Feb 15, 2023 7:01 AM
صحف

14 شباط.. الحريري كأنه لم يغِب

لم تكن المرة الأولى يحتشد مناصرو تيار «المستقبل» في ساحة الشهداء لإحياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري، فهم كانوا على الموعد كل سنةٍ لإطفاء «شمعة الموت» وتجديد «الوعد بإكمال الدرب».

لكن 14 شباط 2023 جاء مختلفاً، حيث كان اللقاء مزدوجاً على الضريح، مع «دولة الشهيد» الذي يقيم في قلب بيروت الذي توقّف لحظة اغتياله ولم يستعِد منذ ذلك التاريخ المشؤوم نبضَه المعهود، ومع الرئيس سعد الحريري «العائد» من اعتكافٍ عن العمل السياسي أعلنه قبل 13 شهراً ولم تتوافر بعد عناصر «العودة عنه»، بحسب "الراي" الكويتية.

مدجَّجةً بالرمزيات، جاءت المشهديةُ الحاشدةُ في محيط المسجد، حيث فاضتْ مشاعرُ احتبستْ خلف دموعٍ مكتومةٍ في عيون الحريري الابن، الذي تَعَمَّد أن يغلّب الطابعَ الوجداني والاجتماعي على المناسبة هذه السنة، ويغيِّب السياسةَ التي يغيب عنها بقرار «اختياري - قسري» اتخذه بعد سلسلةِ خيْباتٍ ومسارٍ أقرب إلى «التنكيل السياسي» الداخلي واقتناعٍ «بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان، في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة»، وفق ما كان جاء في بيان الاعتكاف.

فالحشد الذي التفّ حول الضريح، بدا وكأنه أتى، لا ليذرف دمعةً بل ليغرف قطرة ضوء من حيث يرقد حلمٌ انكسر ومعه خاطر بيروت التي مازالت ترثو مستقبلها، وهي مضرجة بـ «دم» وطنٍ مازال يُسفك في صراعٍ إقليمي اقتيد إليه منذ 2005 وأطاح تباعاً بكل «أحزمة الأمان» التي كانت تزنّره و«أهدى» بلاد الأرز حزاماً ناسفاً انفجر منذ 2019 بواقعها المالي والاقتصادي والنقدي والمصرفي الذي تحوّل... حطاماً.

على الضريح، لاقى الآلاف، الحريري الذي انسحب من المشهد السياسي من دون أن تُسحب منه زعامةٌ أراد جمهوره، أن يؤكد أنها لا تؤول لغيره، فكان شعار «ما خلصت الحكاية» بمثابة تجديد المبايعة لـ «الحريرية السياسية» ولسعد رفيق الحريري إلى أن يضع نقطةً في آخر سطر مسيرةٍ لم يعلن نهايتَها بعد.

ممتنّاً كان الحريري لجمهوره الذي تقاطر من دون تحشيدٍ أو أطر تنظيمية متمنياً عليه العودة عن تعليقه العمل السياسي، وهو حرص على مصافحة الصفوف الأولى من المناصرين الذين رفعوا صوره والرئيس الشهيد وكانوا يهتفون باسمه وقرأوا معه سورةَ الفاتحة عن روح الحريري.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o