Jan 28, 2023 11:01 AM
خاص

هل يحقّ لأصحاب المربعات الأمنية انتقادَ التقسيم؟!

لارا يزبك

المركزية- وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري كلامَ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاخير عن "التقسيم"، بـ"المتقدّم والخطير"، مضيفا "لكن لا أعتقد أن هناك جديّة في هذا الطرح إنّما في إطار المزايدة والمناكفات المسيحية - المسيحية، للأسف. لبنان صغير، وهو مثل الذرّة، إذا انشطر ينفجر ويُحدِث دماراً كبيراً".

هذا التوصيف استدعى ردا من الدائرة الاعلامية في القوات التي سألت في بيان امس" أين يا دولة الرئيس سمعت الدكتور سمير جعجع يتحدّث عن "التّقسيم"؟! ألم تسمعه يقول إنّنا نحن أبناء الـ10452 كلم مربع!. لم تسمعه يقول نحن نعمل للبنانيين اللبنانيين جميعهم!  عُد الى التصريح الواضح، دولة الرئيس، وتجد أنّ انطباعاتك ليست في محلّها. اردف البيان: الخطير يا دولة الرئيس، ليس انطباعات غير دقيقة علقت في ذهنك، بل هي سياسات التّعطيل وتحوير الدّستور لمآرب خاصّة ومشاريع فئويّة ومصالح إقليميّة، والعبث بأجسام المؤسّسات كلّها من الأمن إلى القضاء، دون حياء وفي تدمير ممنهج لهذه المؤسسات. وتابع: الخطير يا دولة الرئيس أنّ سياسات الممانعة التي قبضت على السلطة وقوّضت الدولة وأغرقت النّاس بين الجوع والهجرة هي التي أحدثت الدّمار وليس بتاتًا السّعي الجدّي للإنقاذ..

وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإنه وبغض النظر عما اذا كان جعجع قصد في حديثه "التقسيم" أم لم يقصده، فإن من المثير للاستغراب ان ينتفض مَن ينفّذون التقسيم فعليا على أرض الواقع وفي شكل غير مشرعن، ضد مجرّد اشارة من قِبل رئيس القوات الى ان الوضع كما هو عليه اليوم "ما عاد ماشي الحال فيه".

فللتذكير، حزب الله يقيم مربعات أمنية في مناطق نفوذه، مِن الضاحية الجنوبية الى البقاع وصولا الى الجنوب، ويفرض سيطرته ونظامَه الخاص من حيث المأكل والمشرب والملبس، في تلك المناطق. الى ذلك، فإنه يُحرَّم حتى على الاجهزة الامنية الشرعية اللبنانية، الدخولَ الى هذه المربعات، إلا بعد ألف تنسيق واتصال مع قوى الامر الواقع الموجودة هناك. أليس ذلك تقسيما فعليا؟

كما ان هذه البقع الجغرافية تحوّلت الى ملاجئ للفارين من القانون وللمطلوبين الى العدالة، وفيها ايضا تزدهر الممنوعات وتصنيعها والإتجار بها الذي لم يعد محصورا بالنطاق المحلي بل توسّع ليصل الى بلاد العالم ومرافئ الدول العربية والخليجية والافريقية. لحزب الله ايضا، مصرفه الخاص اي القرض الحسن، وخطابه الاستراتيجي الخارجي الخاص، وقد فرضه على لبنان كلّه، فدفع ثمنَه عزلةً عربية وابتعادا عن معظم العالم المتطور، وتدهورا اقتصاديا. والوضعُ في مناطق سيطرة "أمل" ليس افضل حالا ايضا، تتابع المصادر، ففيها قُمعت الثورة والثوار بالقوة والضرب، وحُرقت خيمُهم، ورُفض الرأي الآخر واي انتقاد للرئيس بري.

فهل هكذا تكون الشراكة الفعلية والوحدة الوطنية وعدمُ التقسيم؟! وأيحقّ لمَن يقومون بهذه الممارسات انتقاد التقسيم؟!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o