جنبلاط على خط التهدئة الرئاسية: متمسك بالحقائب الثلاث
حزب الله يحدد آلية العودة "بالالاف" غدا: التنسيق مع النظام في ذروته
حوار عسكري اميركي- روسي- اردني يبحث التسوية ووضع الجنوب السوري
المركزية- لم تقدم الجهود السياسية التي تبذل عبر قنوات مختلفة لاحتواء مناخ الاضطراب والتوتر الذي برز في الايام الاخيرة، والتي قادت الى بعبدا اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعدما استضافت امس الاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، جديدا على مستوى فك عقد التأليف الحائلة دون ولادة حكومة العهد الاولى، وجلّ ما انجزته حتى الساعة هو ترسيخ مناخ التهدئة وفتح قنوات تواصل بين القوى التي كانت اللقاءات شبه منقطعة في ما بينها، تمهيدا لتحريك الاتصالات اعتبارا من الاسبوع المقبل اثر عودة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل من اجازاتهم في الخارج.
جنبلاط في بعبدا: واليوم، واصل رئيس الجمهوية العماد ميشال عون مساعيه لإشاعة أجواء التهدئة فوق الساحة السياسية تسهيلا لمهمة التأليف ، فاستقبل جنبلاط وعرض معه الاوضاع القائمة في منطقة الجبل وسبل تخفيف التشنج السائد وتعزيز الوحدة فيه، بعد ان كان اتصل به أمس ودعاه الى زيارة القصر.
تمسك بـ3 وزراء: وفي وقت نفى ان يكون الحديث تطرق الى تأليف الحكومة، قال جنبلاط بعد اللقاء "في كل جلسة التقي فيها الرئيس عون، ألمس حرصه الشديد على وحدة الجبل خصوصاً ووحدة لبنان. واطلب شخصياً من الرفاق والمناصرين تخفيف حدة اللهجة، والتفكير كما الرئيس عون، بحل المشاكل الكبرى الاساسية ومنها سبل تخفيف العجز ووضع خطة انمائية من اجل خلق فرص عمل، ويبدو انه تم البدء بوضع مثل هذه الخطط. واشار ردا على سؤال الى "اننا لم نتطرق الى الموضوع الحكومي، الرئيس لم يفاتحني بالمسألة وانا من جهتي لم اعمد الى اثارتها". وعما اذا كان لا زال مصراً على تسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة، أجاب "نعم، لانه نتيجة الانتخابات، اعطانا التصويت الشعبي والسياسي هذا الحق. قد نسقط كلنا في الانتخابات المقبلة".
المطارنة يحذرون: في الاثناء، حضرت مسألة تشكيل الحكومة العتيدة في الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة في بكركي حيث اعتبروا أن كل "تأخير في تشكيلها سيمنع تفعيل الاقتصاد ويعرّض الاستقرار المالي إلى الاهتزاز". وجاء في بيانهم "يقلق الآباءَ ما تتسبّب به التجاذبات السياسيّة السائدة من اهتزازات بنيوية في القطاعات الاقتصادية في لبنان، ومن تراجع في أكثر من مجال اقتصادي، بالرّغم من الجهود التي تُبذل على هذا الصعيد. ومعلومٌ أنّ القطاع المالي المستقرّ يتطلّب تفعيل البنى الاقتصادية المُنتجة. فكلّ تأخير في تشكيل الحكومة سيمنع تفعيل الاقتصاد ويعرّض الاستقرار المالي إلى الاهتزاز. في الموازاة، طالب الآباء الدولة بالتخفيف من الاعباء عن كاهل الاهل والمدارس في مسألة سلسلة الرتب والرواتب. كما شددوا على ضرورة "التوصل إلى اتّفاق على خطّة وطنية شاملة في شأن النزوح وعودة النازحين إلى بلادهم تلتزم بها الحكومة، حتى تكون كلمة لبنان في هذا الخصوص مسموعة على المستويَين الإقليمي والدولي".
عودة السبت: وليس بعيدا، اشارت معلومات صحافية الى ان دفعة جديدة تضم ٤٥٠ نازحا ستغادر عرسال السبت المقبل بعدما سبقتهم الدفعة الاولى قبل نحو اسبوع.
