Mar 27, 2023 3:06 PM
خاص

احتجاجات اسرائيل تكشف وجهها الحقيقي...هل تهدد مسار السلام؟

يولا هاشم

المركزية - شهدت اسرائيل ليل أمس وصباح اليوم احتجاجات وإضرابات غير مسبوقة في تاريخ البلاد، أدخلتها في أزمة حكم، على خلفية مشروع إصلاح الجهاز القضائي، إثر إقالة نتنياهو لوزير دفاعه يوآف غالانت، بعد أن أدلى بتصريحات تطالب بتجميد آلية تعديل النظام القضائي الذي تسعى إليه الحكومة لمدة شهر، كونها تشكل تهديدا لأمن إسرائيل. فما الذي يجري في الدولة العبرية وهل تتمدد مفاعيله وتداعياته الى الخارج؟ 

مصادر دبلوماسية مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان "اسرائيل تعاني من مشكلة اجتماعية حقيقية، حيث ان المجتمع منقسم بين يميني ووسطي، بين ساحل وداخل، بين اقتصاد وريعي"، مشيرة الى ان "مشكلة اسرائيل ان المجتمع يفرز يمينا متطرفا يؤدي الى صدام حتى مع اليمين الوسط والوسط الاجتماعي، ما أدّى الى عدم التجانس الذي وصل حتى إلى فكرة الدولة والمؤسسات. في السابق كان الصراع يحصل تحت كنف الدولة اليوم أصبح على الدولة وفي داخلها، لذلك بتنا نرى انقساما قضائيا، وانقساما في المؤسسة التي صنعت الدولة اي الجيش، انقساماً عليها وليس فيها.  

وتوضح ان ما يحصل في اسرائيل لا يعني العرب ولا المنطقة ولا السلام، بل يعني اسرائيل فقط. لكن الأزمة تكشف عما يحصل في الداخل، فكلما تراجع التهديد الخارجي للكيان الاسرائيلي، خرجت التناقضات بين بعضهم البعض إلى العلن. فاليمين يعطّل السلام مع الخارج ويمنع الاستقرار لكنه في المقابل لا يشن حروباً، الأمر الذي يؤدي الى زيادة الأزمة الداخلية. فعندما لا يريد طرف ما المحاربة او صنع السلام او يكون غير قابل للسلام الطبيعي، تتفجر تناقضات المجتمع. ما حصل ليس نتيجة تناقضات المجتمع، بل تفجرت علاقة اليمين مع مؤسسات الدولة، الذي أراد السيطرة عليها للمحافظة على نفوذه، فذهب باتجاه القضاء والجيش وغيرها من الأماكن، ما أدى الى هذا المأزق، خاصة مع وجود رئيس وزراء فاسد. 

وتلفت المصادر الى ان المجتمع الاسرائيلي لديه، في كل لحظة، آليات لإعادة تصحيح مساره الاجتماعي. فهل ينجح؟ خاصة وان اليمين غير سهل، إضافة الى ان ليس هناك يسار، فاليمين هو يمين وسط. كما ان المجتمع الاسرائيلي، كلما اتجه العالم معه باتجاه السلام، ذهب باتجاه التطرف. رأينا كيف عقد الاسرائيليون السلام الابراهيمي من جهة، وانتخبوا من جهة أخرى اسوأ شخص من بينهم، ألا وهو وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. 

وتؤكد ان  الفوضى التي تعمّ اسرائيل لن تؤدي الى حرب أهلية، هناك انقسام فقط في المجتمع الاسرائيلي. لكن الاخطر ، هو ان اليمين لا يتنازل، لذلك ستذهب الامور باتجاه انقسام البلاد الى شارعَين، وستذهب البلاد باتجاه انتخابات، وعندها ستتكشف حقيقة الاسرائيلي في الانتخابات. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o