Jan 23, 2023 3:55 PM
خاص

انفتاح سعودي عربيا ودوليا... ماذا عن دور المملكة في لبنان؟

يولا هاشم

المركزية – لا شك في أن الجميع بات يلاحظ التغيير الجذري الذي تشهده السعودية والانفتاح الكبير للمملكة ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، إنما يتعداه الى دور سياسي منفتح على الغرب ومحتضن للعرب. يوما بعد يوم يتبين الدور الفاعل والايجابي الذي ستلعبه السعودية أكان على الساحة العالمية او الاقليمية والعربية. فماذا عن دورها في لبنان والمنطقة؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "الحراك الدولي في لبنان أصبح مرتبطاً بالموقف السعودي، اكان اميركياً او فرنسياً، والذي عبّرت عنه المملكة بشكل واضح، وهو ان السعودية لا تتدخل في لبنان لكنها في الوقت نفسه لن تقبل بدعمه في ظل وجود رئيس للجمهورية مدعوم ومسيطر عليه وقراره مخطوف من قبل حزب الله. وكي لا يُحتسَب عليها أنها تتدخل في الشأن اللبناني، فهي ليس لديها أي مرشح للرئاسة ولن تزكي اسماً. لكن في النهاية هناك مثل روسي يقول "من يدفع الاموال يحجز الاغنية عند الفرقة الموسيقية"، وبالتالي لن تموّل السعودية لبنان كي يكون منصة للتعامل مع الخليج والمجتمع الدولي او كساعي بريد لإرسال رسائل من ايران باتجاه الخليج.  من هنا كان الموقف السعودي الذي تخلله الاسبوع الماضي بيان واضح لوزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره المصري سامح شكري، حددا فيه النقاط بشفافية بالنسبة للمشكلة سواء اللبنانية أو السورية أو العراقية أو اليمنية، واعتبرا ان التدخل الايراني في هذه المناطق هو السبب الفعلي للخلل الاقتصادي والامني والابتعاد عن المجتمعين الدولي والعربي. هذا البيان جاء ليتحدث عنه الخميس الماضي وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارته الى بيروت، ويقول بأن ايران ولبنان شقيقان ونحاول ان نقدم كل الدعم اللازم".  

ويتابع: وتلا الاجتماع السعودي المصري لقاء "تشاوري" اماراتي – مصري - خليجي في الامارات بحث في القومية العربية ولم تغب القضية اللبنانية أيضا عن جدول أعماله. من هنا، بات الموقع الخليجي  يشكل رأس الحربة في الدفاع عن المصالح والقضايا العربية الفعلية. وما يسمى اليوم بحلف الاعتدال العربي ينطلق من المسودة التي وضع أسسها سعود الفيصل عام 2007 وتقوم على اساسها التحالفات او العلاقات الاقتصادية وتُستكمل اليوم تدريجا تحت شعار إعادة العلاقات العربية من خلال نقطتين: أولاً، لا يمكن الغاء دور جامعة الدول العربية، وثانياً، لا يمكن التخلي عن المصالح العربية. كما ان الدور الذي تلعبه السعودية ليس دورا انفراديا وشخصيا في ممارسة الاعمال السياسية في المنطقة العربية، بل من خلال خطة بالتعاون بين الدول العربية عموماً والخليجية خصوصا لتنفيذ الاستراتيجية العربية المتكاملة والتي ستبدأ مفاعليها بالظهور تباعاً".  

ويشير العزي الى ان "الخطة التي تم وضعها من قبل الدول الخليجية عموما والسعودية خصوصاً شقت طريقا صعبا في المواجهة مع الولايات المتحدة وايران والدول الغربية على قاعدة ان هناك دورا عربيا مستقلا له مقوماته الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، بالتالي على هذه الدول مبادلتها الاحترام الندي، خاصة وان السعودية تملك امكانات واسعة وتستطيع ان تغير في كل القضايا والتحالفات الدولية، من هنا كان الدور الذي لعبته في الحرب الاوكرانية، والتهافت الاميركي والروسي والصيني والاوروبي على الخليج وتحديدا على السعودية، وذلك لأنها تمثل نوعا من الاستقرار الاقتصادي وتملك قدرات عالية في تحريك الاقتصاد العالمي وخاصة في مجال التجارة والطاقة الطبيعية".  

ويختم: "بالعودة الى بيان وزيري الخارجية المصري والسعودي، يلاحظ أنه بيان خط بطريقة مميزة يعيد الاعتبار الى المصالح العربية من خلال المصطلحات الواضحة التي تقول بأن الامن العربي فوق كل اعتبار، وبالتالي نرى ان السعودية تدافع عن الامن العربي ورأينا القمم الثلاث التي استضافتها، وكأن السعودية بهذا الدور تحولت الى المركز الدبلوماسي الخارجي الذي سيعيد للعرب مكانتهم، وهذا ما اعترف به ديفيد شينكر المساعد السابق لوزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط عندما قال في إحدى مقابلاته: "لقد تعاملت الولايات المتحدة الاميركية ولا تزال بطريقة خاطئة مع السعودية وهذا سيؤدي الى اضعافنا وبالتالي نحن المسؤولون عن هذه العملية والعرب يستعيدون ادوارهم شيئا فشيئا  كما ان وضعهم الاقتصادي جيد بالرغم من كل الانتكاسات الموجودة في العالم". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o