Mar 24, 2023 12:18 PM
خاص

التعدّيات على المصارف تعود إلى واجهة الأحداث... ما الرسالة؟

 

خاص - "المركزية"


أقفلت المصارف أبوابها نحو 10 أيام لم يحرّك أحدٌ ساكناً ولم يتداعَ أحد إلى التظاهر أمامها، وعندما فتحت أبوابها أمام المواطنين لتسيير شؤونهم، تهافت المتظاهرون بقيادة الجمعيات التي تنادي بالحفاظ على حقوق المودِعين، في اتجاه عدد من المصارف في منطقة الحمراء، ومنها على سبيل المثال مصرف "سوسييتيه جنرال" SGBL ... وتحطيم ماكينات السحب الآلي ATMs التابعة لها والواجهات الزجاجية لمداخلها وإشعال الإطارات أمام مداخلها وتهديد الإدارة والموظفين العاملين فيها والعملاء المتواجدين في المكان، الأمر الذي دفع بها إلى إقفال أبوابها مجدداً أمام العملاء، حفاظاً على سلامة موظفيها وعملائها أولاً، ولتدارك مزيد من الخسائر المادية ثانياً...

"هذه المشهدية توحي وكأن المطلوب دفع القطاع المصرفي إلى الإضراب مجدداً واتهامهم مرة أخرى برفع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء" يقول مصدر مصرفي لـ"المركزية"، ويسأل "أين الأجهزة الأمنية والأجهزة المعنية بكشف مَن يحرّك الشارع بهذه الطرقة الفوضوية المهدِّدة لسلامة المصارف وموظفيها وعملائها؟!"، ويقول آسفاً: لو أبقت المصارف على أبوابها مقفلة لكان الأمر أكثر أماناً، لكنها احتارت بأمرها: إذا ما أضربت اتّهموها برفع سعر صرف دولار السوق السوداء لكن مع الحفاظ على سلامة الشارع وعدم تنظيم المظاهرات وإشعال الإطارات! وهنا الاستغراب في حدّ ذاته... وإن عادت عن إضرابها اتّهموها بالطمع بعمولات "صيرفة"، وإن تخطّت هذه الاتهامات وأبقت أبوابها مفتوحة أمام الزبائن أشعلوا نيران "مخططاتهم" أمام مقارّاتها وهدّدوا موظفيها والعملاء، وحطّموا ماكيناتها للسحب الآلي؟! فما المطلوب إذاً؟! فتح المصارف أم إقفالها؟!

... الواضح في قراءة تطوّرات اليوم، رسالة غير مباشرة للمصارف تدعوها إلى إقفال أبوابها مجدداً لترك ساحة السوق السوداء للمضاربين والصرّافين "المعروفين" وللمؤسسات المالية "المعروفة" للعبث بسعر الصرف والتسبّب بمزيد من الانهيار لليرة اللبنانية وبالتالي استعار الأزمة الاقتصادية والمعيشية والحياتية التي باتت تخنق المواطن إلى حدّ لفظ أنفاسه الأخيرة جوعاً ومرضاً...

* * *
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o