Feb 08, 2023 7:40 AM
صحف

خُماسي باريس حول لبنان... "لقاء صامت" والمبادرة تنتظر عودة الراعي من الفاتيكان

 انشغلت بيروت بالملف السياسي وتمثّل في خلاصاتِ الاجتماع الذي استضافتْه فرنسا (أول من أمس) وضمّ ممثّلين لكل من واشنطن والرياض وباريس والدوحة والقاهرة، هم مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي، والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية، وسفير مصر في باريس علاء يوسف.

وفي حين حضر الملف اللبناني بكل جوانبه المأزومة في اللقاء، من الانهيار المالي والأزمة الرئاسية والمخارج الممكنة لهما، فإن عدم صدور بيانٍ عن الاجتماع اعتُبر بمثابة إشارة مزدوجة بحسب "الراي" الكويتية: أولاً إلى أن مفتاحَ الحلّ يبقى بِيَدِ اللبنانيين أنفسهم وفق «القواعد» التي سبق أن أرستْها لقاءاتٌ ثنائية أو ثلاثية لنواة خلية المتابعة للملف اللبناني أو قمم خليجية لجهة التوازي بين الإصلاحات المالية وتصحيح التموْضع الاستراتيجي لبيروت واستعادة الدولة سيادتها وبسط سلطتها على كاملِ أراضيها والحدّ من تمكين نفوذ «حزب الله».
والثاني أن ثمة تبايناً في «السرعة» بين بعض أطراف اللقاء في التعاطي مع العنوان اللبناني ومدى الاستعداد لـ «الانغماس» في تفاصيله، ولا سيما الانتخابات الرئاسية، ما دام اللبنانيون يعلمون ما ينبغي أن يفعلوه، وأن بين المشاركين مَن يحاذر استدراجه إلى المسرح اللبناني وربْطه بالتزاماتٍ مسبقة قبل أن «يساعد اللبنانيون أنفسهم لنساعدهم».

ونقلت "النهار" عن مصدر ديبلوماسي غربي مطلع على الاجتماع، ان هدفه كان البحث في آليات ديبلوماسية لكسر المأزق السائد في لبنان بالنسبة للفراغ الرئاسي والاصلاحات وان الاجتماع ناقش سبل الخروج من الازمة الحالية في لبنان. واضاف ان الدول الممثلة والمجتمعة لديها آليات ديبلوماسية للضغط على اصدقائها في مجلس النواب من اجل التوصل الى انتخاب رئيس توافقي. واكد المصدر ان الاجتماع لم يدخل بلعبة اسماء المرشحين للرئاسة. كما ان مصدرا ديبلوماسيا عربيا آخر قال لـ"النهار" ان المجتمعين اتفقوا على رسائل ستوجه الى جميع الاطراف اللبنانيين. وعزا تأخير صدور بيان عن المجتمعين الى الحصول على تعليمات من العواصم حتى يتم اعتمادها. واوضح ان فحوى الرسائل هو الاعراب عن القلق من الوضع الاقتصادي الحالي واهمية ايجاد حل للفراغ الرئاسي وضرورة توصل جميع الافرقاء اللبنانيين.

معلومات "الجمهورية" أشارت انه لم تسجل امس اي معطيات حول مقررات اجتماع باريس الخماسي ما أثار حالة من الاحباط في مختلف الاوساط السياسية المراهنة عليه من جهة وحالة عدم اكتراث لدى غير المهتمين به من جهة أخرى، فيما العيون شاخصة على المبادرات الداخلية وابرزها متوقّع ان يأتي من بكركي، لكن يبدو انه سيتأخر الى ما بعد الاسبوع المقبل لأنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيكون في الفاتيكان، ولم يبادر الى اي خطوة الّا بعد عودته.

في سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن” إلى أنّ “التقاطع الأبرز في اللقاء الخماسي كان حول أهمية عدم ذهاب لبنان إلى الفوضى، بخلاف كل التنظيرات التي تتم إشاعتها من قبل البعض في الداخل اللبناني من أنّ الخارج يريد ان يتحول لبنان إلى ركام ليصار إلى البناء عليه من جديد”، مؤكداً أنّ “الموقف الدولي والعربي حاسم بوجوب الحفاظ على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي في لبنان، مع الحرص على العمود الفقري للأمن الذي يشكله الجيش اللبناني الذي لا بد من استمرار دعمه كما سائر الأجهزة الأمنية الرسمية الأخرى لضمان عدم وقوع لبنان في المحظور الأمني والفلتان الذي لا يستفيد منه إلا من يعملون على تعميم الفوضى وتحلل المؤسسات”، مع التشديد من المنطلق عينه على “الحاجة إلى عودة انتظام عمل المؤسسات الدستورية والعامة لأنّ انهيارها التام لن يصبّ إلا في مصلحة القوى المستفيدة من حالة اللادولة في لبنان لتعميم نفوذها وسطوتها ومصادرتها للقرار اللبناني”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o