Feb 08, 2023 7:31 AM
صحف

لبنان يشقّ مساراً تطبيعياً مع سوريا.. بو حبيب اقترح الزيارة وبرنامجها خالٍ من أي موعد

لم تتأخّر الارتداداتُ الـ «ما فوق إنسانية» للزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسورية في أن تشقّ طريقها إلى تعاطي لبنان مع هذا الحدَث.

وبينما كان الانهماك في بيروت بإحصاء عدد الضحايا اللبنانيين في مسرح «النكبة الكبرى»، قَرَع لبنان الرسمي ما يشبه «النفيرَ» السياسي – الديبلوماسي المحمَّل بأبعاد تطبيعية مع النظام السوري تحت عنوان «الكارثة الطبيعية» وفقاً ل"الراي" الكويتية، في تطوّر طغى على الاستنفار الذي أُعلن تَحوُّطاً لأي «كابوس من تحت الأرض» يَدْهَمُ «بلاد الأرز» وبهدف مسْح الأضرار غير المباشرة التي لحقت بأبنية أو طرق (تصدّعات) جراء تلقيها عصف الزلزال المروّع فجر الاثنين.

وإذا كان الدعمُ الإغاثي عبر إرسال عناصر من الجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الأحمر وفوج إطفاء بيروت إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسورية أمراً بديهياً على «المقياس» الإنساني، فإنّ اندفاعةَ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي نحو فتْح قنوات الاتصال مع النظام السوري والحرص على أن يكون هو ممرّ الدعم يشي بتفاعلاتٍ سياسية في الداخل وربما بتداعياتٍ خارجية في ضوء محاذرة عواصم عدة جعْل الكارثة الانسانية مدخلاً لتعويم الرئيس الأسد بمعزل عن مسارات الحلّ السياسي العالق، وبروز مخاوف من عدم وصول المساعدات إلى كل المناطق المتضرّرة في ضوء الفرز الجغرافي بين بقعٍ خاضعة للنظام وأخرى للمعارضة، وهو ما غمزت من قناته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «بدعوتها جميع الأطراف الدولية، ومنها روسيا، للضغط على نظام الأسد للسماح بالمساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال».

توازيا، قالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" إنّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب هو مَن اقترح تشكيل الوفد الى سوريا بعد اتصال أجراه مع نظيره السوري فيصل المقداد، تزامناً مع اتصال أجراه ميقاتي بنظيره السوري حسين عرنوس. ولمّا اقترح بو حبيب الفكرة على ميقاتي بارَكها وطلب اليه تشكيل الوفد من وزراء الاختصاص بالشؤون الانسانية والاجتماعية والنقل والاغاثة تزامناً مع توجّه فرَق من الجيش والدفاع المدني والصليب الاحمر ومجموعات من كشافة الرسالة التابعة لحركة "أمل" ومتطوعين من هيئات مختلفة.

وعلمت "الجمهورية" أنّ برنامج الزيارة خالٍ من أي موعد بعدما ترك الجانب اللبناني للجانب السوري اتخاذ الترتيبات المناسبة لهذه الزيارة، وأن ما تردّد في بعض الكواليس عن لقاء للوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد ليس مؤكداً، فالجانب اللبناني لم يطلب هذا الموعد ولا غيره لأنّ لزيارته عنواناً واحداً هو التضامن مع الشعب السوري.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o