Feb 22, 2023 7:11 AM
صحف

تسوية رئاسية قيد التحضير والانتقال الى الخطة "باء" لم يحن بعد

كشف مصدر سياسي رفيع لـ"الجمهورية"، انه "على رغم من عدم المبالاة الخارجية بإنتاج حل سريع للازمة اللبنانية الا ان الاشارات من الدول المعنية يمكن البناء عليها لكن المشكلة الاساسية هي بعدم اتّباع قواعد في ادارة الامور ومعالجتها حيث يتقدم اللامنطق في كل شيء".
وأضاف المصدر: "من الواضح ان اللقاء الخماسي كان ابرز خطوة تجلّت في الاهتمام بلبنان لكن حتى الدول الخمس التي اجتمعت لإيجاد حل، وان تعاطى كلّ منها بحسب أجندته السياسية، لم تستطع الاتفاق أقله على بيان ختامي. وهذا يفسّر عدم الاتفاق على آلية متابعة ولجنة تنفيذ، وهذا يصرف في لبنان انه حضّ على ضرورة ايجاد حل داخلي يمكن ان يستثمر فيه الخارج المعني: مباركة او تفشيلا، المهم ان نتحرك".
وكشف المصدر ان الاستحقاق الرئاسي يسير في خطين: الاول ترتيب مناخ مؤثر وليس بالضرورة مُلزم على سلة تفاهمات متكاملة وهذه الخطوة حتى الآن صعبة الانجاز. والثاني استخدام مفتاح الرئيس لفتح الابواب الاخرى وهذا ليس مضموناً، وبالتالي الكلام لا يعدو كلاماً والقوى السياسية على تَموضعاتها، والانتقال الى الخطة "باء" لم يحن بعد.
واكد المصدر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يعود الى الجلسات الفلكلورية ولن يدعو الى جلسة انتخاب الا اذا طرأ تغيير او تطور في المشهد السياسي.

إستيعاب الازمات
في غضون ذلك، علمت "الجمهورية" ان اتصالات حثيثة تجري على غير مستوى لاستيعاب الازمات الداخلية الناشئة في ظل حديث عن تسوية رئاسية قيد النضوج بما يؤدي الى إنجاز سلس للاستحقاق الرئاسي وتكوين السلطة الجديدة، وان الاتصالات منصبّة داخلياً وخارجياً على تسويق هذه التسوية وتمهيد الطريق الى انجازها خلال اسابيع من دون اي معوقات.
وقالت مصادر مطلعة ان التوجّه الآن هو اتخاذ ما أمكن من اجراءات للتخفيف من وطأة الازمات المستفحلة لإمرار المرحلة بأقل خسائر ممكنة ريثما تنجز الاستحقاقات في مهلة اقصاها نهاية ايار المقبل. واذا امكن قبل هذا الموعد في حال تسارَعت خطوات الحل على الصعد الداخلية والاقليمية والدولية.
وفي هذه الاثناء قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقناة "الجديد" مساء امس ان "الإجتماع الخُماسي في شأن لبنان في باريس لم يُحدّد أسماء لرئاسة الجمهورية، ونتمنى انتخاب رئيس جديدٍ للبلاد في أسرع وقت مُمكن"، مشيراً الى أن "تطور العلاقات السعودية - الإيرانية سينعكس إيجاباً على لبنان ونرحّب بالاتفاق بين المملكة والحوثيين في اليمن". ورأى أنه "لا مؤشرات لانتخاب رئيس جمهورية قريباً وهناك فريق يريدُ انهيار البلد بالكامل لِنبنيه من جديد".
وأضاف ميقاتي: "أعِي تماماً ما يحصل في البلد وأعلم المعاناة التي يعيشها المواطنون، ونسعى لتخفيف وطأة الضغط الإجتماعي الحاصل". وقال: "إنني أسعى لأن أكون همزة وصل بين اللبنانيين ولا أسعى بأيّ شكلٍ من الأشكال لأعود رئيساً للحكومة مُجدداً". ولفت الى "أنني مسؤول عن الإنتظام العام في البلد والقطاع المصرفي أساسي في البلد، وأسعى لحلحلة مسألة الإضراب الذي سينتهي خلال 48 ساعة"، مؤكداً "حماية القطاع المصرفي لإعادة انتعاش لبنان". وأضاف: "لا أتدخّل بعمل القضاء والحديث عن "تبييض أموال" ضمن المصارف في الشكل القائم غير مقبول إذ انه يضرّ بسمعة لبنان"، معتبراً أنّ "من أحرقوا فروع المصارف قبل أيّام ليسوا مودعين، والتقارير الأمنيّة حول ما حصل وصلتني وفيها كافة المعلومات". وأكّد: "إنني أطمئن اللبنانيين أن الوضع الأمني ممسوكٌ جيداً بشكل عام، وأحيّي الأجهزة الأمنية كافة على دورها"، كاشفاً أنه "طُلِب مني البحث عن مخرجٍ قانوني بشأن مسألة تمديد ولاية المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم والبحث مستمرّ بذلك".
وأعلن ميقاتي انه سيزور قداسة البابا فرنسيس خلال الشهر المقبل "من أجل مناقشة وضع المسيحيين معه في لبنان والشرق الأوسط، كما إنني سأبحث معه في ملف رئاسة الجمهوريّة"، لافتاً الى أننا "نسعى بقوة للحفاظ على تماسك الوطن وإنقاذه غير صعب، وأناشِد الجميع بالتكاتف والعمل على لجم الإنهيار".

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o