Dec 28, 2022 7:50 AM
صحف

المشهد السياسي يترقّب مبادرة باسيل حيال الأزمة الرئاسية: الجدّ لم يبدأ بعد

على الأرضية الرئاسية، تستمر سطوة التعطيل بانتظار أن يضمن "حزب الله" وصول رئيس جديد للجمهورية "مجرب بالسياسة" حسبما اشترط نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.

وبالإنتظار يواصل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل القفز بين حبال الشغور لقطع طريق بعبدا أمام وصول أي مرشح رئاسي لا يكون له "حصة فيه"، وتحت هذا العنوان العريض وضعت أوساط مواكبة الحراك الذي يقوم به في مختلف الاتجاهات، موضحة لصحيفة "نداء الوطن" أن "باسيل بات مقتنعًا بأن سياسة التعطيل لن تدوم تحت وطأة الضغوط الخارجية المتزايدة، ولذلك فإنه يسعى راهنًا سواء في حراكه الداخلي أو الخارجي إلى تعويم نفسه وتحسين شروطه في التسوية الرئاسية المقبلة عبر المطالبة بضمانات معينة تحافظ وتراكم على المكتسبات التي استحصل عليها في وزارات وإدارات الدولة خلال العهد العوني".

وعن المشاورات المكوكية التي تكثفت نهاية العام الجاري على أكثر من خط سياسي، أكدت الأوساط أنها "مجرد مشاورات إستطلاعية لا أكثر ولا أقل لجس نبض التوجهات والإمكانيات بين الأفرقاء"، قائلة: "الجد لم بيدأ بعد وما يحصل راهنًا أشبه بربط نزاع رئاسي ترقبًا لما سيحمله العام الجديد من بوادر مبادرات خارجية هادفة إلى جمع الشتات الداخلي اللبناني على طاولة التسوية المنتظرة".

وتنتظر الأوساط السياسية مضمون ما سمي مبادرة يعتزم طرحها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل حيال الازمة الرئاسية في ظل حركة اللقاءات السرية او البعيدة من الأضواء التي اجراها ويجريها، وكان اخرها الكشف عن لقاءين اجراهما باسيل قبل مدة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في بيت صديقين مشتركين . وأفادت المعطيات المتوافرة عنهما عبر "النهار" انهما لم يتركا أي اثر في مسار الازمة الرئاسية اذ اقتصر اللقاءان على مجرد “جمعة” لكسر جليد العداء بين باسيل وكل من ميقاتي وفرنجية من دون أي اتفاق على أي ملف. حتى ان احد المعنيين والمطلعين كشف ان اللقاء الذي عقد في منزل صديق مشترك لباسيل وفرنجية لم يستغرق الحديث فيه اكثر من نصف ساعة وانه لم يفتح الملف الرئاسي اطلاقا. كما يتوقع ان يتطرق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى الملف الرئاسي في كلمة سيلقيها عشية رأس السنة الجديدة مساء الجمعة المقبل.

وتشير مصادر سياسية عليمة لـــ"النهار"، من خلال أحد العائدين من العاصمة الفرنسية الذي التقى بأصدقاء له من المقرّبين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى أن ما سمعه لا يوحي بتسوية قريبة ولا سيما اللقاء الرباعي الذي قيل إنه سيجمع السعودية وقطر إضافة الى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا التي ستستضيف اللقاء المذكور، ما يشي أن انتخاب الرئيس دخل في أتون الصراعات الدولية والإقليمية حيث لا يخفى تدهور العلاقات الفرنسية – الإيرانية. فلطالما كانت باريس ضابط إيقاع مع طهران لتمرير الاستحقاقات اللبنانية حيث كانت العلاقة معها على أفضل ما يرام، ما شكّل في محطات كثيرة تباينات حيال هذه المسألة مع كل من واشنطن والرياض، ومن الطبيعي، تضيف المصادر، أن ذلك سيؤزّم الوضع الداخلي ويُبقي الاستحقاق الرئاسي رهينة تلك الصراعات الى أن تأتي اللحظة الدولية – الإقليمية المؤاتية وعندها يُنتخب الرئيس في ظل التوافق بين المعنيّين بالملف اللبناني نظراً لاستحالة أي إجماع داخلي على هذا المرشح أو ذاك، ما يتبدّى بوضوح بفعل الحركة السياسية التي تدور في حلقة مفرغة، والأمر عينه لجلسات انتخاب الرئيس التي تحوّلت الى سوق عكاظ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o