Mar 07, 2023 6:03 AM
صحف

نصرالله قضى على آمال فرنجية الخارجية: تعايشوا مع الفراغ!

بعد الرئيس نبيه بري، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، «دعم» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، داعياً إلى الحوار لانتخاب رئيس خلال وقت قريب.

وأشارت "الاخبار" الى ان موقف نصرالله الذي كان متوقعاً من ناحية المضمون لا التوقيت، جاء بعد اجتماعات لقيادة حزب الله ناقشت فيها خلاصات اللقاءات مع كل الأطراف المحلية ومع الجهات الخارجية. واستند القرار إلى أن فرنجية يوافق المواصفات التي يتبناها الحزب، وأن الوقت صار دافعاً للتعجيل بانتخاب رئيس، إضافة إلى معطى آخر، يتعلق باعتقاد بأن توفير الأصوات الكافية لانتخاب فرنجية لم يعد أمراً صعباً.

إعلان نصرالله يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وإذا كان الجميع ينظر إلى رد الفعل المرتقب من التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، فإن نصرالله حرص على إبداء الحرص على استمرار التفاهم بين الحزب والتيار، قائلاً إن العنوان الرئاسي أمر أساسي، لكنه ليس بنداً في ورقة التفاهم، وإن الاختلاف سبق أن حصل على مواقع أساسية في الدولة، ولم يحصل أن فض التفاهم بين الجانبين، فاتحاً الباب أمام نقاش لمجمل الملف الرئاسي انطلاقاً من دعم ترشيح فرنجية، ومثبتاً القاعدة التي كان الحزب قد عرضها على باسيل أخيراً، والتي تدعو إلى حوار ثنائي على سلة أسماء يكون بينها فرنجية وآخرون يطرحهم التيار.

الإعلان لا يعني بالضرورة أن رئاسة فرنجية باتت في الجيب، في انتظار تفكيك الألغام التي تعترضه، وهي داخل البيت المسيحي بالدرجة الأولى، إضافة إلى استمرار الفيتو السعودي الذي عبّر عنه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بعد كلام نصرالله بتغريدة فُسّرت كأول ردّ سلبي على دعم فرنجية. غير أن مصادر مطلعة أكّدت أن الجو السعودي في ما يتعلق بفرنجية «ليس بالسلبية التي يصورها الإعلام»، مستغربة «رد الفعل السريع للسفير السعودي قبل أن ينهي نصرالله خطابه وقبل أن يقيّم مسؤولوه فحوى الخطاب»، مشيرة إلى أنه «لم يعد خافياً أن البخاري لا يعبّر بالضرورة عن رأي الخارجية السعودية».

في المعلومات المكتومة عن إدارة ثنائي أمل-حزب الله معركة مرشحه لرئاسة الجمهورية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن الإعداد لها بدأ باكراً بخطى متمهلة. 

وأوضحت المعلومات لـ"الاخبار"أن عناصر الادارة شتى: لقاءات دورية بعيدة من الإعلام بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي وفرنجية، في موازاة خطوط تواصل يومية بين الثنائي وثالثهم الزعيم الزغرتاوي ومع الحلفاء لتعقب الاتصالات والمواقف المحلية أو تلك التي يطلقها السفراء المؤثرون في السر والعلن، وفي صلب مقتضيات إنجاح الإدارة هذه تفادي ما خبره حزب الله بين عامي 2014 و2016 باستعجاله إعلان دعم ترشيح الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية بعدما أُرغم عليه تحت وطأة ضغوط التيار الوطني الحر (وهو ما كشف عنه نصرالله أمس) بإزاء معارضة برّي ترشيحه، حينذاك نشأت الطامة الكبرى بأن نُعت عون بمرشح حزب الله قبل أن ينضم إليه - مع ذلك كلٌ لأسباب مختلفة - على التوالي رئيس حزي القوات سمير جعجع ثم الرئيس سعد الحريري، فيما بقي برّي المعارض الوحيد له.

أما "نداء الوطن" فلفتت الى ان على قاعدة “مِنَ الحبّ ما قتل” جاءت مجاهرة الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وعلى قاعدة “قَتَلتَني مرّتين” ربما تكون نتيجة هذا الترشيح بعدما قضى “حزب الله” أول مرّة على حظوظ ترشيح فرنجية في الانتخابات الرئاسية الماضية لصالح ميشال عون، واليوم قضى في المرة الثانية على آماله بأن يحظى بأي تأييد خارجي لترشيحه، لا سيما من المملكة العربية السعودية، بعدما وضعه في خانة واحدة مع “الحوثي” بمجرد تسميته مرشحاً مدعوماً من محور الممانعة للرئاسة اللبنانية.

