Dec 25, 2022 10:13 AM
دوليات

عاصفة ثلجية تشلّ الحياة في الولايات المتحدة وتقتل 17 شخصاً عشية الميلاد

حرمت عاصفة رافقتها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية حوالى مليون منزل من الكهرباء السبت بينما علّق المسافرون جرّاء إلغاء آلاف الرحلات الجوية عشية عيد الميلاد. 

وتأكدت 17 وفاة على الأقل مرتبطة بالعاصفة في ثماني ولايات فيما شلّت الثلوج الكثيفة والرياح ودرجات الحرارة المتجمّدة معظم أرجاء البلاد، بما في ذلك في مناطق الجنوب ذات الحرارة المعتدلة عادة، لليوم الثالث على التوالي.

وفي ولاية نيويورك التي تعد من الأكثر تأثراً، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسية بافالو حيث ذكرت السلطات بأن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.

وذكر رجل وزوجته في المدينة التي تقع على حدود كندا أن الطرق باتت مقطوعة بالكامل، ما سيجعل من المتعذر عليهما قطع مسافة 10 دقائق بالسيارة لرؤية أقربائهما في عيد الميلاد.

وقالت ريبيكا بورتولين البالغة 40 عاما "الوضع صعب لأن الظروف سيئة للغاية ... الكثير من مراكز مكافحة الحرائق لا ترسل حتى عربات إطفاء ردا على مكالمات الاستغاثة".

ويعاني خطيبها علي لوسون من آلام في الظهر، لكنه يخطط لمداواة نفسه في المنزل لأن القيادة إلى المستشفى أمر خطير للغاية.

وأدّت العاصفة الشتوية التي تعد من بين الأشد منذ عقود إلى إلغاء أكثر من 2800 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة السبت وتأخر 6600 رحلة أخرى، بعد يوم على إلغاء حوالى 6000، بحسب موقع التعقب "فلايت أوير" Flightaware.com.

وقال وزير النقل بيت بوتيدجيغ في تغريدة السبت إن "الاضطرابات الأكبر باتت خلفنا مع تعافي عمليات شركات الطيران والمطار تدريجيا"، ما يعزز آمال المسافرين العالقين في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك.

وأعرب مسافرون على غرار زاك كايلر الذي تأجلت رحلته إلى هيوستن في 22 كانون الأول (ديسمبر) ومن ثم ألغيت مرّتين هذا الأسبوع عن غضبهم حيال الفوضى.

ويأمل كايلر البالغ 35 عاما والذي يعيش في مدينة نيويورك الوصول إلى عائلته في هيوستن بحلول يوم عيد الميلاد.

وأشار لوكالة "فرانس برس": "سعيد لأنني سأتمكن من رؤية عائلتي يوم عيد الميلاد". 

كما أدّى الجليد والثلوج إلى إغلاق بعض طرقات البلاد الأكثر انشغالا بما في ذلك طريق "إنترستيت 70" العابر للولايات والذي أغلقت أجزاء منه مؤقتا في كولورادو وكانساس.

وحذّرت خدمة الأرصاد الجوية من أحوال طقس مميتة وحضّت سكان المناطق المتأثرة على التزام منازلهم. وأفادت الجمعة بأن الرياح أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 48 درجة مئوية تحت الصفر.

ويشكّل البرد القارس مصدر قلق رئيسي بالنسبة لأكثر من 530,000 شخص ما زالوا من دون كهرباء حتى الساعة 22,00 ت غ السبت، بحسب موقع "باور آوتاج" poweroutage.us. 

وبدأت عدة مدن بعضها في ولاية شمال كارولاينا قطع خدمة الطاقة نظرا للطلب الكبير على الطاقة، وهو أمر ترك بعض الأشخاص غير قادرين على تدفئة منازلهم بشكل آمن.

مشرّدون 
وفي إل باسو في تكساس، تجمّع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرّسة والمتطوعة روزا فالكون.

لكن اختار البعض مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.

وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من "نايت مينيستري"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشرّدين "نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين".

وتوقعت خدمة الأرصاد الوطنية تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطير في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل.

وفي كندا، واصل البعض التسوق في اللحظات الأخيرة قبل العطلة رغم تدني درجات الحرارة.

مع ذلك، أصدرت مناطق كندية تحذيرات من أحوال الطقس الشديدة. وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في أونتاريو وكيبك بينما ألغيت العديد من الرحلات في مطارات فانكوفر وتورونتو ومونتريال. 

وقال ركاب عدد من القطارات التي توقفت في أونتاريو إنهم علقوا داخل العربات لمدة تصل إلى 18 ساعة جرّاء أحوال الطقس الرديئة.

ولفتت لوسي إيليس التي كانت على متن أحد القطارات لصحيفة "تورونتو ستار" الى أن "رحلة مدتها أربع ساعات تحوّلت إلى رحلة مدتها 18 ساعة... نشعر جميعنا بالتعب الشديد. نمت على الأرض لمدة ساعة، يزداد الشعور بالإحباط".

فيضانات ورياح عاتية 
في الولايات المتحدة، أعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماما تقريبا نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم.

وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.

وبحلول بعد ظهر الجمعة تحولت العاصفة إلى "إعصار بقوة قنبلة" بعدما تراجع الضغط الجوي بشكل حاد على مدى 24 ساعة.

يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج. ويمكن أن تتسبب أيضا بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية. 

وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكإيوين عبر تويتر إن أمواجا بارتفاع ثمانية أمتار سجّلت في بحيرة إري، بينما هبّت رياح بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة في ميناء فيربورت في أوهايو، بحسب خدمة الأرصاد الجوية.

وفي وقت سابق، أفيد عن إلغاء شركات طيران نحو 2700 رحلة بالولايات المتحدة بعد أن عطلت عواصف شتوية عاتية العمل بالمطارات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأحبطت عشرات الآلاف من المسافرين لقضاء العطلات.

وجاء تعطل الرحلات الجوية في الوقت الذي اجتاحت فيه أجواء شتوية قطبية معظم أنحاء الولايات المتحدة اليوم السبت، ممّا تسبب في انقطاع الكهرباء وتدمير سيارات. ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى أن تسود عدة مدن من ولاية بنسلفانيا حتى ولاية جورجيا أبرد ليلة عيد ميلاد شهدتها السجلات.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إن "من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 13 درجة تحت الصفر في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا متجاوزة المستويات القياسية السابقة التي تم تسجيلها عشية عيد الميلاد عام 1983 وبلغت عشر درجات تحت الصفر".

وقال البرنامج العالمي الأميركي لأبحاث التغير المناخي إن "العواصف الشتوية زادت في وتيرتها وشدتها على مدار السبعين عاما الماضية". وأوضح صندوق الدفاع عن البيئة أن "ذلك يرجع إلى حد ما إلى تغير المناخ".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o