Jan 13, 2023 11:20 AM
خاص

مقتدى الصدر... العودة عبر الشارع لا من باب السياسة

يولا هاشم

المركزية – أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر في 29 آب الماضي، اعتزال العمل السياسي "نهائياً"، وإغلاق كل المؤسسات التابعة له، ما عدا "المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر". لكن  الصدر يبدو اليوم في وارد التراجع عن قراره هذا. فما الذي تبدّل؟

مصادر مطلعة على الملف العراقي تؤكد لـ"المركزية" أن هناك توجها لدى مقتدى الصدر وتياره ومناصريه للتصعيد، لإنهاء مرحلة الاعتكاف التي بدأت قبل أشهر وأدت الى استقالة جميع نوابه من مجلس الشعب العراقي، واستُتبِعت بعدها بفترة طويلة من الانكفاء والاعتكاف عن العمل السياسي. فقد دعا مقتدى الصدر الى يوم "صلاة موحّدة" اليوم الجمعة في كل محافظات العراق، وهذا دليل على ان دعوته هذه ستكون عبر الشارع، لأن أغلبية الشعب العراقي، وكما جرت العادة، سيلبي الدعوة.

ففي العام 2021 فاز التيار الصدري في الانتخابات ونال اكثرية المقاعد النيابية وحاز على اكبر كتلة برلمانية، تسمح له باختيار رئيس الحكومة الجديد كما ينص الدستور. إلا ان الايرانيين عرقلوا عمله ومنعوه من ايصال مرشحه الى سدة رئاسة الحكومة.

في المقابل، تضيف المصادر، دعمت ايران محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة الحالي، الموالي لها والمدعوم من الحشد الشعبي العراقي ومن رئيس الحكومة السابق الايراني الهوى نوري المالكي، مستفيدة من انسحاب نواب الصدر من المجلس وأوصلته الى رئاسة مجلس الوزراء.

ويعاني العراق، بحسب المصادر، من أزمة مالية كبيرة واتهامات بالفساد وسرقة المال العام، طالت رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، بأن في عهده اختفت مبالغ بقيمة 700 مليون دولار، بينما في الحقيقة نُهِبت مليارات الدولارات والتي تُقدّر بنحو مئة مليار دولار في عهد المالكي من قبل ايران والموالين لها في العراق. وسط هذه الاتهامات بالفساد، يرى الصدر ان استمراره بسياسة الانكفاء ستكلفه دوره ونفوذه الشعبي والسياسي، لذا قرر العودة الى الحياة السياسية ابتداء من اليوم.

وتؤكد المصادر ان من المتوقع ان تشهد الساحة العراقية تطورات ساخنة لأن الصدر سيتخذ مواقف اكثر حدة وراديكالية في وقت قريب ضد ايران، وسيؤكد على الحاضنة العربية والخليجية للعراق. خاصة وان التقارب العراقي مع العرب ودول الخليج التي ينادي به العراقيون ازعج ايران. وما أغضب طهران مؤخراً، إطلاق العراق تسمية "بطولة الخليج العربي" على مباراة كرة القدم التي تجري حالياً في البصرة والتي ستستمر اسبوعين، فاستدعت السفير العراقي في طهران وقدّمت له مذكرة احتجاج بأن اسمه "الخليج الفارسي" وليس "الخليج العربي".

وتلفت المصادر الى ان الجو العربي في العراق يعتبر ان العراق دولة اسلامية، فكيف تكون "فارسية"، وبالتالي هي دولة قومية، وهناك فرق كبير بين عربي او فارسي، بينما الحشد الشعبي يطلق عليها تسمية "خليج البصرة" بدعمه كرة القدم.

لذلك، تؤكد المصادر ان الاجواء متوترة في العراق بسبب عودة الصدر الذي سيصعد ضد ايران، لأن اعتكافه كلفه الكثير، وخسر نفوذه، لذلك سيعود الى الحياة السياسية عبر الشارع أولاً لأنه قوي في الشارع وثانيا يريد ان يتصدى لايران بشكل اساسي، لأنها ابعدته عن رئاسة الحكومة وأوصلت احد انصارها اي السوداني.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o