تنسيق العودة: في الموازاة وفي اعقاب اطلاق الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مبادرة لحل ازمة النزوح في لبنان بتشكيل "لجنة العودة" برئاسة النائب السابق نوّار الساحلي، دعت وزارة الخارجية السورية امس المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد إلى "العودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين". وفي حين علمت "المركزية" "ان الحزب سيُصدر بياناً غداً يُحدد فيه آلية عمل "لجنة العودة"، اكدت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان التزامن بين مبادرة نصرالله وبيان الخارجية السورية ليس صدفة، انما يدل الى ان التنسيق بيننا وبين السلطات السورية على اعلى المستويات لانجاح "مبادرة العودة"، كاشفةً "ان لبنان سيشهد قوافل عودة بالالاف للنازحين في اتّجاه مناطق سورية عدة".
خطة ماكينزي: من جهة أخرى، اطلّع رئيس الجمهورية اليوم من وزير الإقتصاد رائد خوري وفريق العمل وخبراء استشاريي شركة "ماكنزي"، على الخطّة الإقتصادية اللبنانية في حضور وزير العدل سليم جريصاتي والمستشارة الرئاسية ميراي عون هاشم ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الإقتصادية الدكتور نديم المنلا. وتحدث خوري بعد الاجتماع، قائلا: "اطلعنا الرئيس على نتائج دراسة ماكينزي وحرصنا على توصيف الحالة والتحديات الاقتصادية الراهنة والدراسة تبحث في القطاعات الانتاجية التي تخلق فرص عمل". وأضاف: "سنعرض دراسة ماكينزي على رئيس الحكومة المكلف تمهيدا لمصادقتها في الحكومة المقبلة، واذ كشف أن الدراسة عبارة عن 2000 صفحة تدخل بتفاصيل الاصلاحات المطلوبة اقتصاديا"، اعتبر ان "التحدي يكمن في تنفيذ الخطة من قبل الحكومة المقبلة وقد وضعنا آليات لمراقبة تنفيذها"، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية أعرب عن دعمه للخطة".
ارجاء الزيارة: الى ذلك، علمت "المركزية" من مصادر دبلوماسية ان زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي لبيروت التي حُدد موعدها مبدئيا في 6 تموز الجاري، ارجئت الى موعد يحدد لاحقا، من دون ذكراسباب الارجاء، باستثناء ان اجندة عمل المسؤولة الفرنسية تزدحم بالمواعيد واللقاءات في ملفات متشعبة. والى انشغال بارلي وارتباطاتها الداخلية والخارجية في هذه المرحلة، اشارت المصادر الى ان عدم وجود حكومة مكتملة المواصفات في لبنان، ووزير دفاع اصيل تناقش معه ملفات البحث المشتركة الامنية والعسكرية وغياب معظم المسؤولين عن البلاد، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، كلها عوامل دفعت بارلي الى ارجاء الزيارة، من دون تحديد موعد آخر لها.
الجنوب السوري: اقليميا، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العسكريين الروس والأمريكيين والأردنيين، يواصلون الحوار حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سوريا. وقال خلال لقائه نظيره الأردني أيمن الصفدي، "اتفقنا اليوم على أن نناقش أولا أوضاع التسوية السورية مع التركيز على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا. نحن نشير إلى استمرار الاتصالات المفيدة بين عسكريينا، وعسكريي الأردن وعسكريي الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الآلية ومركز مراقبة منطقة خفض التصعيد الجنوبية المؤسس في عمان". وأفاد لافروف، بأن اللقاء القادم حول التسوية السورية سيعقد في نهاية الشهر الجاري. وقال في هذا الصدد: "نحن نثمن أيضا دور الأردن كمراقب في عملية أستانا، والتي سيعقد في إطارها لقاء جديد في نهاية هذا الشهر". وعلى الضفة عينها، أفاد الكرملين أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور موسكو الاسبوع المقبل للقاء الرئيس فلاديمير بوتين"، ويفترض ان يكون ملف الجنوب الطبق الاساس في المشاورات.
روحاني وسليماني: على صعيد آخر، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة لن تستطيع خفض إيرادات بلاده من النفط إلى "الصفر" وحذر من أن هذه السياسة تنتهك كل القوانين والقواعد الدولية.
من جانبه، اعلن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ان الحرس مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية، مشيدا بقرار روحاني، الذي هدد أمس بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.