Mar 27, 2023 4:15 PM
خاص

رسائل رئاسية وصفقات خلف فيديو التوقيت...بري: انا الرقم واحد

نجوى أبي حيدر

المركزية- بمعزل عن قرار مجلس الوزراء اليوم  في ما خص العودة الى اعتماد التوقيت الصيفي و"العودة عن الخطأ فضيلة"، بعدما قسّمت مذكرة رئاسة الحكومة "الآحادية" او بالاحرى "الثنائية" لبنان طائفيا ومذهبيا وفكريا انقساما مقيتا واحدثت ارباكا غير مسبوق في مختلف القطاعات، وفصلته عن الساعة العالمية، وبعيدا مما خلّفت من تداعيات فوضوية وملامح "فدرلة" انعكست بوجه فاقع على مواقع التواصل الاجتماعي، فأضافت الى المشهد السوداوي المعيب للبلاد سوادا وتأخيرا وتخلفاً، اثبتت وقائع الساعات الاخيرة بما تخللها، ان خلف الفيديو المُسَرّب لرئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ما هو أبعد من مخاصمة لبنان الوقت وخروجه من المدار الدولي، الى تمرير رسالة وصفقة وفّر لها التوقيت الغطاء المناسب ونجح معدو السيناريو في اصابة الهدف.

وبين التوقيتين الصيفي والشتوي في عزّ الربيع، كان للمخرج ما اراد. ذلك ان المعركة اشتعلت وانخرط فيها مجمل اللبنانيين، منقسمين بين مسلم ومسيحي غير مدركين ان من نسج وحاك "المكيدة" لا علاقة له لا بالمسيح ولا بالنبي محمد ولا بالصوم والصلاة، وجلّ ما يهمه تضارب عقارب ساعات اللبنانيين ليضبط عقربه على توقيت مصالح تنهش الدولة ومؤسساتها  وتتغذى من جهل أعمى  بعدما حولوا اللبناني من مبتكر ومبدع وخلّاق الى باحث عن لقمة عيش وتوفير ثمن صفيحة بنزين ولاهث خلف معونة اجتماعية.

في قراءة للمشهد السوريالي الذي خيم على البلاد منذ لحظة الاعلان عن مخالفة نظام التوقيت العالمي وما تخلله من منحى طائفي مخيف استخدم كل عدة العمل وادوات الانقسام المذهبي، علما ان الجدوى الفعلية خلف اعتماد التوقيتين اقتصادية بحتة تتصل بتخفيض استهلاك الطاقة والكهرباء في بلد منهار مفلس يستجدي كهرباء من هنا وطاقة من هناك، تقول اوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية"  ان اللبنانيين من اصغرهم الى اكبر معمّر يدركون ان الرئيس بري يُحكم القبضة على المجلس النيابي ومقر الرئاسة الثانية في عين التينة الى درجة يصعب على "البرغشة ان توزّ" من دون علمه، فكيف لفيديو مسجل من داخل مكتبه بينه والرئيس ميقاتي ان يُسرَّب من دون علمه؟ والحقيقة الساطعة انه بعلمه وأكثر، لكن السؤال لماذا؟

تعتبر الاوساط ان خلف الفيديو رسالة وقطبة مخفية، اُريد ايصالُها، عنوان الرسالة "الامر لي". وتقول ان كمّ الاستهزاء الذي ظهر عبره يشكل قطعة من بازل المشهد العام الذي انحرفت اليه البلاد نحو الانحلال والانهيار والافلاس ، ذلك ان مقاربة الملفات على طريقة " مرحبا يا خال"، لا تدير دولة يفترض انتشالها من قعر الهاوية بل تزيدها غرقاً. وتضيف، مع ان الرئيس ميقاتي شرح في الفيديو كيف ان ابقاء التوقيت على حاله يتضارب مع التوقيت العالمي لا سيما بالنسبة الى شركات الطيران، الا انه سرعان ما اصدر المذكرة بالابقاء على التوقيت الشتوي، ملبياً رغبة الرئيس بري، فكيف يُفسر الامر؟ وتردف ان الرئيس بري الذي كان له ما اراد، استقطب الاهتمامات والانظار ليقول بصريح العبارة انا الرقم 2 في الدولة بعد رئيس الجمهورية وفي ظل الشغور تصبح الكلمة لي وليس للرئاسة الثالثة.

وفي معرض سردها لواقع الأمر والحال، تذكّر الاوساط بمرحلة الشغور الرئاسي قبل انتخاب الرئيس ميشال عون على مدى عامين ونيف، لتقول تولى الرئيس تمام سلام ادارة مرحلة الفراغ طوال هذه الحقبة على رغم ما تخللها من شدّ حبال وكباش بين المعارضة والموالاة ، فأحسن وابلى افضل بلاء ولم يوقع البلاد في اي اشكال، خلافا لما يدور اليوم على مسرح الصراعات من نكايات واستهتار واستخفاف بلبنان وشعبه باتخاذ قرارات آحادية وثنائية من دون دراسة جدواها واستئثار بالحكم.

وتضيف: والى الرسالة السياسية، قد يكون الرئيسان حاولا بقرارهما بيع شعبهما ساعة من الوقت لكسب ودّه بعدما سلبوه حياته وماله وابسط حقوقه المعيشية، او انهما وكما بات متداولا سعيا الى تغطية السموات بالقبوات والهاء اللبنانيين بالساعة وتوقيتها لتمرير واحدة من صفقات العصر بتلزيم مطار رفيق الحريري الدولي لشركة من دون مزايدة، او تمرير صفقة ادخال سيارات لمسؤولين على دولار جمركي بقمة 8 الاف ليرة، او اشاحة النظر عن رفع رواتب واجور موظفي القطاع العام والعسكريين او لابعاد الشبهة  في دور الثنائي السلبي في ملف الرئاسة واحجام الرئيس بري عن توجيه الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس، بعدما بات هناك مرشح لكل فريق، والارجح ان ثمة من يسعى الى اخفاء تداعيات اتفاق اقليمي كرّس "خسارة" له في الداخل بدأت تتظهر مفاعيلها تباعاً، وليست لعبة الساعة الا محاولة لاعادة عقاربها الى الوراء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o