Feb 14, 2023 6:54 AM
صحف

سفراء "اللقاء الخماسي": عدم انتخاب رئيس سيرتب إعادة النظر في العلاقة مع لبنان

في رسالة سياسية واضحة للمسؤولين اللبنانيين، حذّر سفراء ما يُعرف بـ«اللقاء الخماسي»، من أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيرتّب إعادة النظر في مجمل العلاقات مع لبنان، مؤكدين أن الدعم له سيبدأ بعد انتخاب الرئيس وتنفيذ الإصلاحات.
وأتت مواقف السفراء خلال لقائهم أمس (الاثنين) كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، وذلك بعد أسبوع على «اللقاء الخماسي» الذي عُقد في باريس، وجمع ممثلين لكل من واشنطن والرياض وباريس والدوحة والقاهرة، للبحث في الشأن اللبناني، وانتهى من دون أن يَصدر أي بيان رسمي أو توصيات محددة.

ووصفت مصادر مطلعة على اللقاء الذي جمع بري مع السفراء، الأجواء بـ«الإيجابية لناحية التطابق في وجهات النظر بين الوفد ورئيس البرلمان وتحديداً على أهمية الإسراع والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية»، لافتةً في الوقت عينه إلى أنه «لم يتم التطرق إلى الأسماء، بل كان هناك تشديد على أهمية برنامج الرئيس الذي لا بد أن يلي انتخابه تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بدا واضحاً مما قاله الوفد أن الرهان يبقى على الداخل اللبناني والأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن». من هنا رأت المصادر أن حرص الدول الخمس على إرسال ممثليها للقاء المسؤولين اللبنانيين «دليل على اهتمامهم بلبنان وأن هناك إرادة لمساعدة اللبنانيين على أن يقوموا هم بمساعدة أنفسهم».

وقالت مصادر مطلعة على لقاءات الوفد لـ«الشرق الأوسط» إن «السفراء حملوا رسالة شديدة اللهجة وغير مسبوقة في ظل تعذر انتخاب الرئيس بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الفراغ»، لافتةً إلى تأكيدهم أنه «لن تكون هناك مساعدة للبنان قبل إنجاز الاستحقاق»، معتبرين أنه «ليست هناك استجابة للإصلاحات المطلوبة». ونقلت المصادر عن الوفد قوله: «نحن حريصون على لبنان، لكن لا يمكن أن نحل مكان اللبنانيين، والمسؤولية تقع على النواب»، محذرين من أنه «إذا لم ينتخبوا رئيساً فإن الوضع سيكون من سيئ إلى أسوأ»، ملمحين إلى «موقف سلبي من الذين يعطلون الانتخابات». ومع تأكيد الوفد، حسب المصادر، أن «ليس هناك فيتو على أي شخصية، كما أنهم لا يدعمون مرشحاً دون آخر، أكدوا أن الاجتماعات ستبقى مفتوحة».

في المقابل، لفتت المصادر إلى أن رئيس البرلمان أوضح للوفد أنه سبق أن دعا إلى الحوار لكنّ هناك من يرفض الخطوة، معتبراً أن الجلسات تحولت إلى مهزلة، مؤكداً أنه لا بد من إيجاد مناخٍ مؤاتٍ لانتخاب رئيس، وقال: «لدينا أسابيع وليست أشهراً لأن البلد لم يعد يحتمل». كما ذكّر بمواصفات الرئيس التي سبق أن تحدث عنها وهي أن «يجمع لا يفرّق، وأن يكون منفتحاً على المجتمع الدولي».

 من جهة أخرى، أشارت مصادر مطلعة لـ"الاخبار" ان السفراء لم يدخلوا في لعبة الأسماء، مؤكدين أن «الاجتماع ناقش مواصفات الرئيس وأن انتخاب شخص يتطابق مع هذه المواصفات على أن تواكب الخطوة بتشكيل حكومة قادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة سيدفع الدول إلى مساعدة لبنان للنهوض اقتصادياً والخروج من محنته الراهنة». وكان السفراء وفقَ المصادر «صريحين بالإشارة إلى أن تعطيل الاستحقاق سيعرض لبنان والمعطلين فيه إلى إجراءات محددة»، ما دفع بري للقول بأنه «كرئيس للمجلس قام ويقوم بكل ما هو مطلوب منه وبأن خلافاً كبيراً بين مختلف القوى السياسية والمسيحية تحديداً يمنع إنجاز الاستحقاق حتى الآن».

أما الجمهورية، فرأت ان اللافت في زيارة السفراء الى عين التينة والسرايا الحكومية انّ الاجواء التي نقلوها لم تخرج عن سياق ما سبق وأعقب من توقعات حول الاجتماع الخماسي في باريس، لا سيما لناحية التأكيد ان هذا الاجتماع لم يكن في موقع البحث في اسماء مرشحين او في معايير ينبغي ان تتوفر فيهم، كما انه لم يكن في موقع التقرير عن اللبنانيين في شأنٍ يخصّهم وحدهم ويُلقي عليهم مسؤولية اختيار رئيس البلاد. بل قاربَ الملف الرئاسي من زاوية الضرورة القصوى لِحسمه، وتوجيه رسالة واضحة للبنانيين بأنّ الحل بيد اللبنانيين، والكرة الرئاسية في ملعبهم.

وفي المعلومات انّ اسئلة طرحت على السفراء عمّا أوجَب الغموض الذي ساد بعد الاجتماع الخماسي وعدم صدور بيان حوله، خصوصاً انّ بعض القراءات اعتبرت ذلك مؤشراً الى سلبيات وخلافات في الرأي بين المجتمعين، فنفى السفراء وجود اي تباين بين دول الاجتماع، بل انّ المقاربات كانت عميقة ومفصلة وأحاطت الملف الرئاسي من كل جوانبه. وخَلص الاجتماع الى الاتفاق على استمرار المشاورات، وهذا هو السبب الجوهري في عدم صدور بيان، حيث ان الاتصالات استمرت بعد الاجتماع، وهي ما زالت مستمرة وترتكز على قاعدة اساسية وهي دعم لبنان وتشجيع القادة فيه على انتخاب رئيس للجمهورية، الذي يشكّل الباب الاساس لتلقّي لبنان الدعم الحقيقي، الذي ينبغي ان يواكب المهمة الاساسية المنتظرة من لبنان، اي تنفيذ الاصلاحات الضرورية بصورة شاملة».

على انّ نبرة السفراء اتّسَمت بشيء من الحدة حيال تقاعس اللبنانيين في إنجاز الملف الرئاسي سريعاً، وقالوا انّ على اللبنانيين ان يتجاوبوا مع كل جهود ومساعي اصدقاء لبنان الرامية الى انقاذ بلدهم واخراجه من ازمته التي تزداد صعوبة ومأساوية، وحذّروا في الوقت نفسه من انّ عدم التجاوب، وعدم انتخاب رئيس جديد سيرتّب اعادة النظر في مجمل العلاقات مع لبنان».

وفي خلاصة كلام السفراء ان الوضع في لبنان تعيس وبات يوجِب على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم، ولذلك المبادرة هي في يد المسؤولين في لبنان، وكذلك في يد النواب حيث عليهم ان يقوموا بواجباتهم وانتخاب رئيس، وإن لم يقوموا بهذا الواجب، سيجعل الدول الخارجية الصديقة والشقيقة في حلّ من هذا الامر، ولن تكون اكثر حرصاً من المسؤولين اللبنانيين على بلدهم».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o