Jan 30, 2023 4:57 PM
خاص

الحزب يخرق طرابلس بصور سليماني... محاولة فاشلة فماذا بعد؟

المركزيةخاص

 صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني تُرفع في طرابلس في ذكرى اغتياله في 3 كانون الثاني 2023 ولقاء في المناسبة من تنظيم حركة التوحيد الإسلامية. لعله المشهد الأكثر استفزازية في مدينة دفع ابناؤها حياتهم للعيش في أقبيتها وبيوتها المسقوفة بالحديد و"الشادر" بكرامة. لكن عبثا، ففي ظل الفقر المدقع الذي يتنفسه أبناء طرابلس لا مكانة للحلم بحياة كريمة . وفي وقت أضرم مواطنون في بعض المدن الإيرانية النار بصور سليماني أو رشوها باللون الأحمر تعبيرا عن جرائمه  كما حصل في محافظة مازندران شمالي إيران ،  تُرفع الصور في لبنان من طريق المطار بوابة السياح ، وصولا إلا عقر دار البيئة السنية في طرابلس...صدقوا!

آنذاك لم تمر مظاهر المناسبة الإستفزازية على خير. فالنائب أشرف ريفي الذي استهجن الاحتفال بذكرى سليماني في طرابلس من قبل جماعات الممانعة، رأى فيه "استهانة بدماء شهداء الاستقلال وفي طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أثبتت المحكمة الدولية هوية قاتليه". وأشار أن "طرابلس تلفظ الاستزلام لمحور الشر والاغتيال، والشعب الإيراني يحرق صور سليماني" مضيفا" يستطيع المناذِرة العرب الجدد إحياء سلوكه المدمّر، والتاريخ لن ينسى جرائم الإرهابي قاسم سليماني في لبنان وبعض الدول العربية والتاريخ لن يرحم المستزلمين العملاء".

موقف ريفي جاء تعقيباً على لقاء لـ"حركة التوحيد الاسلامي" في طرابلس ضم علماء ورجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية، إحياء لذكرى سليماني وعلى الكلمات التي أكدت على "أهمية المقاومة والشراكة مع حزب الله وباقي القوى الإسلامية والوطنية والفلسطينية".

ساعات على انتهاء اللقاء تم "قبع "صور قاسم سليماني ولم يعد من طيف الذكرى إلا خلفياتها الإستفزازية، وبعض الصور المزروعة هنا وهناك وتحديدا في بيئة 8 آذار .

وإن دلّ هذا المشهد على شيء فعلى "محاولة حزب الله إعادة وصل ما انقطع من أذرعه بوسائل شتى في البيئات والمكونات اللبنانية غير الشيعية. وبفعل الإنتخابات الإخيرة التي قلصت امتداده ومظاهر التأييد له في هذه البيئات وتحديدا الثلاث منها السنية والمسيحية والدرزية". بهذه المقدمة يقرأ الكاتب السياسي الياس الزغبي محاولات حزب الله "اختراق البيئة السنية والدخول إلى الساحات سياسيا واجتماعيا إضافة إلى إعادة ترميم وتسليح وتمويل ما يعرف بسرايا المقاومة ". ويشير إلى أن "هذا السلوك من الحزب نجد له نماذج على الصعيد الإجتماعي في عكار من خلال بعض المساعدات ودفع أموال هنا وهناك كما نراها على الصعيد السياسي من خلال استقطاب فئة من السنة لا تزال تتأثر بما يعرف بمحور الممانعة والنظامين السوري والإيراني".

"المشهد الشعبي والسياسي في طرابلس ازداد تحفظاً إن لم نقل نفورا من الحزب، بدليل ارتفاع حيوية بعض النواب السنة في هذه المنطقة على الخط السيادي المواجه لخط الممانعة الذي يقوده حزب الله في لبنان، يقول الزغبي وهذا يعني بوضوح أن الحزب لم يحقق أي مكسب جديد عبر اللعبة النيابية الأخيرة حتى أن فيصل كرامي مثلا، يحاول تسجيل مسافة معينة عن حزب الله من خلال عدم التزامه الوزقة البيضاء وتفضيله عبارة التوافق في الجلستين الأخيرتين لانتخاب رئيس للجمهورية".

مع إنزال صور سليماني المحاولات ستستمر لاختراق البيئة السنية في طرابلس، فإلى أي مدى يمكن أن تحقق الممانعة المتمثلة بحزب الله الهدف؟ "لا شك أن رفع صور سليماني في بيئة معادية تاريخيا وواقعياً لكل هذا التدخل الإيراني في المنطقة العربية وضد الرموز العربية شكّل تحديا واستفزازاً وأثار غضب الشارع السني، ولو كان لم يعبر عن نفسه بشكل معلن ،إلا أنه أدى إلى ردة فعل عكسية، طالما أن صور سليماني ورموز إيرانية أخرى يتم إحراقها في إيران نفسها ".

يضيف الزغبي" الواضح أن حزب الله يحاول توظيف بقايا ما أنتجه النظام السوري على مدى 30 عاما من احتلال وتحديدا في طرابلس، خصوصا ما يعرف بحركة التوحيد الإسلامي، إذ أن الحزب سعى إلى كسب وراثتها مباشرة من هذا النظام بعدما اضطر إلى الإنكفاء عمليا بسبب انتكاساته الكبيرة داخل سوريا. إلا أن الحزب لم يستطع بوضوح أن يحافظ على حضور كل التشكيلات والتنظيمات التي تركها النظام السوري بشكل قوي داخل البيئة السنية كما كان الأمر خلال فترة الإحتلال ".ويختم مؤكدا "أن العراب الجديد أي حزب الله في هذه التنظيمات فقد الكثير مما ورثه لأنه لم يستطع اختراق البيئات الأخرى كما فعل ونجح النظام السوري سابقا".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o