تحقيقات سلسة مع اهالي ضحايا المرفأ تسحب فتيل تفجير الشارع
جلسة حكومية "مكهربة" الاربعاء وفياض "يلطش" ميقاتي: الحل ليس بالقطعة
الوفد الاوروبي يبدأ مهمته واجتماع المركزي يبحث آليات حدّ تدهور الليرة
المركزية- في اسبوع الاستحقاقات الرئاسية والحكومية والقضائية والمالية، عبقت الساحة الداخلية المشحونة بالتشنج السياسي والشعبي، وبقيت قضية اهالي ضحايا المرفأ متربعة على عرش الحدث مع الاستماع الى عدد كبير من بينهم على خلفية الاشكاليات التي رافقت تحركهم الثلثاء الماضي امام قصر العدل. وبدا جليا ان المنسوب الذي بلغته القضية بعد ما شهدته تطورات نهاية الاسبوع لجهة توقيف الناشط وليام نون وما ترتّب جراءها ودخول المراجع الروحية على اعلى مستوى على الخط حتّمت خفض سقف اجراءات الدولة البوليسية، فمرت تحقيقات اليوم بسلاسة تجنبا لمضاعفات قد تشعل الشارع.
وفي انتظار وصول الوفد القضائي الفرنسي الى بيروت في 24 الجاري للقاء المحامي العام التمييزي صبوح سليمان المكلف من النيابة العامة الاشراف على ملف تحقيقات المرفأ والاطلاع على وثائق التحقيق اللبناني، بدأ الوفد القضائي الاوروبي تحقيقاته في الملف المالي.
جلسة حكومية: اما رئاسيا فلم تشهد الساحة تطورا يذكر عشية الجلسة الحادية عشرة للمجلس النيابي يوم الخميس المقبل ، في حين دعا رئيس الحكومة صباحا مجلس الوزراء الى جلسة تعقد في العاشرة من يوم الاربعاء المقبل لبحث المواضيع المدرجة في جدول أعمال من ٦ بنود، إضافة إلى ٣ بنود متعلقة بإصدار مراسيم، علما ان أكثرية البنود لها علاقة بتمويل شراء المحروقات لمعامل كهرباء لبنان.
كتاب وردان: وظهرا، أرسل الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة إلى الوزراء كافة، كتاب وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الملحق لجدول أعمال مجلس الوزراء والمرسَل إلى الأمانة لمجلس الوزراء ظهر اليوم، بعد توزيع جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، إضافة إلى ردَّين من الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
مؤتمر فياض: وفي السياق ، أشار وزير الطّاقة والمياه خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، الى أن "مبادرة اليوم تطرح حلاً شاملاً لقضية الكهرباء وهي تحت سقف القانون وترعى الشراكة الوطنية وهذا الحل ليس بالقطعة لتنفيذ خطة الكهرباء، بل هو حل متكامل ومن حق المواطنين الحصول على التغذية الكهربائيّة ويجب ان يكون هناك زيادة تغذية مع زيادة التعرفة".وقال: "هدفي هو زيادة التّغذية الكهربائيّة وإصلاح التّعرفة، لكي تغطي الكلفة، للبناء على أسس صحيحة وفي معرض انتقاده لرئيس الحكومة أضاف: "انّ المبادرة الّتي أعرضها اليوم، تطرح حلًّا شاملًا وليس بالقطعة، لتنفيذ خطّة الطّوارئ الكهربائيّة، وهي طريقة عامّة يمكن استخدامها في ملفّات أخرى، وتبقى تحت سقف الدستور والقانون، وبعيدًا عن سياسة الاستفزاز والاقصاء".