مصدر فرنسي يشرح مضمون اجتماع باريس: تداعيات سلبيّة على المعطّلين في لبنان

أكد مصدر فرنسي رفيع متابع للوضع اللبناني، أن الاجتماع الخماسي لممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر على مستوى كبار الموظفين، خلص إلى اتفاق تام بين الدول الخمس على أن على البرلمان اللبناني أن ينتخب بأسرع وقت رئيساً غير فاسد ويحظى بأوسع أغلبية تمكنه من العمل مع فريق حكومي ينفذ إصلاحات مطلوبة دولياً، وأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يجب أن يستمر في مجراه القضائي حتى النهاية.
 
وشرح المسؤول أن الدول الخمس أجمعت على التعبير عن قلق مشترك حيال الأزمة التي تتفاقم في لبنان والمأزق السياسي الذي يعطل أي حل، وكذلك على ضرورة وجود قيادة في لبنان لاتخاذ الإجراءات الملحة لتلبية حاجات البلد وشعبه. وجدد المجتمعون التزامهم سيادة لبنان واستقلاله، ودعوا القيادات السياسية والنواب إلى اتخاذ كل الإجراءات الضرورية بشكل ملح وسريع لإعادة استقرار الوضع في وجه الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يواجهها البلد.
 
ولفت المجتمعون إلى أنه بعد ثلاثة أشهر على انتهاء رئاسة ميشال عون، فشلت الطبقة السياسية في انتخاب رئيس، هو من مسؤولية البرلمان وأعضائه، كما نظروا بقلق إلى غياب حكومة تمارس مهامها كاملةً، ما يجعل الإجراءات المنتظرة من صندوق النقد الدولي والأسرة الدولية غير منفذة.
 
وعبّر المجتمعون عن قلق بالغ من غياب احترام دولة القانون، بما فيه التحقيق في انفجار المرفأ، داعين إلى استمراره. وذكّروا بتأييدهم للشعب اللبناني، لافتين إلى أنه لا يمكن أن يمثل بديلاً لعمل الحكومة والبرلمان الذي عليه أن يتحمل كل مسؤولياته نحو المواطنين اللبنانيين. واتفق الجميع على أن الذين يقومون بالتعطيل سيواجهون نتائج سلبية.
 
وسأل "النهار العربي" المسؤول إذا كان ذلك يعني فرض عقوبات فردّ قائلاً إنه جرى البحث في كل الاحتمالات، ولكن تم الاتفاق على هذه العبارة "تداعيات سلبية على المعطلين". (negative repercussions). وركز المجتمعون على أن لبنان يستحق رئيساً غير فاسد يضع مصالح البلد في أولويته، على أن يكون بإمكانه أن يجمع تحالفاً واسعاً يضم الجميع لتنفيذ الإصلاحات الضرورية التي يحتاج إليها البلد، وأن يحظى بثقة الأسرة الدولية، وأن يكون بإمكانه أن يحمي وحدة البلد.

ورداً على سؤال عما إذا كان لدى هذه الدول آلية لخرق المأزق الحاصل في لبنان قال: "هذا هو ما عبرنا عنه في القول إن التعطيل يؤدي إلى نتائج سلبية، وهو رسالة واضحة". وأضاف أنه بعد هذا الاجتماع تم الاتفاق على أن كل دولة شاركت في الاجتماع ستوجه هذه الرسائل إلى محاوريها في لبنان، وفرنسا ستوجهها إلى الجميع لأنها على تواصل مع جميع الأطراف، ويعود إلى كل دولة أن تقرر كيف توجه رسالتها إلى محاوريها.
 
وسأل "النهار العربي" إذا كانت تمت تسمية المعطلين قال المسؤول: "لا، هذا المسار سيتيح فعلاً للجميع تحديد هوية المعطلين، ولو أن كلاً من المجتمعين لديه فكرته الخاصة حول من يعطل، فبعد اختبار النيات الحسنة عبر الاتصالات التي ستجريها الدول الخمس، كل على حدة مع محاوريها، ستكون هناك إمكانية لتحديد هوية المعطلين".

وعن ضرورة انتخاب رئيس يحظى بأغلبية واسعة تضم أكبر عدد من الأطراف سأل "النهار العربي" إذا كان ينطبق ذلك على المرشحين سليمان فرنجية وميشال معوض أو قائد الجيش فأجاب: "هذا لا نعرفه، ينبغي اختباره عبر تصويت البرلمان ولم نخض في الأسماء".
 
وعما إذا ستكون هناك اجتماعات أخرى قال: "بعد توجيه الرسائل سنتشاور مجدداً، ولكن ليس بالضرورة عبر اجتماع". وعزا عدم نشر بيان عن الاجتماع إلى أن تقليد نظام الخارجية الفرنسية أنه عندما يكون هناك اجتماعات لكبار الموظفين فلا داعي لنشر بيانات بعد ذلك، وأن ما قاله هو مضمون الاتفاق بين الدول الخمس.
 
وشاركت في الاجتماع سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروتي شيا الى جانب رئيسة الوفد باربارا ليف ومعاونيها، والسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو الى جانب كل من باتريك دوريل المستشار الرئاسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا وآن غيغين مديرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية .
 
وقال مصدر دبلوماسي غربي آخر إن كلاً من المشاركين لديه في بلده آلية للضغط وإقناع محاوريه والضغط على من يعطل وسيجري ذلك بسرعة لان هذا لا يمكنه ان يستمر.
 
وأوضح المصدر أن الاجتماع تطرق الى حاكم مصرف المركزي رياض سلامة وضرورة مغادرته منصبه في تموز (يوليو ). وقال المصدر إنه يجب إن يكون هناك رئيس وحكومة بأسرع وقت وعدم الانتظار هذا الموعد. ولفت إلى أن احد المعطلين هو جبران باسيل ولكن هناك آخرين ولكل دولة آلية للضغط على الذين تراهم يعطلون إما بمنعهم من السفر اليها أو غير ذلك من الاجراءات المؤثرة سلبا على المعطلين .واكد المصدر ان المجتمعين لم يعبروا عن تفضيلهم لأي من المرشحين، مكتفين بأنه يجب أن يحظى بتوافق واسع.