فبمعزل عن الاستهلالية التمهيدية قبل أن يلفظ دعم ترشيح فرنجية بالاسم للرئاسة، لن تخفّف لعبة تدوير التعابير والتنظير في الفارق بين مَن يُرشحه “حزب الله” ومَن يدعم ترشيحه، من وطأة قرار نصرالله إعلان مرشحه الرئاسي على الملأ للمرة الأولى منذ اندلاع المعركة الرئاسية، خصوصاً وأنّ هذا الترشيح، شاء فرنجية أم أبى، أتى من “عين التينة” و”حارة حريك” قبل أن يصدر من “بنشعي”، ما يجعله في الحسابات الداخلية والخارجية رأس حربة “الثنائي” في مواجهة مرشح المعارضة ميشال معوض على المستوى الداخلي، وفي وجه مجموعة الدول الـ5 الساعية إلى بلورة صيغ إنقاذية للأزمة اللبنانية على المستوى الخارجي.

وانطلاقاً من تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” على كون دعم ترشيح فرنجية ينبثق من قراره “نختار من نريد ونرشّح من نريد ولا نقبل بفيتوات خارجية”، رأت مصادر واسعة الاطلاع في هذا القرار تصميماً من “الثنائي الشيعي” على خوض المعركة الرئاسية بروحية “التحدي لمحاولة فرض فرنجية فرضاً على الخارج بقوة الأمر الواقع وموازين القوى في البلد تحت طائل التهديد بالاستمرار بأجندة التعطيل والاستنزاف حتى يرضخ الحريصون على لبنان في المجتمع الدولي لهذا الخيار”، سيّما وأنّ نصرالله ختم خطابه أمس برسالة بالغة الدلالة توجّه بها إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، مفادها: “تعايشوا مع الفراغ” في حال عدم التجاوب مع طروحات “الثنائي” الرئاسية.

بدورها، تحدثت "النهار" عن تطور بارز في سياق تدرج الثنائي الشيعي “امل” و”حزب الله” بقيادته لمحور 8 اذار في ترشيح فرنجية واطلاق حملة سباقه الى الرئاسة الاولى أولا على لسان الرئيس بري، ومن ثم بعد أيام قليلة ملاقاة السيد نصرالله لبري في اعلان دعم الحزب لهذا الترشيح وهذا المرشح كما لو انه ليس مرشح الحزب بل المدعوم منه. ومع ان الملاقاة بين قطبي الثنائية الشيعية اثبت ان توزيع الأدوار كان سابقا لما اقدما عليه، وان مبادرة بري الأسبوع الماضي لافتتاح معركة تبني ترشيح فرنجية علنا ورسميا، كانت منسقة حتما مع السيد نصرالله، فان اللافت ان الأخير لم يتطرق الى ما اثاره بري ولا الى ردود الفعل عليه، ولو انه تعمد الإقرار بحق القوى الخصمة في تعطيل النصاب القانوني للجلسات لئلا يسقط طبعا المسوغ الذي استعمله فريقه في تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.

ولكن التساؤلات التي اثارها اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية تسارعت بقوة ولعل ابرزها، هل يعني ذلك فتح باب التفاوض ضمنا وتسريعه لانه من غير الممكن الا يكون نصرالله كما بري مدركين “التعجيز” في تحصيل 65 صوتا لفرنجية مهما تبدلت بعض الظروف راهنا؟ وهو سؤال يفرضه أيضا الانفصال الذي أكده نصرالله بين الحزب “التيار الوطني الحر” في الملف الرئاسي ولو في معرض اظهار حرصه على عدم انهاء تفاهم مار مخايل. اذ ان نبرة نصرالله تجاه حليفه (السابق) اتسمت امس بما يتجاوز العتب والتلميح الى امكان خروجه عن الصمت حيال الاتهامات التي يوجهها “التيار” ورئيسه جبران باسيل الى الحزب. وتاليا كيف يمكن “الطحشة” العلنية بترشيح فرنجية وهو يفتقر الى الأكثرية أولا وتناهضه الكتل المسيحية الكبيرة جمعاء تاليا؟

تعليقات ومواقف: من جهة أخرى، أشار النائب عبد الرحمن البزري في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن "لا شيء تغيّر، وما زلنا أمام طريق مسدود"، معتبراً أن :ما قاله نصرالله كان معروفاً لناحية تأييده لفرنجية، لكن في الوقت عينه لا توجد ملامح للحلحة بعد. ويبقى موضوع تحديد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مرهونة بالمعطيات التي يملكها بري". ولفت البزري الى أن "المعطيات المسربة عن الساحتين الداخلية والدولية لا توحي بأن هناك جلسة قريبة رغم مطالبة الجميع بها".

