Jan 26, 2023 2:20 PM
خاص

جنبلاط يبادر باتجاه القوى السياسية... هل تثمر مساعيه الرئاسية؟

يولا هاشم

المركزية – أمام المشهد السوداوي القاتم وانعدام الأفق، وفيما تقف البلاد "على كف عفريت"، بدءا من تردي الأوضاع الاقتصادية مروراً بالفوضى القضائية وصولاً إلى التحذيرات الأمنية والمخاوف من انفلات الأمور من زمامها وتطورها لتتحول الى اشتباك في الشارع، يبادر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه كافة القوى السياسية لإيجاد مساحة مشتركة تفادياً للأسوأ. 

وبعد لقائه وفد حزب الله منذ أيام، أفادت المعلومات عن لقاء عشاء جمعه مطلع الأسبوع مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في منزل كريمته داليا، إضافة الى اجتماعه أول من أمس مع رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، وغيرهم العديد من الشخصيات السياسية. وتوازياً يقوم نواب "اللقاء الديمقراطي" بجولات مكوكية بين المقار السياسية، وآخرها الزيارة التي قام بها أمس النائب وائل أبو فاعور الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي أكد من عين التينة ان جنبلاط سيحاول بكل الوسائل الوصول الى تفاهمات حول مسألة الرئاسة التي تمثل بداية إعادة ترميم هيكل الدولة في لبنان. فهل تثمر مساعي جنبلاط الرئاسية؟ 

مصدر قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي يؤكد لـ"المركزية" ان "الى جانب الملف الرئاسي، برز عامل إضافي دفع بالحزب "الاشتراكي" إلى التحرك ألا وهو رؤية الدولة تتفكك بوتيرة متسارعة. هذا العامل جعل أصحاب الخطاب التقسيمي، والذي للأسف بتنا نرى بعض مظاهره تعود الى الواجهة، يستعيدون أنفاسهم من جديد منطلقين من مبدأ "بما ان الدولة تتفكك فلنفككها بالكامل ونتجه نحو التقسيم". 

ويضيف: "بغض النظر عن حصول لقاء بين جنبلاط وباسيل أول من أمس من عدمه، فإن الاتصال حصل في وقت سابق مع رئيس "التيار"، كما تم التواصل أيضاً مع حزب الله منذ خمسة أشهر وتبعه لقاء منذ أيام، ومع القوات اللبنانية كانت زيارة منذ فترة للنائب وائل ابو فاعور الى معراب، إضافة الى لقاءات مع الرئيس بري قام بها الوزير السابق غازي العريضي ثم أبو فاعور أول من أمس، بالاضافة الى زيارة ابو فاعور الى السعودية، وزيارة النائب سامي الجميل امس الى كليمنصو، كلها تحركات تصب في خدمة هدف أساسي يعمل عليه الحزب الاشتراكي ورئيسه جنبلاط وهدفه توفير مناخ حقيقي لإجراء الاستحقاق الرئاسي، لأن من الواضح ان الامور كما هي حتى هذه اللحظة لا تنمّ عن جدية على مستوى تقارب وجهات النظر والوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية". 

ويؤكد المصدر ان "رئيس الحزب قلق جداً من الدرك الذي انحدرت إليه الدولة. فالدولة تقوم على ركائز اساسية اولها الأمن والاقتصاد والادارة، إلا أن جميعها انهارت في لبنان، بدءا من الحالة الاقتصادية التي أصبحت في وضع مخيف، مروراً بالتلاعب بسعر صرف الدولار، وصولاً الى تشرذم القضاء وتجزيئه وتنازع الصلاحيات والادعاءات على البعض، وانعكاس هذه الملفات على الوضع المحلي خاصة الأمني وهذا أمر إضافي مقلق، كل ذلك معطوف على الانحلال التام للادارة العامة ككل وغياب واضراب الموظفين، الى جانب القطاع التربوي حيث المدارس الرسمية مقفلة. وإزاء كل هذه الامور الخطيرة التي تحصل، لا يمكن لشخص كوليد جنبلاط، الحريص على بقاء الدولة، البقاء مكتوف اليدين، ودفعه للتحرك بشكل سريع، انطلاقاً من قناعته بأن بقاء الدولة بقاء لنا جميعا. فكانت هذه اللقاءات لتأمين المناخ لإجراء الاستحقاق الرئاسي". 

ويؤكد المصدر ان "ما يحاول القيام به الحزب "الاشتراكي" في هذه اللقاءات ليس كما يسوق له البعض في الاعلام، بأن لدى الحزب اسماء يطرحها في هذه اللقاءات لمعرفة ما إذا كانت هذه القوى السياسية تقبل بها أم لا، بل لاستمزاج آراء كل هذه القوى، بما ان ليس هناك من حوار شامل سيجمعهم، يقوم الحزب بهذا الدور، لتسيير الحوار عن بعد من خلال اللقاءات الثنائية لجوجلة الاسماء المطروحة. الحزب "الاشتراكي" لم يقترح اسماء، بل يعمل على جوجلة تلك المطروحة اساسا والمقترحة، ليرى اذا ما كان باستطاعته توفير التوافق على اسم او اسمين وتحديد الخيارات في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية".  

وعلى امل ان تثمر هذه المساعي، يؤكد المصدر ان الحزب "الاشتراكي" لن ييأس من استكمالها عسى ان تصل الى نتيجة ايجابية، خاصة وأنه لا يرى اي طريق آخر لإتمام هذا الاستحقاق وبالتالي انقاذ البلد قبل ان يفرط كل شيء.  

ويلفت المصدر الى ان اول نتيجة ايجابية تحققت من كل هذه اللقاءات هي انها نقلت النقاش في البلد من مكان عموميات وشعارات وعناوين عريضة الى حديث تفصيلي وعملاني اكثر. والامر الآخر الايجابي هي انها فتحت المجال امام المزيد من الاتصالات من قوى أخرى، حتى القوى السياسية الاخرى اصبحت تتحرك وتقوم باتصالاتها. ليس المهم من ينجح نحن ام غيرنا، بل المهم والهدف الاساسي انتخاب رئيس، يختم المصدر. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o