Dec 26, 2022 3:55 PM
صحة

الأبيض من بعلبك: تمكنا من الحد من انتشار الكوليرا ولكن الوباء لم ينته

 جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض في محافظة بعلبك الهرمل، لمتابعة سير عمل المرحلة الثانية من التلقيح ضد "الكوليرا"، برفقة رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في الوزارة هشام فواز، وفد من اليونيسف برئاسة  كياو أونغ، مديرة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في البقاع غواندولين مينسا، وممثلي منظمة "ميدير" ومؤسسة "عامل"،  وكان في استقباله عضو تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور علي المقداد، رئيس مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، ورئيس قسم الصحة في قضاء بعلبك الدكتور علي صبحي هزيمة. 
 
المحطة الأولى للجولة كانت في مركز اتحاد بلديات بعلبك حيث التقى رئيس الاتحاد شفيق قاسم شحادة ونائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق ورؤساء بلديات، مدير "الهيئة الصحية الإسلامية" في البقاع عباس معاوية، رئيس مركز الصليب الأحمر اللبناني في بعلبك رامي الفيتروني، رئيس رابطة مختاري بعلبك علي عثمان ومخاتير المدينة، وفاعليات صحية واجتماعية.
 
شحادة
ورحب شحادة بالوزير الأبيض والوفد المرافف، مشدداً على "أهمية هذه الحملة لتحصين المواطنين ضد الكوليرا". 
 
الأبيض
وتمنى الوزير الأبيض أن "تكون السنة القادمة سنة خير على كل اللبنانيين"، مشيراً إلى أن " هدف الزيارة الأساس هو استكمال الإجراءات في موضوع الكوليرا، ونحن الحمد لله بفضل جهودنا سويا بالتعاون مع المنظمات الدولية والبلديات والاتحادات البلدية وكل المؤسسات المتعاونة مع الوزارة، تمكنا من الحد لانتشار الكوليرا، ولكن الوباء لم ينته بعد، فنرى بعض البؤر هنا أو هناك، مما يستدعي متابعة إجراءاتنا لتأمين الحماية المطلوبة". 
 
وأكد ان "موضوع اللقاح أساسي ومهم، وفي العالم هناك انتشار للوباء في 30 بلدا، في حين ان كمية اللقاحات انتهت تقريبا، ونحن لدينا 900 ألف لقاح نستخدمها لتأمين الحماية الأساسية للحد من انتسار الكوليرا في بلدنا، والمخاطر متعددة، سواء نتيحة التنقل عبر الحدود، اضافه إلى المشاكل التي نواجهها في شبكة الخدمات الأرضية، التي تجعل هناك إمكانية لانتشار الكوليرا. لذا من المهم أن نأخذ اللقاح الذي يؤمن الحماية للجميع، والشكر الكبير للمؤسسات الدولية، وبخاصه إلى منظمة الصحة العالمية واليونيسف والمفوضيه الساميه للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أمنت لنا اللقاح، والشكر موصول للجمعيات العاملة ومنها الصليب الاحمر اللبناني ومؤسسة عامل وغيرها، والمؤسسات المتعاونة معنا مثل الهيئة الصحية الإسلامية وكل الذين يساعدوننا في هذه الحملة".
 
ورأى أن "نجاح هذه الحملة يتوقف على الفعاليات على الأرض، فأنتم أكثر ثقة والتصاقا بالناس، ويستمعون الى نصائحكم، لذا نأمل ان تكونوا معنا، كما كان الجهد والتكامل في مواجهة جائحة الكورونا، أن تكونوا سندا لنا لاستكمال الخطوات. وربما ضارة نافعة بأن نسلط الضوء على الوضع المتردي لشبكة خدمات المياه والمياه المبتذلة ومشكلة النفايات وغيرها".
 
وطالب "المنظمات الدولية بأن تزيد الدعم للمناطق التي تحتضن النازحين، فهي تستأهل كل الدعم، خاصة وان الفحوص التي نجريها والتي قامت بها إتحادات البلديات والبلديات اثبتت ان هناك تلوثا في بعض مصادر المياه، وهذا الأمر من الممكن أن يكون مدخلا لانتشار اوبئة أخرى تؤثر على صحة الناس اذا لم نتداركه". 
 
