Jan 27, 2023 1:13 PM
خاص

التيار يشكو السطو على الصلاحيات.. لكنه لا ينتخب رئيسا!

لورا يمين

المركزية- يتأكد أكثر يوما بعد يوم، ان التيار الوطني الحر يستغلّ أزمة الشغور الرئاسي، الى الحدود القصوى، للكسب الشعبي. ووفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن وضعية الفراغ في الرئاسة الاولى وما يرافقها وزاريا وسياسيا، تبدو مناسِبة للفريق البرتقالي، بدليل انه لا يعمل للخروج منها، بل يماطل في تحديد خياراته الرئاسية ولا يزال الى اليوم من دون مرشّح للاستحقاق ويقترع باوراق بيضاء او بعبارات لا تقدم ولا تؤخر، يريد منها ايضا اللعبَ على الوتر الطائفي لتعويم نفسه مسيحيا، لا اكثر ولا اقل.

آخر مظاهر "خطة" التيار هذه، تجلى في السجال الذي دار بينه ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطلع الاسبوع. فقد نفى المكتب الإعلامي لرئيس التيار النائب جبران باسيل "نفياً قاطعاً ما نسبه زورا إليه ميقاتي في مسألة الوزراء المسيحيين وإشارة الصليب، إذ أن النائب باسيل لا يمكن أن يقول مرةً هكذا عبارة بأن ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي"... في المقابل، استغرب المكتب الاعلامي لميقاتي "نفي باسيل ان يكون قال عبارة "ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي"، خلال اللقاء الذي جمعهما بعد اول جلسة لمجلس الوزراء". وأضاف في بيان "يجدد دولة الرئيس التأكيد ان باسيل قال هذه العبارة، وان مواقفه الاعلامية المتكررة التي تطعن بشرعية جلسات الحكومة، ومنها بيانه الاخير بالذات، رغم مشاركة 7 وزراء مسيحيين من أصل 12 وزيرا فيها، يثبت حقيقة نظرته التمييزية بين المسيحيين، فاقتضى التوضيح". وفي بيان ثان، قال مكتب ميقاتي "التيار" يصرّ، بتوجيه من رئيسه، على "التغريد" لقلب الوقائع ونفي ما هو حقيقة دامغة، بعدما أزعجه كشف دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سياق رده على سؤال نقابة الصحافة بالامس عن "الميثاقية"، أن النائب جبران باسيل قال له "ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي. ولحسم الجدل نكتفي بنشر ما كان قاله باسيل بتاريخ 6-12-2022 عندما سئل عن جلسات مجلس الوزراء وميثاقيتها حيث أجاب بالحرف "هل تصبح الحكومة اليوم ميثاقية بوجود سعادة الشامي ونجلا رياشي"؟

يتحدث اذا رئيس التيار دائما وفي كل مناسبة، عن تمثيل المسيحيين وحقوقهم وعن صلاحيات الرئاسة الاولى ويرفع الصوت عاليا ضد "السطو" عليها، متهما ميقاتي ومعه ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري بالعمل لمصادرتها ووضع اليد عليها، كما انه لم يوفّر حزب الله من سهامه هذه ابان مشاركة وزارئه في جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها ميقاتي مطلع العام.. خلال زيارته بكركي، شكا من هذه التعديات كلّها، وفي اطلالته التلفزيونية الاحد المقبل هذا ما سيفعله على الارجح.

لكن في المقابل، وفي العملي، التيار لا يبذل اي جهد لوضع حد للشغور ولانتخاب رئيس، كما ذكرنا اعلاه، تتابع المصادر، حتى انه لم يكسر تحالفه مع مَن يرى انهم شركاء في ضرب الشراكة المسيحية – الاسلامية والميثاقية، عنينا حزبَ الله، بل عاد واستقبله في ميرنا الشالوحي والتقى الوفدَ المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومنسّق وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، على مدى ساعتين من الوقت تقريبا الاثنين، حيث اطلقا مسار ترميم العلاقة بينهما.

خطاب باسيل عن الرئيس المسيحي وصلاحياته، والمعطوف الى ضبابيته في التصويت الرئاسي، يدلان على ان الرجل يسعى الى الاستفادة من الشغور قدر المستطاع ولا الى الخروج منه الا اذا كان هو او مَن يختاره سيُنتخب رئيسا، تختم المصادر.

***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o