Dec 25, 2022 9:05 AM
صحف

باسيل طلب لقاء جنبلاط.. وهل من أسماء للرئاسة؟

رفضت مصادر «التيار الوطني الحر» التعليق على لقاء الوزير السابق وليد جنبلاط مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، مكتفية بوضعه في إطار اللقاءات التي يجريها «الوطني الحر» مع عدد من الأفرقاء اللبنانيين بهدف السعي لانتخاب رئيس للجمهورية.

وأوضح النائب في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن، خلفيات اللقاء وما قد ينتظر من نتائجه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللقاء أتى بطلب من باسيل الذي طرح الأمر منذ فترة طويلة ولم تتوفر الظروف المناسبة قبل ذلك لانعقاده... وتلبية الدعوة أتت من منطلق ثابت لدينا هو الحوار، والهدف هو إيجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين لنضع تصوراً واضحاً للإصلاح وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية، وأولها الانتخابات الرئاسية، ومن ثم إيجاد تشكيل الحكومة»، مشدداً على أن كل ما حكي عن لقاء مصالح لتمرير تعيينات غير دقيق وليس صحيحاً.
وفي رد على سؤال عما بعد هذا اللقاء، يقول أبو الحسن، «لا بد من التأكيد على أن اللقاء لم ولن يؤثر في تحالفاتنا، لكن الأهم أن الأمور تبقى في النتائج العملية من خلال مواقف الطرف الآخر ليبقى الحكم عليها في النهاية». وفيما يشير إلى عدم تفاؤله بإمكانية تجاوب باسيل، يقول أبو الحسن، «حصل لقاء منذ حوالي شهر بين كتلتي (الوطني الحر) و(اللقاء الديمقراطي)، وكان نقاشاً مستفيضاً بالعمق، وقلنا كل ما يجب أن يقال دون تحفظ، لكن لم نلمس تبدلاً في خطاب الفريق الثاني، بحيث إن المطلوب منه الإيجابية على الأرض عبر تسهيل الانتخابات والتعاطي بإيجابية في موضوع الحكومة».

وعما إذا كان قد طرح موضوع رئاسة الجمهورية مع رئيس «الوطني الحر»، قال أبو الحسن: «البحث بقي ضمن الإطار العام، ولم ندخل في الأسماء، علماً بأن باسيل يعرف موقفنا، ويعرف أن مرشحنا اليوم هو النائب ميشال معوض الذي لن نتركه، ومنفتحون في الوقت عينه للتحاور مع الآخرين لإيجاد شخص توافقي يلبي طموحات الشعب اللبناني بالتنسيق مع معوض».
كما أكد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، أنه لم يحصل نقاش بالأسماء للرئاسة خلال لقاء جنبلاط - باسيل، مؤكداً «أن المقاربة الرئاسية للحزب الاشتراكي لم تتغير، لكنها ليست موضوعاً جامداً، وليس هذا اللقاء هو من فتح لنا منافذ الحوار، فنحن منفتحون منذ البداية وثوابتنا لم تتغير».

وفي الوقت الذي يمعن الأطراف السياسيون الوازنون في الرهان على حِراكٍ خارجي بات يُستخدم كـ «صكّ براءة» من مكامن التعطيل الحقيقية لاستحقاقٍ رئاسي يخاض بحسابات ربْط لبنان بصراعات المنطقة وحرب النفوذ فيها، وتدخل في تعقيداته أيضاً اعتباراتٌ واقعية تتصل بالتوازن السلبي داخل البرلمان والمناحرات بين أطراف المعسكر الواحد، انشغل الوسط السياسي باللقاء الذي جمع مساء الجمعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ومجرّد حصول لقاء جنبلاط، المتموْضع في المعارضة وضمن تحالف أحزاب سيادية يدعم مع مستقلين المرشح ميشال معوض، وباسيل الذي يتموْضع في الموالاة وانفجرت إشكاليةٌ كبيرة بينه وبين «حزب الله» على خلفية رفْض دعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة والذي يُبقي خيطاً رفيعاً مع الحزب عبر المضي بخيار الورقة البيضاء أو «الرمادية»، فإن هذا الأمر، بحسب "الأنباء" الكويتية،  اعتُبر تطوراً بارزاً في سياق كسْر جدران الصمت التي ترتفع بين القوى الرئيسية والتي أطاحت حتى الساعة بمحاولتين من رئيس البرلمان نبيه بري لعقد طاولة حوار حول الرئاسة.
وتقاطعت المعلومات حول لقاء جنبلاط - باسيل على أنه لم يحمل خرقاً في الملف الرئاسي، بل جاء أقرب الى استطلاع موقف رئيس «التيار الحر» والخيارات التي يمكن أن يركن إليها رئاسياً، وسط حرصٍ أبداه «التقدمي» على إحاطة حلفائه سلفاً بهذا اللقاء وهو ما عبّرت عنه حركة النائب وائل ابو فاعور في اتجاه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع واستقبال جنبلاط، النائب ميشال معوّض.
وإذ أشار قريبون من جنبلاط إلى أن اللقاء لم يتطرق إلى أسماء، توقفت أوساط متابعة عند شكل الاجتماع الذي راوحت المعلومات حياله بينه أنه عُقد في منزل كريمة رئيس «التقدمي» داليا، وبدعوة من زوجها جو بيار الضاهر وبوساطة من النائب فريد البستاني، وبينه أنه حصل في منزل رئيس مجلس إدارة تلفزيون lbci (بيار الضاهر).
وبدأت بعض الدوائر تربط بين جغرافيا اللقاء وبين المعطيات عن أن الضاهر هو أحد الأسماء التي يطرحها في الكواليس باسيل من ضمن الخيارات البديلة عن كل من فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون اللذين يضع فيتو نهائياً عليهما، من دون أن تُعرف حدود المناورة في هذه «الطروحات» من التيار الحر ولا الحظوظ الفعلية لأسماء مثل الضاهر الذي لا يمكن لـ «القوات اللبنانية» مثلاً أن تسير به هذا إذا لم يكن التداول باسمه من باسيل في إطار «زكزكةٍ» لرئيسها سمير جعجع واستدراجه رئاسياً ولو لـ «كلامٍ» حول الرئاسة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o