Feb 15, 2023 7:58 AM
صحف

جدار "حزب الله" لا يزال يمنع مرور انتخاب رئيس للجمهوريّة

باتت واضحة لمراقبين سياسيين لبنانيين نية "حزب الله" تعطيل استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، وعدم تلقّفه أيّ مبادرة محلية هادفة إلى محاولة إحداث خرق في "جدار" المراوحة. وقد ظهر ذلك جلياً خلال الحراك الذي قام به السياسي اللبناني وليد جنبلاط في إطار محاولة لتحريك الرمال الرئاسية الراكدة وإنهاء الشغور الحاصل، مقترحاً أسماء أرادها وفق ما سمّاه "من خارج سياق مرشحي التحدي إلى أي محور انتموا". وانطلقت حركة مشاوراته من اختيار ثلاثة أسماء شملت قائد الجيش العماد جوزف عون، النائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد أزعور.

وشملت لقاءات جنبلاط موفداً من "حزب الله" ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، لكن الاستنتاجات التي انبثقت منها أكدت المؤكد لجهة عدم استعداد فريق "حزب الله" لإنهاء الشغور ورهانه على دعم وصول سليمان فرنجية إلى منصب الرئاسة. أيّ تفاصيل يمكن أن تختصر حال التعطيل المستمرّ لاستحقاق الرئاسة الذي يمارسه "حزب الله"؟

بحسب معطيات "النهار العربي" التي تؤكدها مصادر سياسية واسعة الاطلاع مقرّبة من جنبلاط، فإن الجوجلة الرئاسية التي قام بها في الأيام الماضية أفضت إلى الآتي: أولاً، يتعامل "حزب الله" بضبابية مع الاستحقاق الرئاسي ولا يعبّر عن رأيه بوضوح حيال الأسماء التي طرحها جنبلاط ولا يقارب الاستحقاق الرئاسي بأسلوب فاعل. وتشير هذه الأجواء بوضوح إلى غياب ترجيح أي متغيرات في مقاربة محور "الممانعة" الرئاسية في مرحلة قريبة، واستمراره في سياسة الانتظار وعدم قابليته لإنهاء الشغور الرئاسي في إطار مرشحين يمكن أن يشكلوا حالة توافقية غير محسوبة على أي محور سياسي.

ثانياً، تؤكّد المعلومات أن لقاء عين التينة الذي جمع جنبلاط مع بري خرج باستنتاج واضح فحواه أن فريق 8 آذار الممانع يراهن على "حظوظ" ما في ما يخص ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية؛ وهذا ما رشح من أجواء المداولات التي لفتت إلى استمرار ذلك الفريق بدعم ورقة فرنجية الرئاسية وعدم انتقاله إلى التفكير في مرشّحين آخرين في المرحلة الراهنة.

ثالثاً، تشير المعطيات إلى أن بري أعرب أمام جنبلاط عن إمكان بحث أسماء للرئاسة في مرحلة لاحقة خارج إطار اسم فرنجية، لكن ذلك يمكن أن يحصل عندما يحين معطى مناسب للحديث في أسماء أخرى؛ بما يعني التمسك بفرنجية حتى بروز صورة مغايرة عن الحالية.

كيف يمكن قراءة إصرار فريق "حزب الله" على تعطيل استحقاق الرئاسة خارج إطار اسم أوحد يريد إيصاله؟ وكيف يتسبّب ذلك في منع الحلّ اللبناني وإبقاء المراوحة على حالها؟

عن تعطيل "حزب الله" للاستحقاق الرئاسي، يتساءل الأمين العام لـ"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" مصطفى علوش: "ماذا يمكن أيّ رئيس أن يفعل في ظلّ هيمنة "حزب الله" على البلاد وحيازته مقاليد السلطة؟ الواقع أن "حزب الله" لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية إلا وفق إرادته، ما يجعله يعطّل الاستحقاق الرئاسي في المرحلة الراهنة، بانتظار بروز تطوّرات على المقلب الإيراني أو اختيار رئيس يؤكد الهيمنة الإيرانية على لبنان. والحزب هو المسؤول الفعلي عن الدولة الفاشلة في وقت وجود رئيس على رأس دولة فاشلة كما عدم وجوده".

ويقول علوش لـ"النهار العربي" إنّ "الوضع اللبناني العام لم يختلف بين مرحلتي العهد الرئاسي السابق والشغور الراهن"، ويفضّل عدم تكرار التجربة الرئاسية الماضية، "وليست المسألة مرتبطة بالتعود على غياب رئيس للجمهورية، لكنها أشبه بتنصل من المسؤوليات. وإذا كان لا أحد يتعود على غياب سلطة تردع وتحمي، لكن اللبنانيين تعودوا على الوضع في غياب تمتّعهم بالحماية وتردي الأوضاع في الشكل الهائل"، يضيف.

ويشير علوش إلى أن "الحلّ يتمثّل في انتخاب رئيس يقود عملية الإنقاذ في إطار اتخاذ قرار بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة الذي يستوجب أن يسبق أي انتخابات رئاسية. وتترجم الحلول في العودة إلى الدستور اللبناني وتطبيق بنود وثيقة الوفاق الوطني (الطائف) والعمل في سبيل إصلاح علاقات لبنان بالدول العربية واحترام القرارات الدولية وفتح الباب أمام عودة الاستثمارات إلى البلاد وقوّة عمل في مؤسسات الدولة قادرة على العمل الإيجابي لا السلبي. ومن هنا، ضرورة تحويل الاهتمام الداخلي إلى انتخابات الرئاسة والانطلاق في ورشة إعادة النهوض استناداً إلى النقاط الإصلاحية لاستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o