Jul 03, 2018 9:30 PM
صحف

قمة ترامب وبوتين: أوروبا تخشى الكثير من التنازلات

تكثف العواصم الأوروبية من اتصالاتها على ضوء التطور المتعلق بالقمة التي ستجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في 16 من شهر يوليو.

تأتي التحركات الأوروبية وسط غموض يحيط بالقمة وتكهنات حول ما ستطرحه من ملفات وحلول لها، من سوريا إلى أوكرانيا وإيران.

وبخلاف الإعلان عن تاريخ القمة ومكانها لم تصدر الكثير من التفاصيل. وتقول مصادر بريطانية مطلعة إن ما يصدر عن واشنطن قليل حول هذه القمة وما يصدر عن ترامب يشوبه الكثير من التناقض على نحو يقلق دول الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.

وكتبت صحيفة التايمز البريطانية الثلاثاء قائلة إن الغرب يخشى الكثير من التنازلات الجادة، التي يمكن للرئيس الأميركي أن يتخذها في قمة هلسنكي. وترى بعض الآراء الغربية أن ترامب استطاع التغلب على معاندة أميركية داخلية بشأن التقارب مع روسيا بحيث باتت المؤسسات الأميركية تسعى أيضا بنفس الاتجاه.

وقال السيناتور ريتشارد شيلبي، خلال اللقاء الذي عقد برفقة وفد برلماني أميركي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقر وزارة الخارجية الروسية، “نعترف بأن العالم سيكون أفضل إذا تراجع التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا وتفاهمتا بشكل أفضل ووضعتا بعض الخلافات جانبا”.

وأضاف السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاباما في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي “نحن نتنافس لكننا لسنا بالضرورة خصوما. نأمل أن يكون ما يصدر عن لقاء بوتين-ترامب في هلسنكي بداية، ربما، يوم جديد”.

وصرح وزير الخارجية الروسي، متحدثا باللغة الإنكليزية، بأنه يأمل أن تشكل زيارة أعضاء مجلس الشيوخ “رمزا لاستئناف العلاقات بين البرلمانيين الأميركي والروسي. أعتقد أن استئناف الحوار سيكون حدثا مناسبا جدا عشية اللقاء بين الرئيسين”.

ويقول المراقبون إن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي والتي أكد فيها أنه سيناقش كافة مواضيع النزاع مع نظيره الروسي، تناقض ما أكده الكرملين من أن موضوع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم خارج عن التداول ولن يكون في صلب محادثات الزعيمين.

وكان الكرملين أعلن الاثنين أن الرئيسين الروسي والأميركي يمكن أن يناقشا “كل المواضيع” باستثناء القرم، شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014، خلال القمة الأولى بينهما.

وتأتي تصريحات الكرملين لتتقارب مع ما أوحى به ترامب نفسه حين رفض السبت استبعاد قبوله ضم روسيا للقرم عندما يلتقي بوتين.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يفكر بالتخلي عن معارضة واشنطن ضم شبه الجزيرة في 2014 قال ترامب للصحافيين “علينا أن ننتظر لنرى”. ويقول المراقبون إن رفض ترامب إعادة تأكيد الموقف الأميركي المعارض لتدخل روسيا في أوكرانيا، سيتسبب في استياء الحلفاء الأوروبيين قبيل قمة حلف شمال الأطلسي في 11 يوليو قبيل أيام من قمته مع بوتين. وسيكون القبول بعدم إعادة القرم للسيادة الأوكرانية تنازلا كبيرا لروسيا، التي تتعرض لعقوبات تجارية دولية مرهقة بسبب ذلك.

وذكرت التايمز الكثير من المسؤولين الغربيين يعتقدون أن ترامب سيقدم تنازلات خطيرة لروسيا أثناء المفاوضات الثنائية، وحتى الاعتراف بأن شبه جزيرة القرم روسية وانسحاب القوات الأميركية من ألمانيا.

وينقل عن بعض المراجع الأمنية الغربية تخوفها مما قد يدور في الخلوة بين الرئيسين، مذكرة بأن الأجهزة الأمنية الأميركية تفاجأت من تسريب ترامب لمعلومات إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أثناء اجتماعه به العام الماضي.

ونقلت التايمز عن مسؤول كبير قوله “لا أحد يعرف ماذا سيفعل ترامب عندما يكون في نفس الغرفة مع بوتين. وهذا ينطبق على جميع القضايا”.

وتراقب العواصم الأوروبية المتخوفة من صعود التيارات الشعبوية في أوروبا رابطا أيديولوجيا يجمع هذه التيارات مع الرؤى التي يطرحها ترامب وبوتين بما يهدد البنى الليبرالية الديمقراطية التي يقوم عليها النظام الغربي. وترى التايمز أن الأوروبيين يعتقدون أن ترامب ينوي اتباع سياسة مؤيدة لروسيا تجاه الاتحاد الأوروبي، وسيحاول تدميره. وتضيف أنه تم الكشف في وقت سابق عن عرض الرئيس الأميركي على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ووعد في هذه الحالة بتداول تجاري أفضل لفرنسا.

ويتخوف محللون أوروبيون من أن تكون الحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي جزء من مخطط ترامب في تفكيك الاتحاد. ويضيف هؤلاء أنه إذا ثبت ذلك فإن ترامب يلتقي مع بوتين في عدائه للاتحاد الأوروبي من حيث اعتباره الأداة التاريخية الجاذبة نحو الغرب لدول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي سابقا. غير أن بعض المراجع الأوروبية تقلل من أهمية ما يمكن أن يقدم عليه ترامب في هلسنكي.

وتقول إن ترامب سيسعى إلى جذب انتباه العالم إلى هذه القمة بصفتها إنجازا على النحو الذي جرى في قمة سنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

وتؤكد أن اللوبي الأميركي المعادي لروسيا مازال قويا جدا داخل الولايات المتحدة، كما أن التحقيق الجاري حول تدخل روسيا في الانتخابات التي أتت بترامب رئيسا مازال سيفا مسلطا بإمكانه الإطاحة به إذا ما تجاوز المقبول ضمن الإستراتيجية الأمنية العليا للولايات المتحدة

المصدر: التايمز

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o