Jun 29, 2018 8:41 PM
تكنولوجيا

مونديال 2018.. تويتر مشغول بالمرأة العربية

 اشتعل موقع تويتر في المنطقة العربية بمقارنات بين المشجعات الجميلات من مختلف أنحاء العالم لمنتخبات بلدانهن في مونديال روسيا وبين المرأة العربية في كل حالاتها وبصفة عامة.

وأثارت المقارنات غير المنصفة جدلا كبيرا على الشبكات الاجتماعية.

ومنذ بدء المونديال، احتلت صور ومقاطع فيديو للمشجعات الجميلات مواقع الشبكات الاجتماعية، حتى أن بعض المتحمّسين اختاروا إظهار تشجيعهم عبر نشر صور لجميلات يحملن علم هذه الدولة، أو لأخريات يرسمن على وجوههن وأجسادهن ألوان المنتخب.

كما انتشر هاشتاغ على تويتر بعنوان #مشجعات_كأس_العالم، تجاوز فيه المغردون نشر الصور ومقاطع الفيديو إلى الغزل ونشر الأشعار.

وكتب مغرد متغزلا تعليقا على صورة مشجعة روسية “في عينها هلاك.. وجيدها درب الهلاك وشفايفها جمر.. والشوق التهب”.

وكتبت مغردة ضمن الهاشتاغ “الفيفا تعتمد على الرعاع من البشر لمضاعفة أرباحها ويأتيك أحمق يقول لماذا لا نملك هذا الجمال في بلدنا؛ أولا بسبب موروثاتك الجينية القبيحة، ثانيا لا توجد امرأة قبيحة بل توجد امرأة غير متبرجة إما لأسباب اجتماعية وإما لأسباب مادية”.

وكان مغردون اعتبروا أن شابا مصريا يدعى محمد هو المصري الوحيد الذي استفاد من المونديال بزواجه من روسية بعد خروج المنتخب المصري صفر اليدين من الجولة الأولى بكأس العالم.

يذكر أنه بابتسامة وقبلات استمرت أقل من نصف دقيقة، أصبح شاب مصري، حديث الساعة على منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بعد أن ظهر بصحبة فتاة روسية حسناء قال إنه تزوجها، خلال حضوره مونديال كأس العالم.

وتخطت عدد مشاهدات مقطع الفيديو، في ساعات قليلة، في عدة صفحات بموقع فيسبوك، مئات آلاف من المشاهدات، وسط سخرية وتحفظ من المتابعين.

يذكر أنه على الصعيد العالمي، ازدادت شعبية النساء في عالم كرة القدم، حيث شكلت النساء حوالي 40 بالمئة من مشاهدي التلفزيون في مونديال البرازيل عام 2014.

واستغربت مغردة “الإصرار على تنميط شكل المرأة، ووضع مقارنات بين العربيات والغربيات، واحتقار ذواتكم يا عرب”.

وغرد الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي على حسابه “السخرية الممجوجة من المرأة العربية عبر المقارنة السطحية بين النساء العربيات والأجنبيات بواسطة صور المشجعات في المونديال لا معنى لها سوى ضعف العقل، واحتقار الذات والشعور بالنقص والدونية، والذكورية المختلّة”.

واعتبر معلق أن “أكثر ما يبدد حالة الرضا والسلام الداخلي للإنسان أن يبقى حبيسا لفكرة المقارنة؛ أمراض اجتماعية رافقت هذا التطور الهائل في عالم الميديا”.

وسخرت مغردة “أنا تزوجت رجلا أوروبيا مديد القامة عريض المنكبين أشقر وأزرق العينين ومحترما، وهذا كله بسبب تفاهة العربي الذي تعلمت منه أن أبحث عن الرجل الوسيم والمحترم، أفضل من ذي ذقن مقملة ورأس بلا مخ”.

بينما قلل مغرد من الأمر مؤكدا “أغلب السخرية من باب المزح وليس مقصودا منها التقليل من شأن المرأة العربية”. واعتبر آخر في نفس السياق “لا داعي لتضخيم المواضيع البسيطة”.