وتابع: "لدينا فراغ في سدة رئاسة الجمهورية، إذا استمرّ سيهدّد الشّراكة الوطنيّة، وهدفنا الاستمرار بهذه الشّراكة الوطنيّة الضرورية لحماية كل المكونات. كما أنّنا لا نريد أن يستخدم أحدٌ احتياجات النّاس لتكريس واقع لطريقة إدارة أصبحت غير معنيّة بسدّ الثّغرة على مستوى الرّئاسة". وقال: "زيادة التّغذية الكهربائيّة مشروع موافَق عليه من قبل مجلس الوزراء في خطّة الطّوارئ الكهربائيّة، وهل من المعقول أن نزيد على النّاس رسومًا ثابتةً من دون رفع التغذية الكهربائيّة؟".اضاف: "من هنا أردنا زيادة التّعرفة ولكن تأمين الفيول في المقابل، ولذلك استعجلنا في جلب الفيول، كي يشعر المواطنون بالفرق ونريحهم قدر المستطاع".ولفت الى أن "هذا الموضوع ليس بحاجة إلى مجلس وزراء ليُحل بل يمكنه أن يكون عبر مرسوم جوال"، وقال: "الموضوع بحاجة إلى مبلغ 62 مليون دولار سلفة خزينة، لتتمكّن باخرتا الغاز أويل من إفراغ حمولتهما، ونحتاج إلى 45 مليون دولار أخرى لإفراغ باخرتَي الفيول أويل، بالإضافة إلى تكاليف صيانة للمعامل وخدمات توزيع تقدّر بـ54 مليون دولار". واردف: "ما أقترحه هو موافقة من رئاسة الحكومة، يليها توقيع الوزراء على مشاريع المراسيم الأربعة لسلف الخزينة، وبذلك نكون حلينا مسألتَي زيادة التّعرفة والتّغذية...وقد جمعت تواقيع بعض الوزراء، ونتمنّى من رئيس الحكومة أن يوافق عليها، ويوقّع باقي الوزراء عليها".
استجواب وتعهد: في المقلب القضائي، أشار المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حماده بترك المستدعين من اهالي ضحايا انفجار المرفأ للاستماع اليهم في ثكنة بربر الخازن على خلفية ما جرى امام قصر العدل الاسبوع الماضي، على ان يتعهد الذين استمع الى افاداتهم بعدم التعرض للأملاك العامة والقوى الأمنية والإلتزام بالتظاهر سلميا. وفيما انتهت التحقيقات وترك باقي الذين استمع الى افاداتهم، بقي وليام ونون وبيتر بو صعب في الثكنة، ونقلا لاحقا الى امن الدولة في الرملة البيضاء في سيارة النائب جورج عقيص للإستماع إليهم ، وقد طلب المحقق الكشف على هاتف بو صعب الخاص.. وفيما أفيد أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أجرى اتصالات صباحا لمتابعة موضوع الاستماع إلى عدد من أهالي ضحايا انفجار المرفأ تفادياً لتكرار ما حصل قبل أيام، استمر اهالي الضحايا المتضامنين بالتواجد امام ثكنة بربر الخازن، مطالبين باحقاق الحق ومحاسبة المرتكبين واحياء قضية ابنائهم، واعلنوا رفضهم نقل نون وبو صعب الى الرملة البيضاء. وقال وليم نون قبل دخوله مع المحامي رالف طنوس: نحن نطالب بدولة القانون والقضاء وسنسير بالقانون الذي يجب ان يطبق على الجميع.
تحقيقات اوروبية: قضائيا ايضا، انتهت جلسة الاستماع الاولى في الملف المالي الذي يحقق فيه الوفد القضائي الاوروبي في لبنان بعد الاستماع الى الشاهد الاول وتقديم الشاهد الثاني معذرة طبية.وكانت الوفود الأوروبية القضائية بدأت تحقيقاتها في الطابق الرابع من قصر العدل، منذ الحادية عشرة والنصف صباحاً. ومُنع الإعلاميون من الوصول الى هذا الطابق، حيث بدأ الاستماع الى الشاهد الأول في الملف، النائب السابق لحاكم مصرف لبنان سعد العنداري من قبل الوفود الثلاث (فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ) مجتمعين بحضور المحامي العام التمييزي ميرنا كلاس والمحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان.
