص عليه الاتفاق.. الخطوة المقبلة المنتظرة في هذا السياق، والتي قد تسبق أو تلي زيارة رئيسي الى الرياض، ستتمثل في إعادة فتح السفارات بين الدولتين.
وبالتزامن، يجري رصد مفاعيله على الساحة الاقليمية، سيما في اليمن والعراق وسوريا ولبنان... وفق المصادر، هذه التداعيات قد تستغرق وقتا لتظهر، إن لم يكن في اليمن الذي تستعجل الرياض حلّ أزمته السياسية والعسكرية، ففي الدول الأخرى التي للسعودية وايران، تأثير في أوضاعها.
هنا، تدعو المصادر الى عدم تكبير حجم الرهانات على حلولٍ وتسويات آتية سريعا الى المنطقة. فالامور ليست بهذه السهولة خاصة وان اكثر من لاعب محلي (داخل هذه البلدان) وخارجي (الولايات المتحدة، روسيا، الدول الاوروبية..)، معنيٌ بشؤونها وشجونها، وليست الساحة متروكة فقط للسعوديين والايرانيين.
لكن الاكيد، تتابع المصادر، هو ان التفاهم بين الرياض وطهران، سيرخي ظلالا ايجابية على الاقليم وسيساهم في تنفيس الاحتقان السني – الشيعي المذهبي فيه، وسيساعد في حواراتٍ داخلية، في بيروت وبغداد مثلا، أكثر هدوءا وعقلانية بعيدة من التطرف والتشنج، بما "قد" يُسهم في التوصل الى حلول لأزماتها.. غير ان هذا المعطى لا يعني بالضرورة ان التسوية ستبصر النور، بدليل ما يجري في لبنان اليوم. فهل مَن يعتقد ان الرئاسة الشاغرة، ستمتلئ اذا لم يتنازل امل – حزب الله عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ تفاهم بكين قد يساهم في الانتخاب اذا اقنعت ايران، في ضوء هذه التهدئة الاقليمية، الثنائيَ الشيعي بتليين موقفه.. فهل تفعل؟!
***