بيرم يجول جنوبا: من يعطل وصول رئيس توافقي هو من يرفض الحوار

المركزية - اعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم  أن "من يعطل الوصول إلى انتخاب رئيس توافقي هو من يرفض  الحوار"، مشيرا الى أنّ "جلسات الانتخاب المتكررة التي يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري تدل على الى أن هناك مشكلة، ولكي نعالجها علينا أن نتحاور في سبيل الوصول إلى انتخاب رئيس يمثل الحد الادنى من تطلعات اللبنانيين، أو الحد الأدنى المشترك بين التوجهات والثوابت اللبنانية وبرنامج اقتصادي انقاذي للشعب".

جاء كلام بيرم خلال جولته الجنوبية التي استهلها صباحاً بزيارة محافظ الجنوب منصور ضو في مكتبه في سرايا صيدا، يرافقه وفد ضم مديرة مكتبه بتول الخنساء، ومستشاره الاعلامي حسين زلغوط ومن الوزارة حسن بزة، وكان في استقباله رئيس دائرة العمل في السرايا روجيه رحيم مع وفد من موظفي الإدارة.

بيرم

وثمن وزير العمل بعد اللقاء "جهود محافظة الجنوب بشخص رئيسها المحافظ ضو والموظفين والعاملين فيها"، مقدرا "عملهم في تسيير هذا المرفق الهام لشؤون المواطنين ومعاملاتهم باللحم الحي ومن لا شيء رغم كل الصعوبات وفقدان كل الامور  اللوجستية البديهية لتأمين الاستمرارية بحدها الادنى".

وقال:"اطلعنا من المحافظ ضو على اوضاعهم ووجدنا حالهم كحالنا  يعانون ما نعانية في وزاراتنا ، ولكن ارادة الصمود والاستمرار وخدمة الناس وارادة الانتماء لهذا الوطن كلها هي الحافز والدافع لاستمرارنا . إن لبنان يستحق بعدما عانى ما عاناه وحان للمواطن اللبنانى أن يتنفس خاصة بما نملكه من  الموارد البشرية والمواهب ولا ينقصنا شيء، فقط يلزمنا ارادة الاستمرار والخروج من عقلية الخاسر خاسر والنكد المتبادل ، ومن عقلية لا مشكلة لدي في الخسارة المهم أن يخسر الاخر معي ، هذه العقلية لم توصلنا ولا توصلنا إلى أي مكان.

أضاف: " تعالوا جميعا، نحن في مركب واحد، وهذا ليس كلاما للتنظير والمثاليات بل أتحدث عن واقع ومنطق وحقيقة"، مشددا على أن "زيارتنا اليوم لنقول للمحافظ ضو وجميع العاملين نحن الى جانبكم ، والى جانب دائرة العمل ، لنساند بعضنا في هذه  المرحلة التي تحتاج إلى التآزر".

وأكد الوزير بيرم في ما خص لجنة المؤشر  أن "هناك اجتماعا ستعقده اللجنة  يوم الجمعة وستكون خلاله سلة جديدة من الزيادات للقطاع الخاص بحيث يصبح الراتب الاساسي أربعة ملايين وخمسمئة ألف ليرة لبنانية، بالاضافة إلى زيادة بدل النقل 125 الف ليصبح المجموع  الكلي سبعة ملايين لكل موظف يعمل في القطاع الخاص"، مشيراً إلى  " أن المهم في هذه الزيادة سيتم التصريح عنها للضمان الاجتماعي مما يؤدي إلى زيادة واردات الضمان ، التي يفترض أن تنعكس على التقديمات الاجتماعية وتقديمات المرض والأمومة" .

وأعلن بيرم " أن اجتماعات اللجنة ستبقى مفتوحة وسيعمل ليستفيد القطاع العام من زيادة النقل في القطاع الخاص ، بعنوان المساواة بين القطاعين ولو بحدها الأدنى"، لافتاً إلى أنه "يعمل بطريقة خذ وطالب وتقدم خطوة إلى الأمام رغم أن كل ما نقدمه من زيادات لا تؤدي المطلوب ، مع الغلاء الذي يسابقنا ونحن نحاول اللحاق به وليس لدينا خيار سوى القيام بذلك ".

إدارة العمل

ثم انتقل بيرم والوفد المرافق إلى إدارة العمل حيث التقى رؤساء أقسامها والعاملين فيها متفقداً أوضاعهم في حضور رئيسة مصلحة الزراعة سوسن حمزة ورئيسة تعاونية الموظفين في المحافظة لورا السن، واستمع الى معاناتهم التي تبدأ بالحضور إلى العمل في ظل ارتفاع أسعار المحروقات ولا تنتهي بإنعدام توافر الأمور اللوجستية لعملهم من كهرباء وشح في مستلزمات معاملاتهم، مثمناً "صمودهم  في أداء واجبهم الوظيفي تجاه المواطنين رغم كل ما يعانونه من الصعاب".

