Feb 21, 2023 4:57 PM
خاص

تموضع سوريا بعد الزلزال...لا جديد تحت سقف الإرتدادات والعودة للعرب "مش واردة"

جوانا فرحات

المركزية - في قصر البركة العامر في مسقط وتحت فَيء العلمين السوري والعماني جلس الرئيس بشار الأسد  ونظيره المضيف سلطان عمان هيثم بن طارق الذي جدد تعازيه للأسد والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر مؤكدا استمرار بلاده في دعم سوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار. أما الأسد فأفاض في الحديث عن العلاقات الثنائية بين عمان وسوريا وضرورة تعزيز التعاون الثنائي بينهما.

هذه الصورة التي ستليها صورة رسمية أخرى للأسد من دولة الإمارات التي سيزورها في الساعات المقبلة تطرح علامات استفهام حول تموضع سوريا بعد الزلزال المدمر الذي أعطى النظام فرصة لتخطي العقوبات الدولية المفروضة عليه. أما بشار الأسد الذي ظهر مبتسماً في اليوم التالي منه، فلا يزال يتأمل بأن يأتي الفرج على دم ضحايا الزلزال والأنقاض وإن لم يفلح في تحقيق ذلك بشكل كبير.  

محليا المشهد لم يكن مختلفا. فحلفاء النظام الذين لم يقطعوا خطوط التواصل مع رجالاته سرا استغلوها فرصة لعبور خط المصنع رسميا ولقاء الأسد تحت ستارة التعزية. ولم يغب عن الأسد أن يكرر مقولته الشهيرة " أن العلاقة بين لبنان وسوريا هي علاقة أخوة بين شعبي البلدين، وهذا هو الاساس الذي من المفترض أن تنطلق منه السياسات الرسمية لخدمة المصالح المشتركة للشعبين والعمل من أجل مواجهة التحديات ".

بالتوازي أكّد رئيس لجنة الأخوّة والصّداقة البرلمانيّة اللّبنانيّة السّوريّة النائب علي حسن خليل أن الزيارة فتحت بابا لإعادة تموضع جديد للعلاقات اللّبنانيّة- السّوريّة في الحياة السّياسيّة الحاليّة، وخلقت أجواء مختلفة سيُبنى عليها لتنظيم بعض الملفّات المشتركة من الباب للباب من دون مواربة  تمامًا كما كانت العلاقات تاريخيًّا".

لعله من الصعب جدا قول كلمة "شكرا" هذه المرة لأن الحدث كارثي، لكن استغلاله فتح الباب أمام الأسد لإعادة تموضعه على المستويين الداخلي والخارجي. والأهم من كل ذلك، أنه سمح للعلاقات التي كانت تتم داخل الغرف السوداء بالخروج إلى العلن على ما يقول رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي ل"المركزية" لا سيما على المستوى المحلي" فالموجودون في السلطة اليوم هم جماعة حزب الله وسوريا وقد وجدوا في الزلزال المدمر فرصة مناسبة لتظهير ما كانوا يتكتمون عنه خجلا من المجتمع الدولي وخشية فضح العلاقات التي كانت مفتوحة سرا".

وفي السياق يعود نيسي إلى الزيارة التي قام بها وفد لبناني إلى سوريا قبل انتخابات الـ2022 النيابية بحيث ضم مرشحين على مقاعد نيابية ومسترئسين وسياسيين"وبالتالي فإن العلاقة لم تنقطع يوما مع النظام السوري، وعلى رأسه بشار الأسد، لكنهم استغلوا المأساة ووجدوها فرصة للذهاب إلى سوريا ووضع أجندة سياسية".

إذا الجديد في المشهد هو استغلال تركيبة المنظومة السياسية للمأساة إلإنسانية. وإذا افترضنا أن لكل فعل هناك رد فعل، إلا أن التفاعل الرسمي والحزبي والسياسي المعارض  لم يتظهّر حتى الساعة والظاهر أن فئة كبيرة منه بدأت تظهر العلاقة بالطريقة المناسبة.

"كل هذا في كفة وموقف حزب الله في كفة". يقول نيسي موضحا "في الإنتخابات النيابية الأخيرة أسقط حزب الله كل حلفاء سوريا فهل سيسمح بعودة النفوذ السوري إلى لبنان؟ ويضيف، الأمر مستبعد بدليل أن الوفد الذي زار سوريا ضم نوابا محسوبين على نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر ومن يبدي تعاطفا مع سوريا. الإستثناء الوحيد يتوقف على ما يريده الحزب، إلا إذا كان سيقول الأمر لي في سوريا ولبنان بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا ". أما على مستوى المعارضة فلا يرى نيسي أن الأمور ستختلف لا سيما أن كل مرشح للرئاسة يعتبر أن حزب الله هو المفتاح لوصوله. وطالما أن الكلام يركز على رئيس مهمة وليس مواجهة، فهذا يؤكد أن الهدف هو الحصول على دعم الحزب .وباستثناء المرشح ميشال معوض الذي طرح نفسه منذ البداية كمرشح مواجهة مع الحزب ولا يمكنه التراجع ، يبقى حزب الله الممر الإلزامي لوصول مطلق مرشح إلى بعبدا".

على المستوى الإقليمي، يؤكد نيسي أن لا جديد على مستوى عودة العلاقات بين سوريا والإمارات وعمان .فالأولى، وبعد توقيعها الإتفاق مع إسرائيل لم تقفل أبوابها ولا حدودها مع سوريا بحيث زارها وزير خارجيتها. أيضا أبواب السلطنة مفتوحة أمام بشار الأسد والسوريين.

الجديد بحسب نيسي أن سقف الزيارات ارتقى بعد مأساة الزلزال بحيث انتقل من مستوى وزراء الخارجية إلى الرؤساء . وعن إمكانية عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية يؤكد أن أفعال الأسد الجرمية في حق شعبه لن تمحوها ارتدادات الزلزال المدمر، والغرب مزعوج من عدم فتح الأسد ممرات للمساعدات الى المناطق المنكوبة وغالبيتها من الأكراد ،في المقابل يسمح بدخولها إلى مناطق تخضع لنفوذ النظام السوري وحزب الله". ويختم نيسي"قطعا ليست هناك أية مبادرة لعودة سوريا إلى الحضن العربي، والممر الأساسي لذلك التوجه إلى مرحلة إنتقالية من خلال اتفاق أممي لم يحصل حتى اللحظة".    

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o