اجتماع المركزي: في الغضون، عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اليوم اجتماعاً استثنائياً برئاسة الحاكم رياض سلامة، خُصّص للبحت في قرار رفع سعر الدولار الرسمي من 1507 ليرات إلى 15 ألف ليرة اعتباراً من الأول من شباط المقبل، وكذلك للبحث في الارتفاع الملحوظ لسعر صرف الدولار في السوق الموازية والإجراءات الممكن اتخاذها للسيطرة على وضع السوق.ولم يرشح عن الاجتماع أي بيان وسط تكتم شديد عما تم البحث فيه، لإفساح المجال أمام الإجراءات المنتظرة كي تُعطي نتائجها المأمولة، وعُلم أنه لم يتقرّر خلال الاجتماع أي قرار أو تعميم، إنما تركّز البحث حول آليات الحدّ من تدهور سعر الليرة اللبنانية. وبحسب مصادر mtv، من المنتظر أن يصدر عن مصرف لبنان هذا الأسبوع سلسلة تعاميم جديدة تهدف إلى الحدّ من تدهور سعر الصرف، ويتّجه مصرف لبنان في الأيام المقبلة إلى وضع ضوابط جديدة لكيفية التعامل مع منصة "صيرفة" على أن تلحظ هذه الضوابط شروطاً جديدة.
انجاز الكابيتال كونترول: على خط آخر، واثر 13 جلسة للجان النيابية المشتركة ونقاشات في العمق، انهت قبل ظهر اليوم البحث في مشروع الكابيتال كونترول، وقد ادخلت عليه تعديلات كثيرة. وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب اثر الجلسة التي حضرها وزير المالية في حكومة تصريف الاعممال يوسف الخليل ونائب رئيس الحكومة سعادة الشامي وعدد كبير من النواب. "اليوم اقرينا المواد 11,12,13,14 والتي تنص على الغرامات والعقوبات لاي احد يخالف تطبيق هذا القانون، والمادة 12 التي تنص على البند المهم، وهوعن المودعين وحقوقهم بالنسبة للدعاوى على المصارف، ومن هذه الدعاوى التي تحصل خارج لبنان. من التفاهم الذي اجمعنا عليه خرجنا بصيغتين، الاولى التي اقترحتها ان نشطب المادة، والثانية تقول انه بهذه المادة وحفاظا على حقوق المودعين على عكس ما كانت المادة آتية، يبقى لهم الحق في ان يرفعوا شكاوى خلال سريان تنفيذ هذا القانون. بهكذا اقتراح يعلق تنفيذ هذا الحكم". اضاف: " خفضنا مهلة سريان القانون من سنتين الى سنة، واخذنا بعين الاعتبار حقوق المودعين وكنا تبنينا الصيغة الثانية. الزميل ميشال معوض سأل لماذا لا نضع الصيغتين، وتم تبني هذا الموضوع، وسنعرض الامرعلى الهيئة العامة وسنضع تقريرا عن الكابيتال الكونترول وبات هناك اجماع. بهذا القانون، يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الصورة الكاملة لنستطيع ان نخرج من مأزق الازمة الاقتصادية. وفي التقرير نستطيع ان نضع توصيات. أنهينا النقاش ونأمل ان ينتهي النقاش بقوانين لجنة المال والموازنة".
المستشفيات تحذر: وفيما الدولار عاد الى ارتفاع بعد انخفاض طفيف، الاوضاع المعيشية والصحية تتفاقم. اليوم، حذرت نقابة المستشفيات في بيان من "ان المستشفيات باتت عاجزة عن تأمين الأدوية للمرضى الذين سوف يضطرون الى شرائها على نفقتهم ، مهما كانت الجهة الضامنة التي تغطي تكاليف استشفائهم". واكدت انها "تتعرض حالياً لمعضلة خطيرة تهدّد صحة المرضى بشكل مباشر. فالمستوردون يفرضون عليها تسديد ثمن الأدوية نقداً رافضين الشيكات المصرفية، في الوقت الذي لا توّفر فيه المصارف الأموال النقدية اللازمة للمستشفيات، سيما ان مصرف لبنان لا يمدّها بالسيولة النقدية المطلوبة". وطالبت رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان بالعمل على تأمين السيولة المطلوبة فوراً منعاً من الوقوع في المحظور."