بدوره، اعتبر النائب السابق أنطوان زهرا أنه "من الواضح أن باسيل كان يستعجل ليكون هو المرشح الأقوى على الساحة المسيحية لاعتقاده بأنه سيفوز بالغالبية كما حصل في انتخابات 2018، لكن انتخابات 2022 خذلته فضلاً عن أدائه السيء وانحيازه الكامل لمشيئة حزب الله".

وأضاف زهرا في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "لقد كان هناك وعد بتأييد فرنجية بالطريقة التي جرى اعتمادها في انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس النواب بأكثرية 65 صوتاً"، مستبعدا اجراء انتخابات رئاسية في الوقت الراهن "لأن لا حظوظ لأحد من المرشحين المعلنين بالفوز"، واصفاً الحملة الاعلامية التي تحدثت عن "تقارب سعودي ايراني وطرح معادلة فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، بأنها كانت لذرّ الرماد في العيون ولا أساس لها من الصحة".

ورأى زهرا أن "كلام نصرالله يؤكد بأنه ليس بأفضل حال، وخاصة بعد تحميله مسؤولية التردي الاقتصادي وإقامة شبه تطبيع أمني بعد ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، مقدماً بذلك انطباعا إيجابياً للأميركيين أن بإمكانه المجيء برئيس تسوية يزيح عنه مسؤولية الانهيار الاقتصادي".

وعن تغريدة البخاري، رأى زهرا أن "مفادها القول: انتبهوا يا سياديين فأي مرشح يخضع لحزب الله يجعلنا متمسكين بموقفنا ولن ندعم لبنان وعليكم تدبر أنفسكم بأنفسكم"، مضيفاً: "حتى السعوديين أصبحوا مقتنعين أن الاسماء المتداولة للرئاسة لم تعد صالحة ولقد جاء طرح اسم فرنجية بهذه الطريقة لرفع العتب". 

نصرالله - باسيل: أما "اللواء" فأشارت الى ان موضوع انتخاب فرنجية بين نصر الله وباسيل في اللقاء الذي عقد بينهما بحضور مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا.

وحسب ما رشح عن الاجتماع، فإن السيد نصر الله صارح رئيس التيار الوطني الحر بقرار الحزب والثنائي الشيعي دعم ترشيح رئيس تيار المردة.

وتطرق البحث حسب مصادر المعلومات الى النقاط التالية:

1- لا يجوز ان يفترق الحزب والتيار في مفصل رئيسي كانتخاب رئيس الجمهورية.

2- ان الحزب على استعداد لاجراء مقاربة تتيح المجال لباسيل ليقدم ما يرغب به من برنامج او مطالب في الادارة والتعيينات والتوجه العام للتفاهم حولها مع الرئيس العتيد.

3- يمكن لباسيل، تماماً كما حصل مع فرنجية قبل 6 سنوات، عند الالتزام بانتخاب الرئيس ميشال عون، الانتظار، ليتم ترشيحه للرئاسة في العام 2029.

4- وعليه يمكن المضي بالتقارب حول الاستحقاق الرئاسي، ولو اقتضى الامر سلة ترشيحات لفريق 8 اذار، بما فيه التيار الوطني الحر في حال اصر على عدم انتخاب فرنجية.

ولعل ذهاب نصر الله ابعد مما هو متوقع في الملف الرئاسي، جعل كثيرين يعتقدون ان الأوان آن لانهاء الفراغ الرئاسي، فحزب الله «يريد انتخاب رئيس بشكل قاطع واكيد، وليس لديه مرشح، وإنما يدعم مرشحاً طبيعياً ويلتزم بنصاب الثلثين في اي جلسة لانتخابه».

وكشف نصر الله انه اتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل، بأن للبحث صلة، والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية، ونعتبر ان المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار موجودة في شخصه، وهو سليمان فرنجية.

وفي المعلومات ان مسألة تأمين النصاب حُسمت، ولكن التصويت من قبل كتلة لبنان القوي غير واضحة ولا التزام بها.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o