الصراع القضائي- المصرفي فصل ضمن سيناريو المؤامرة...القطاع يتهاوى
التمديد لابراهيم بين ميقاتي والخليلين...قرار اداري وجلسة حكومية قريبا
موفد الراعي في معراب وتحالف مار مخايل نحو النهاية الحزينة
المركزية- على خط رعب الزلازل وهزاتها الارتدادية يقبع اللبنانيون المكتوون بأزمات وطنهم المزلزل واعصابهم التالفة جراء الانهيارات اليومية المتتالية على مختلف الاصعدة، سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا. واذا كانت حركة الارض من ضمن عوامل جغرافية طبيعية اعتادتها الانسانية على مر العصور، تتسبب بكوارث انسانية ومآساة جماعية، فغير طبيعي ان يتسبب الانسان نفسه بكوارث على غرار تلك التي تفتعلها المنظومة السياسية اللبنانية بشعب هذا الوطن الذي تنطبق عليه عن حق مقولة" عايش من قلة الموت".
آخر فصول "هزات البدن" اللبنانية تمثل بهجمات القضاء المحرّك سياسيا، في اتجاه دكّ اخر معالم دولة لبنان التي شكلت على مدى عصور مصرف الشرق وخزينة العرب، والمتمثل بمحاولة اقفال المصارف بعدما فشلت مساعي ترهيبها، تحت ستار تبييض اموال ليس من يثبته، وان وُجد، وحتى ذلك الحين، تصبح الرحمة جائزة، ليس على المصارف فقط، انما قبلها على ما تبقى من ودائع يمكن تحصيلها ولو بالقطارة؟ سؤال واحد يطرحه اللبنانيون الواعون لمسلسل التدمير الممنهج لمقومات صمود لبنان: هل باقفال المصارف تسترجع الودائع، وماذا عن انهيار الثقة العالمية بالقطاع المصرفي اللبناني ووقف البنوك المراسلة التعامل معه؟ وتبعاً لذلك، كيف يستمر اقتصاد لبنان، هل بقضاء حسن يتمدد كالنار بين الهشيم في مناطق لبنان كافة ويجري عمليات مصرفية محدودة من خارج القانون؟ الف سؤال وسؤال لا يلقى اجابات شافية، لكن جوابا واحدا بات مثابة يقين: سيناريو تدمير لبنان يقترب من لحظة تحوله الى حقيقة والمؤامرة مستمرة!
رعب وقلق: في وقت تجدد الرعب داخليا من الهزات الطبيعية بعد ان شعر اللبنانيون امس بقوة، بهزة ضربت تركيا مساء، لم يحجب هذا الخوف القلقَ الكبير في ظل تحليق الدولار في السوق السوداء وارتفاع اسعار المحروقات وكل السلع.
الخليلان عند ميقاتي: في ظل هذه الاجواء، رقعة الازمات تتسع. وغداة اخفاق هيئة مكتب المجلس النيابي في التوصل الى اي اتفاق حول جلسة لمجلس النواب امس، مع اصرار التيار الوطني الحر على مقاطعتها، الامر الذي قد يخلق شغورا في رأس المديرية العامة للامن العام، علمت "المركزية" ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استقبل امس الخليلين، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ولنصرالله الحاج حسين الخليل وتركز البحث على كيفية ابقاء اللواء عباس ابراهيم في موقعه عشية انتهاء ولايته في 2 آذار المقبل، والمشروع الذي يتم اعداده للتمديد بقرار اداري يصدر عن رئيس الحكومة ومعه وزير الداخلية ان لم يكن ممكنا بقرار يتخذه وزير الداخلية لان له الوصاية على المديرية العامة للامن العام او عبر قرار يتخذ في جلسة لمجلس الوزراء تعقد قبل نهاية الشهر الجاري.
النزاع مستمر: في الاثناء، النزاع المصرفي – القضائي على حاله ومعه اضراب المصارف. في السياق، أعلن بنك بيروت أن القاضية غادة عون قرّرت ختم مركز الداتا العائد للمصرف وليس أحد فروعه ، كما تردد. وأصدر المصرف اليوم البيان الآتي "يدين بنك بيروت الخرق الفوري والمتمادي لقاعدة سريّة التحقيق والذي يشكّل جريمة جزائية مستقلة هدفها الإساءة إلى سمعة القطاع المصرفي اللبناني ككل. ويوضح أنه بتاريخ 21 شباط 2023، وخلال تنفيذ الخبير المعيّن من القاضية غادة عون مهمّته المتمثّلة بالاستحصال على حسابات رئيس وأعضاء مجلس إدارة ومدراء ومدققي الحسابات في بنك بيروت بمفعول رجعي ابتداءً من الأول من كانون الثاني 2016، صرّح بنك بيروت بأنه بحاجة إلى وقت إضافي للتدقيق في المعلومات المطلوبة. فقرّرت القاضية عون ختم مركز الداتا في المنصورية حيث الأجهزة، بالشمع الأحمر إلى حين ورود جواب من المصرف على مهمة الخبير. فانتقل الخبير صباح اليوم إلى مركز الداتا وختمه بالشمع الأحمر بمؤازرة من أمن الدولة".