في المقابل قال بعض المتفاعلين إن “السخرية والتنمر على المرأة العربية أصبحا عادة لدى الكثيرين من الذين لا ولن يستطيعوا مجاراتها في ميادين كثيرة، الرجل المكتمل الرجولة لا يضع نفسه في هكذا مواقف ومقارنات”.

واعتبر معلق “هم دائما هكذا ينتقصون المرأة العربيّة كلما ظنّوا أن الفرصة سنحت لهم.. لا يعلمون أنهم ينتقدون ذواتهم الناقصة أولا والتي ترى العيوب ممّا ليس جميلا فقط لدينا، دعهم في خيباتهم يسبحون ويتعثّرون”.

وكتبت مغردة باسم علياء راغب “تعتبر المرأة العربية من أجمل النساء طبعا دون عمليات تجميل لأن جمالها ممزوج بالأخلاق العربية الأصيلة فهي تلك الزوجة الوفية الرائعة والأم الحنون. أما بالنسبة إلى المقارنة فأنا أعتبر أنها ظلم للمرأة الأجنبية لأنها بذلك تعتبر سلعة رخيصة وتبقى العربية الدرة النفيسة”.

وكتبت أخرى “هؤلاء النساء يشجّعن رجالا، ويتحمّسن لفوز بعضهم على بعض، ولخسارة بعضهم أمام البعض الآخر. ما ينقص لاكتمال هذا المشهد الذي فيه ما يكفي أصلا من الحماسة، هو أن تظهر المرأة في إطارٍ جنسي يبرز مفاتنها، حتى تصبح ضمن معادلة الذكور في الفوز والخسارة”.

يذكر أن الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع في جامعة ديكن الأسترالية كيم توفوليتي، كتبت في موقع “ذي كونفرسايشن” قبل أيام قليلة. أن الصور والتقارير التي حظيت بشعبية كبيرة في وسائل الإعلام خلال الدورة الماضية من كأس العالم في البرازيل، كانت لمشجعات رشيقات شابّات جمعن بين “القوة الجنسية والولاء الوطني”.

بينما في حالة البحث عن مشجعين رجال لهذه الرياضة، فهناك صور متنوعة، وأجساد مختلفة، إذ أن المعايير التي تجعل الرجل مشجعا لفريق أو لمنتخب ما، لا ترتبط بالجاذبية الجنسية أو بالمظهر الخارجي عموما.

صور النساء بهذا الشكل، حسب رأي الكاتبة، تقدّم أمثلة عن الطرق التي يعمل بها التمييز الجنسي في الإعلام الرياضي وتعكس هذه الصور أفكارا عن المرأة كـ”شيء” مُعَدّ لاستهلاك الرجل.

وتؤكد في دراستها أن السبب في ذلك هو الطريقة التي تضع بها خوارزميات محرك البحث المعلومات.

إذ تحدد الخوارزميات التفضيلات وفقا لعمليات البحث السابقة التي أجراها المستخدمون على الإنترنت، بالإضافة إلى عمليات البحث عن المستخدمين الذين يبدون تشابها ديموغرافيا، مؤكدة أنه عندما يتم “تصنيف” النساء بواسطة هذه الخوارزميات وفقا لمستويات الجاذبية المدركة، خلافا لاهتمامهن الرياضي أو التزاماتهن، ترسل رسالة واضحة حول الطريقة التي يتم بها تقييم النساء في البيئات الرياضية.

وتؤكد “اكتب كلمات ‘مشجعين ذكور’ في محرك بحث غوغل مثلا وستحصل على صور مختلفة”.

في مقال “ذي كونفرسايشن”، تقول الكاتبة إنه إذا اختارت المشجعة ألا تلتزم بالمعايير النمطية للمشجعات المثيرات، فإنها ستُصبح “لا مرئية” في الإعلام.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o