ثمّ جال بيرم في مكتب المؤسسة الوطنية للاستخدام الذي يعمل تحت وصايته، وانتقل بعدها لزيارة مقر تعاونية الموظفين في المحافظة واطلع على آلية عملهم ، مقدرا "روحهم المعطاءة في ظل الظروف الصعبة"، مثنياً "جهودهم في سبيل خدمة المواطن ومصلحته".

النبطية

في إطار جولته الجنوبيّة، زار بيرم والوفد المرافق دائرة العمل في محافظة النبطية. وكان في استقباله رئيس الدائرة علي غندور والموظفون. حيث أكّد بيرم للموظفين اننا "نفكر بهم ونعلم الظروف الصعبة التي تعملون بها، ونعلم وجع المواطن أيضا، والموظفون هم من المواطنين، وكلنا نعاني من هذا الوجع".

وقال إنّ "اجتماع لجنة المؤشر سيعقد الجمعة المقبل، ليصبح أساس الراتب أربعة ملايين ونصف المليون، وسيصبح بدل النقل 125 ألفا، وعمليا يصبح الرقم 7 مليون. وتحت عنوان المساواة بين القطاع العام والقطاع الخاص، انقل ذلك الى الحكومة اللبنانية لاطلب منهم المساواة بين القطاعين العام والخاص، مما سيسمح لي بالضغط لزيادة بدل النقل في القطاع العام، وهذا ليس كافيا انما نعمل على طريقة "خذ وطالب  وتقدم خطوة الى الامام".

أضاف "هذه الحلول جزئية ولكن يحكمني قاعدة تقول "ما لا يترك كله لا يدرك جله"، واجتماعات لجنة المؤشر ستبقى مفتوحة الى مزيد من المواكبة وسنضاعف منحة التعليم في القطاع الخاص وأيضا التعويض العائلي، وكلهم باقة معينة نتقدم فيها الى الامام، وهي غير كافية لكنها خطوة ضرورية".

وردا على سؤال حول ما اذا كان مجلس الوزراء سينعقد لدرس الأمور الحياتية"، أشار بيرم الى أنّ "الاتصالات مستمرة لتأمين التوافق حول هذا الموضوع، وما ندعو اليه هو عزل الأمور الحياتية والاجتماعية عن الأمور السياسية وإخراجها من النكد السياسي. حان الوقت ليكون هناك حلبة مرتبطة بالصراع السياسي منعزلة كليا عن احتياجات الناس التي لا يجب ان تكون سلاحا او ذريعة في النكد السياسي المتبادل الحاصل في البلد.

وأضاف: "عجيب في هذا البلد، ما زالت ذهنية خاسر خاسر هي التي تحكم، والعجيب أيضا ان ذهنية النكايات والنكايات المضادة، هي التي تحكم. حان الوقت، لان نجعل مصلحة المواطن بعيدة عن النكد السياسي وبعيدة عن الصراعات السياسية ومعزولة تماما لان الناس وصلت الى مرحلة لم تعد قادرة على التحمل  لذلك ما نقوله عليهم ان يؤمنوا توافقا سريعا  لقضاء حوائج الناس ولو في الحد الأدنى ولو على قاعدة الاستثناء".

السرايا الحكومية 

ثم انتقل بيرم والوفد المرافق الى السرايا الحكومية في النبطية، حيث كان في استقباله محافظ النبطية بالانابة حسن فقيه، والمدير الإقليمي لامن الدولة المقدم طالب فرحات والمدير الإقليمي للدفاع المدني اللبناني في النبطية حسين فقيه.

وبعد الترحيب، أثنى فقيه على دور دائرة العمل في المحافظة. ونوّه بدور أمن الدولة في المحافظة التي قمعت الصرافين غير الشرعيين.

وتطرق الى عمل محافظة النبطية حيث "تباع الطوابع بالسعر الرسمي، ونحن نعمل بضمير ونطلب من الوزراء مساعدتنا أكثر في دعم البلديات".

ورد بيرم، فقال: "نحن هنا لنقف على خاطركم والى جانبكم. وانتم تعملون من لا شيء في ظل فقدان كل المقومات اللوجستية، ولكن في الازمات تتظهر بعض الارادات الوطنية والمواهب والأفكار والابداعات التي تساعد. زرنا دائرة العمل وقلنا لهم ما يعانونه نعانيه. وهي مرحلة صعبة تتطلب تقوية مناعتنا النفسية. ونحاول ان نتساعد لنعبر بالوطن. ونطلق صوتا باسم المواطنين لنقول لكل القوى السياسية، ان يفصلوا القضايا المطلبية عن النكد السياسي ويفصلوا القضايا الاجتماعية عن ان تكون رهينة في الصراعات السياسية، حان الوقت لنخرج من عقلية الخسارة للجميع. والمصلحة تقتضي ان نربح جميعا".

ونوّه بيرم بتعاون المحافظ فقيه مع القوى الأمنية وبلدية النبطية وهي "رسالة نقول فيها اننا الى جانب الموظفين ونشعر بوجعهم  ومطالبهم وحاجاتهم".