وأشار إلى أن "الوزارة قامت بتأمين مختبر لفحص مصادر المياه بشكل مجاني في مستشفى بعلبك الحكومي، حتى نتدارك أي تلوث طارئ بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه والشركاء الدوليين، فقد رصد الاتحاد الأوروبي عبر منظمة اليونيسف 30 مليون يورو لشبكات الصرف الصحي ومحطات تكرير المياه المبتذلة، ومنها محطة إيعات التي نسعى لتكبيرها وتحديثها، ومشاريع اخرى لتامين المياه الآمنة، ونعدكم بأننا سنبقى نتابع هذا الموضوع سواء مع النواب أو رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات، لنرفع الصوت عاليا من أجل معالجة الخلل في الشبكات والمحطات، لحل مشاكلها ولكي تعمل بالشكل المطلوب". 
 
وتابع: "كما أننا سنواكب الوضع الصحي والاستشفائي وموضوع تأمين الدواء. هناك في لبنان مناطق عانت حرمانا مزمنا، ومنها في الموضوع الصحي، ومخططاتنا في الوزارة تقضي بدعم المستشفيات الحكومية بصوره خاصة والمستشفيات عامة في هذه المناطق،وقبل مدة افتتحنا قسما للعناية بالأطفال الخدج، وونامل أن يبصر النور المشروع الذي طالما انتظرناه من البنك الاسلامي للتنمية لتأمين اقسام الاشعة والتمييل في مستشفى بعلبك الحكومي الذي حركنا تلزيمه مجددا. كما اننا نتابع مع رئيس بلدية حربتا استكمال الأوراق المطلوبة لبناء المستشفى الحكومي في حربتا، وهناك زيارة قريبة إلى الكويت لتحريك هذا الموضوع، ونأمل أن تكون سنة 2023 جيدة بالنسبة إلى الإستشفاء". 
 
واعتبر أنه "في السقوف المالية للمستشفيات حصة الأسد لمستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى دار الأمل الجامعي التي تم رفع السقف المالي لها بشكل ممتاز. وكما وعدنا المستشفيات فإن موضوع مستحقاتها أصبح في عهدة وزارة المالية، ونأ مل دفع قيمة العقود والمستحقات للموظفين مطلع شهر شباط القادم، لكي تتمكن المستشفيات من تأمين الخدمات الاستشفائية بالشكل المطلوب، وهناك كمية من الأدوية ستسلم بداية شهر كانون الثاني المقبل لمراكز الرعاية لتأمين الدواء المجاني للمرضى".
 
وختم الوزير الأبيض: "الكوليرا كانت فرصة جيدة للتعاون الوثيق بين وزارة الصحة العامة ووزارة الداخلية والبلديات عبركم في الاتحادات والبلديات، وحتى لو انتهت أزمة الكوليرا نعدكم بأن التواصل والتلاقي سيستمر لنرتقي بالخدمات الصحية والإستشفائية في المنطقة". 
 
المقداد 
وبدوره النائب المقداد قال: " نرحب بمعالي وزير الصحة في منطقة بعلبك الهرمل، وخصوصا في هذه الايام المجيدة، فكل عام وأنتم بخير، ونأمل ان تعم أجواء الميلاد المجيد على لبنان بأن يتحقق انتخاب رئيس الجمهورية، وقد أصبح الحوار ضروريا جدا لكي نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية". 
 
وأضاف: هدفنا في هذه اللقاءات تقييم وتحسين الوضع الصحي في بعلبك الهرمل، وعلينا العمل لكي نحول الأزمة إلى فرصة، كما حصل في الكورونا التي كانت مناسبة لتجهيز مستشفياتنا باقسام العناية الفائقة والأسرة لاستقبال المرضى من مختلف المناطق اللبنانية ومعالجتهم في مستشفيات بعلبك". 
 