ايجاد مخارج: واذ حال هذا الاشتباك دون التئام الاجتماع المالي امس في السراي في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والذي كان يجب ان يبحث في حلول للجم تحليق الدولار، أشار الوزير السابق نقولا نحاس إلى أن همّ ميقاتي إعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي في ملف المصارف بالشكل الذي يحافظ على مصالح الناس. واعتبر في حديث اذاعي ان ما نشهده من أزمة مصرفية هو بمثابة هبوط في النظام ككل ولا يجوز المعالجة بالقطعة بل بمقاربة شاملة وعامّة. وأوضح أن ميقاتي يعمل على ايجاد المخارج المناسبة من أجل الحفاظ على القطاع المصرفي كما حقوق المودعين، آملاً التوصل الى حلحلة خلال الأسبوع الجاري وإعطاء كل ذي حق حقّه.
بدل نقل: اقتصاديا ايضا، رأس ميقاتي اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام قبل طهر اليوم في السراي. وفي خلاصة البحث تم التوافق على تكليف وزارة المال اعداد تصوّر اولي يتعلق ببدل انتاج اضافي يعطى لموظفي القطاع العام وبدل نقل، ليتم اقرار هذا الموضوع في جلسة قريبة لمجلس الوزراء.
الحزب لفك التحالف: سياسيا، يبدو ان الجرة انكسرت بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ليس بعيدا، أوضح عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جيمي جبور أنه "لم يبق من تفاهم مار مخايل الا حفظ ظهر المقاومة ولم يعد هناك شراكة والتباعد بين التيار الوطني الحر وحزب الله حاصل والانفصال واقع". وذكر في حديث تلفزيوني أن "جبران باسيل فضل التفاهم الوطني والمبادئ السياسية على أن يطعن بحزب الله ونحن أحرار في خياراتنا السياسية وعندما كنا متفقين مع الحزب كانت يدنا ممدودة لاميركا التي كانت ترفض مد اليد". وقال "حزب الله فضل فك التفاهم مع التيار الوطني واعتبر انه لم يعد هناك لزوم للعلاقة التحالفية مع التيار واتخذ القرار ". وأشار الى ان "باسيل رفض البحث مع حزب الله بموضوع الاسماء حول الانتخابات الرئاسية ورفض اعطاء اي اسم طالما الحزب يتحدث بسليمان فرنجية".
موفد الراعي في معراب: رئاسيا ايضا، التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية المطران أنطوان بونجم، موفدا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. عقب الاجتماع الذي استغرق ساعة من الوقت، وصف المطران ابو نجم اللقاء بـ"الجيد"، اذ تم البحث في مسائل كثيرة. ودعا الجميع، ولا سيما المسيحيين، الى "الصوم والصلاة عن نية لبنان باعتبار ان الشرَّ كبيرٌ في هذا البلد واذكّر ان يسوع المسيح قال لنا إن هذا النوع من الشياطين لا يخرج الا من خلال الصوم والصلاة، انطلاقا من هنا نشدد على هذا النداء".
بكركي لرئيس سيادي: الى ذلك، إستقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وفد الجبهة السيادية وجرى البحث في المستجدات الأخيرة على الساحة اللبنانية وعلى رأسها الملف الرئاسي. وبعد اللقاء قال شمعون "نقدّر ونثمّن حكمة صاحب الغبطة في ما يتعلق بالملف الرئاسي، وقد تناقشنا في هذا الأمر الذي تحوّل الى أزمة، وشددنا على ضرورة التوافق على رئيس ماروني يحوز على ثقة الطائفة المارونية بالدرجة الأولى، والطوائف الأخرى لأنه سيكون رئيسا لكل لبنان. هذه الزيارة هي ضمن سلسلة زيارات نقوم بها لجميع الفعاليات في لبنان من أجل الخروج من هذا المأزق وانتخاب رئيس يليق بهذا الوطن". واذ وصف شمعون اللقاء بالمفيد والجيد اكد ردا على سؤال أن البطريرك الراعي كان واضحا من حيث مطلبه برئيس جمهورية سيادي غير منحاز، بل يعمل من أجل لبنان ومستقبله، ونأمل أن نصل لهذه الغاية بهمّة الجميع".