Jan 05, 2023 4:06 PM
خاص

من زيارة الحزب الى مذكرة المجلس الوطني لبكركي...غياب وحضور وقدرة!

جوانا فرحات

المركزية – لا تزال أصداء زيارة وفد من حزب الله الصرح البطريركي والتي جاءت تحت عنوان معايدة البطريرك بشارة الراعي تتردد في صالونات السياسيين والدوائر الديبلوماسية. ولعل السؤال الأبرز الذي لا يزال يتفاعل في الأوساط هو لماذا تغيب أعضاء لجنة الحوار الثانية بين بكركي وحزب الله عن حضور هذا اللقاء وهل انتهى دور هذه اللجنة بعد مقاطعة الحزب الصرح البطريركي؟

كثيرة هي الأسئلة المطروحة، والصرح البطريركي اكتفى بالأجوبة التي صرح بها مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض الذي كان حاضرا في لقاء المعايدة.

إلا أن إعلان "المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني" الذي جاء بعد أيام على الزيارة عن تسليم وفد يمثله البطريرك الراعي مذكرة خطية حول الوضع في لبنان وموضوع الانتخابات والجهات التي تعطل انتخاب الرئيس بعد عودته من الفاتيكان حيث يشارك في جنازة البابا الراحل بينيديكتوس السادس، وضعت حبكة الزيارة تحت الضوء خصوصا أنها تعتبر ان انطلاق حل الازمة بعد رفع الاحتلال الايراني عن لبنان وتحريره من النفوذ الايراني عبر حزب الله وفائض السلاح .

في مسألة غياب أي من ممثلي اللجنة الثانية للحوار بين البطريركية المارونية الممثلة بالمطران سمير مظلوم والأمير حارس شهاب، وبين حزب الله، أوضح الأمير شهاب لـ"المركزية" أن أيا من أعضاء اللجنة لم يُدع ولم يكونوا على علم بالزيارة وهذا جد طبيعي كونها زيارة للتهنئة بالأعياد وليس بالضرورة أن يكون ممثلو اللجنة على علم بها ". وعما يتردد حول انتهاء مفاعيل هذه اللجنة ودورها أكد " أن لا شيء من هذا القبيل هذا الأمر غير وارد إطلاقا".

وللتأكيد على المؤكد تمنى رئيس المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني النائب السابق فارس سعيد أن "لا تُعطى زيارة وفد حزب الله إلى الصرح البطريركي أكثر مما حملته في مضمونها ألا وهو التهنئة بالأعياد. إلا أن العنوان لا يلغي أهمية ومفاعيل التفاصيل ويقول لـ"المركزية" " لا تكمن أهمية الزيارة في استقبال الراعي وفد حزب الله أم لا، إنما لماذا قرر الحزب زيارة الصرح البطريركي في هذه اللحظة بعدما قاطعه على خلفية زيارة الراعي مدينة القدس عام 2015 بالتزامن مع الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى الأراضي المقدسة. يومها يضيف سعيد، ذهب الحزب إلى اعتبارهذه الزيارة نوعا من عملية التطبيع مع إسرائيل. وآنذاك أصدر لقاء سيدة الجبل بيانا قلنا فيه"زيارة السجين لا تعني التعاطف مع السجّان"، وأعربنا عن تضامننا التام مع الراعي".

زيارة التهنئة كسرت القطيعة وهذا أمر مؤكد، إلا أنها لم تسجل أي خطوة تراجعية من قبل البطريركية المارونية وسيدها"على العكس الحزب هو من قام بالخطوة التراجعية . أضف إلى أنها جاءت في لحظة يقال فيها بأن هناك برودة بين الحزب والتيار الوطني الحر وتحديدا مع رئيسه النائب جبران باسيل مما يؤشر إلى نية الحزب بالحفاظ على الحد الأدنى من العلاقات مع الجانب المسيحي".

وإذ ينفي سعيد وجود أي رابط في خلفيات المذكرة التي ينوي وفد من المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني تقديمها إلى الراعي ، إلا أنه يشدد على أنها تأتي "لتؤكد وجهة نظر المجلس في موضوع إنقاذ لبنان من الأزمة وعلى دور الراعي والصرح البطريركي في جمع اللبنانيين حول مبادرة إنقاذية تتضمن أولا عدم الإعتراف بالواقع الذي يفرض نفسه لجهة التعامل مع حزب الله المُمَثل في المجالس النيابية والإختيارية كحزب لبناني "ولو اختلفنا معه كما يقول البعض. فحزب الله لا يمثل شريحة من اللبنانيين إنما نفوذ إيران في لبنان، ويفرض نفسه كقوة احتلال وهذه المقاربة لا تسمح بإنقاذ البلد".

يدرك سعيد وأعضاء المجلس كما غالبية الأفرقاء الذين ينادون برفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، أن طرح المشكلة ما عاد يخرق جدار اليأس الذي يقفل أبواب المستقبل أمام اللبنانيين والسياديين الأحرار. من هنا، يؤكد أن "عملية إنقاذ لبنان تكون من خلال الإلتفاف حول نصوص المرجعية اللبنانية أي الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية والعربية". أكثر من ذلك يضيف سعيد"سنطلب من الراعي وقبل أن يتوجه ويطالب بعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان أن يقوم بمبادرة لجمع اللبنانيين حول الثوابت وذلك من خلال قيام الصرح البطريركي باتصالات مع كافة الاقطاب المسيحيين وليس عقد مؤتمر أو لقاء في بكركي".

الدعوة إلى حوار بين الأقطاب لا يقارب بطاولة حوار وجه الدعوة اليها الرئيس نبيه بري "فهذه الدعوة تخرج عن الضوابط التي يتطلبها أي حوار، إذ لم تحدد مرجعيته ولن ينتج عنها أي حلول". ولا يخفي سعيد مآرب دعوة مماثلة " لأننا نعرف كيف ندخل إليها لكن لا نعرف كيف نخرج منها، سواء كانت الحوارات ثنائية أم جماعية وسيكون لها تداعيات خطيرة".

 مؤكدا على الدور التاريخي للبطريرك الراعي في حث اللبنانيين والقوى السياسية على الإلتفاف الحقيقي حول ثوابت الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية" يختم سعيد بأن مصير هذه المذكرة سيكون مؤثرا إنطلاقا من الوضع الذي وصل إليه لبنان "إذ لا يمكن لأحد أن يتحمل البقاء في دائرة المراوحة القاتلة في القطاعات التي تتهاوى تباعا ولا أحد  يستطيع أن ُيخرج لبنان من شرنقة الأزمات والإحتلال إلا الإلتفاف حول النصوص".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o