وأكد "ضرورة تفعيل حملة التلقيح ضد الكوليرا، لأن الكوليرا قد تستمر لسنوات إذا لم نحسن المعالحة، وهذا مشوار طويل، ولا بد من تذكير الناس بأن هناك العديد من البؤر ما زالت موجودة، ومن الوسائل الاساسية لحماية ناسنا وبلدنا الإقبال على تلقي اللقاح، ومعالجه المشاكل قد أن تستفحل، وهنا اغتنم الفرصة لأتوجه إلى المجتمع الدولي الذي يتعاطى معنا بشيء من الخفة، للإشارة إلى أن من أسباب انتشار الكوليرا تلوث مصادر المياه الناجم عن الصرف الصحي غير المنضبط وغير الصحي في مخيمات النازحين السوريين، فلدينا في لبنان حوالي مليوني نازح، وقد اثبتت الدراسات التي أجرتها الهيئة الصحية الإسلامية والبلديات لفحوص المياه في منطقتنا وجود تلوث، ولكن المعالجة للمياه المبتذلة والصرف الصحي تحتاج الى إمكانيات، ونحن نطالب المجتمع الدولي الذي يغطي النازحين في لبنان وينفق عليهم في المدارس والطبابة والمساعدات ان يتحمل مسؤوليته، وبات من المهم عودة النازحين إلى بلدهم بعد ان توفرت كل المعطيات التي تؤكد الحرص على أمنهم وسلامتهم بعد العودة، وإذا كان هناك إصرار على بقائهم، وهم أخوتنا وأشقاء أعزاء، فيجب تأمين الحد الأدنى من الخدمات الصحية لهم، وأولها معالجة الصرف الصحي ووضع حد لتلوث مصادر المياه، وهذا يتطلب على الأقل توفير 100 مليون دولار للبنان لهذه الغاية، في الوقت الذي تتلقى بعض البلدان من المجتمع الدولي مليارات الدولارات كمساعدات لمواجهة أزمة النزوح". 
 
وشدد على "دعم مستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى بعلبك الحكومي، لأن معدلات الفقر باتت مرتفعة في المنطقة، ولولا دعم حزب الله لما تمكنت هذه المستشفيات من الصمود، وينبغي جفع مستحقات الأطباء والموظفين والعاملين في المستشفيات الحكومية، فهؤلاء واجهوا بجدلرة جائحة كورونا، ويتصجون اليوم للكوليرا، ورواتبهم ما زالت متدنية ولم يتقاصوا المساعجات أسوة بزملائهم في الإدارة العامة". 
 
وختم النائب المقداد: "لا شك بأن البلديات والاتحادات البلدية والمخاتير يتحملون مسؤولية كبيرة في الوقوف إلى جانب أهلنا، وكذلك وسائل الإعلام التي تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي بين الناس وتشجيعهم على تلقي اللقاح، لا بد من توجيه التحية لها. والشكر الكبير للعاملين ميدانيا على الأرض الهيئة الصحية الإسلامية والصليب الأحمر اللبناني ومؤسسة عامل والرعاية وكل الهيئات والمنظمات الحريصة على صحة وسلامة الناس". 
 
بلوق
ومن جهته دعا بلوق الجهات المانحة إلى "المبادرة لمعالجة مصادر التلوث التي باتت تهدد مصادر المياه والبيئة، والتي من أسبابها الرئيسة مخيمات النزوح السوري، فلا يكفي دعم النازحين وتحريضهم على عدم العودة إلى وطنهم، بعد أن أصبحت بلادهم آمنة، بل ينبغي المبادرة إلى معالجة الخلل الذي تسبب به النزوح في المجتمعات المضيفة، والتجاوب مع البلديات التي أعدت دراسات حول مكامن الخلل ووسائل المعالجة". 

مع الموسوي: واختتم الأبيض جولته البقاعية، الهادفة إلى تفعيل حملة التلقيح ضد الكوليرا في محافظة  بعلبك الهرمل بعقد لقاء في اتحاد بلديات شرقي بعلبك، حضره النائب إبراهيم الموسوي، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة هشام فواز، رئيس مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، ممثلو المنظمات الدولية، رئيس الإتحاد المهندس علي شكر، رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات صحية واجتماعية.

الأبيض

وأشار الوزير الأبيض إلى أن "هذا اللقاء للبحث في سبل التعاون مع البلديات والاتحاد والمخاتير والفاعليات وكل شركائنا، لنرى ما فيه مصلحة المواطن الذي نجتمع لأجله اليوم، في إطار حملتنا لمواجهه وباء الكوليرا، ونحن، الحمد لله، بفضل جهودنا المشتركة استطعنا أن نستوعب وباء الكوليرا ونحد من انتشاره، وأرقام المصابين بالوباء اصبحت قليلة، ولكن الظروف التي سمحت للكوليرا بالتواجد بيننا ما زالت قائمة، ومنها تلوث المياه او اختلاط الصرف الصحي بمياه الشرب، كما أن وباء الكوليرا ما زال موجودا في البلاد المجاورة، وهناك حركة انتقال عبر الحدود تستدعي ان نحصن مجتمعاتنا، لأن الموضوع لم ينته بعد، وعلينا ان نستمر في عملنا، لكي نؤمن التحصين للمجتمع".

