قراءة في التنسيق السعودي – الاسرائيلي لمواجهة ايران

لورا يمين

المركزية-  أفادت ستة مصادر مطلعة وكالة "بلومبرغ"، بأنّ إسرائيل كثّفت محادثاتها مع السعودية بدعم من واشنطن، لتوثيق العلاقات العسكرية والاستخباراتية لمواجهة "عدوّهم المشترك إيران".

وجاءت هذه المحادثات قبيْل الاجتماع الأخير لمجموعة العمل حول الدفاع والأمن في الرياض بين الولايات المتحدة و"مجلس التعاون الخليجي"، فيما من المتوقع "استكمال هذه الجهود في براغ، العاصمة التشيكية، لتتزامن مع مؤتمر ميونيخ للأمن"، الذي بدأ في وقت سابق. في السياق، قالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط، دانا سترول، إنّ واشنطن ترى أنّ "المناطق الأخرى التي تبدأ بالاندماج والجلوس على نفس الطاولة مع إسرائيل تخدم الاستقرار والأمن في المنطقة".
كذلك، أفاد ديبلوماسيون كبار قناة "آي24 نيوز" الإسرائيلية، بأن "الاتصالات الرسمية بين المملكة العربية السعودية والدولة اليهودية تضاعفت خلال الأشهر الأخيرة"، ممّا عزّز فكرة أنّ البلدين قادران على بناء رابطة استراتيجية. وتابعوا أنّ تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والكيان المحتل هي "مسألة وقت فقط".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه المعطيات لافتة من حيث توقيتها والمضمون. الرياض لن تلجأ الى اي تطبيع للعلاقات مع الكيان العبري قبل التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية، وهو ما يردده مسؤولوها دائما، غير ان ذلك لا يمنع ان تُنسق معه امنيا برعاية أميركية لحماية نفسها في وجه التهديدات الايرانية، سيما بعد ان اخترقت المسيّرات الايرانية أجواءها اكثر من مرة في الاشهر الماضية. وقد يمهد هذا التواصل الامني اليوم، لتوقيع اتفاق سلام بين الجانبين، مستقبلا، عندما تذلل العقبات التي لا تزال تحول دون ذلك وأبرزها المسألة الفلسطينية كما أسلفنا...

اما من حيث التوقيت، تتابع المصادر، فان هذه المعطيات تؤكد ان لا حوار او تهدئة (فعليين) بين المملكة وايران في المدى المنظور، وهي تدل ايضا على ارادةٍ عربية - غربية مشتركة بتطويق نفوذ طهران في المنطقة ومنعها من تهديد استقرارها، وقد تحوّلت هذه المسألة همّا مشتركا للجانبين، عابرا للاصطفافات لدى العواصم الكبرى، والتنسيقُ قائم في ما بينها للوصول فعلا الى تطويق ايران وأذرعها... هو مسار طويل، لكن لا بد ان يصل الى أهدافه ولو بعد حين، تختم المصادر.

***