وتابع: "الكمية التي حصلنا عليها من اللقاحات كانت من آخر الكميات المتوافرة، ودعوتنا للجميع بأن نستغل فرصة وجود اللقاح المجاني حتى نؤمن الحماية، وإن شاء الله نصل قريبا إلى المرحلة التي لا يعود فيها كوليرا في لبنان".

ورأى أن "المناطق التي انتشر فيها الوباء، مثل بعلبك الهرمل والبقاع وعكار، هي مناطق عانت من إهمال مزمن، وهي حاليا تحمل العبء الأكبر من النزوح السوري، وشبكة الخدمات فيها لا تفي بالغرض المطلوب لخدمة الناس. وهذه مناسبة لنرفع الصوت ونطلب من الوزارات المعنية بأن يرتفع مستوى أدائها".

وأكد أن "وزارة الصحة تقوم بتنشيط دور مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الحكومية، وتقدم المزيد من الدعم لها، فرب ضارة نافعة، والمستشفيات الحكومية قامت وما زالت تقوم بدور كبير لحماية المجتمع، ونحن نسعى جاهدين لتجهيزها من خلال مشروع البنك الدولي الإسلامي، وبالتعاون مع شركائنا في المنظمات الدولية، وكما نتحمل نحن مسؤوليتنا نطالبها بتحمل مسؤولياتها بتقديم المزيد من الدعم للبنان، لأن الاحتياجات تزداد، وخصوصا في ظل تواجد مخيمات النازحين السوريين على أرضنا".

وأوضح أن "العمل جار لإجراء بعض التوسيعات في مستشفى بعلبك الحكومي، سواء بالتجهيزات أو باستحداث أقسام جديدة للعلاج الكيميائي، وهناك مشروع عبر السفارة التشيكية لتوسعة اقسام في المستشفى عام 2023".

وأكد ان "مستحقات ورواتب الموظفين والعاملين في المستشفيات الحكومية زادت ثلاثة أضعاف في الموازنة الجديدة. وبسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، زاد الطلب على الادوية في مراكز الرعاية الأولية، لذلك لحظنا زيادة كميات أدوية الأمراض المزمنة ثلاثة اضعاف، وسنبدأ بالتوزيع اعتبارا من شهر كانون الثاني المقبل ونأمل خلال شهر شباط ان تكون الكميات متوافرة للمرضى في المراكز، كما نسعى لتأمين الطاقة البديلة عبر ألواح الطاقة الشمسية للمراكز بالتعاون مع اليونيسف."

وأبدى الوزير الأبيض تجاوبه مع مطلب رئيس اتحاد شرقي بعلبك بشأن "العمل لإنشاء غرفة طوارئ في مركز الرعاية الأولية في بلدة النبي شيت يعمل 24 ساعة، ولكن تحقيق ذلك يتطلب إمكانيات وتجهيزات وتدريب وكوادر طبية تتمتع بالخبرة في الطوارئ".

الموسوي

بدوره اعتبر النائب الموسوي ان "الوضع المعيشي أصبح ضاغطا بشكل كبير على المواطن اللبناني، بخاصة مع وصول نسبة النازحين السوريين الى 40% من نسبة سكان لبنان، وهذا الأمر جعل التقديمات الدولية للنازحين تبقى قاصرة، ومن أسباب عجز الدولة اللبنانية".

ورأى أن "المجتمع الدولي يسعى لتوطين النازحين واللاجئين ويضع هذه النقطة شرطا أساسيا في كل هبة أو أي قرض يتم تقديمه إلى لبنان".

وطالب المجتمع الدولي ب "تقديم الهبات وليس القروض، لكون القروض تضيف على لبنان المزيد من الأعباء والتبعات السلبية على الاقتصاد اللبناني، وتساهم في تفاقم المشكلة وليس حلها".

ودعا الموسوي جميع الجهات المعنية إلى "رفع الصوت لإعادة النازحين إلى بلادهم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o